أكد الخبير الأثري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، أن مخطوطات مكتبة دير سانت كاترين وأيقوناته والهدايا الروسية وكتابات الرحالة الروس، تشهد بعمق الروابط الحضارية بين مصر وروسيا، والتي يمكن استثمارها في تنشيط السياحة الثقافية الروسية إلى مصر
وأضاف الدكتور ريحان، أن مكتبة دير سانت كاترين، المقرر أن يفتتحها وزير الآثار، يوم 16 ديسمبر الجاري، تضم مخطوط الكتاب المقدس باللغة الروسية، والذي يعود للقرن الحادي عشر ومطلع الثاني عشر الميلادي، ومخطوطة الرسول “إبركوس” ذات التقويم الشهري.
وتابع الدكتور ريحان، أثرت قصة سانت كاترين الشهيرة في أنحاء روسيا، لدرجة أن أول وسام نسائي بروسيا عام 1714 كان باسم القديسة كاترين، كما ذكرت الأهرامات المصرية لأول مرة بالأدب الروسي، في كتاب المسيرة لفارسانوفيا وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب “الروس عند مقدسات سيناء” لفلاديمير بلياكوف، ترجمة منى الدسوقي، الصادر عن دار نشر أنباء روسيا.
وأشار الدكتور ريحان إلى كتابات المقدّسين الروس الذين جاءوا إلى سيناء ومنها كتابات فاسيلى جوجار عام 1634، فيشينسكى عام 1708، كيربرونوكوف عام 1821وبعد تأسيس هيئة الملاحة والتجارة الروسية عام 1856 نقلت 12 ألف راكب غالبيتهم من المقدّسين وفى عام 1878 تم إنشاء أسطول تطوعي بين مصر وروسيا
وأضاف، كان المقدّسون الروس يعيشون على نفقة دير سانت كاترين وكان البعض يتبرع بالأموال والهدايا الثمينة للدير وقد بنيت كنيسة القديس جورج رايفسكى بدير الطور بتل الكيلانى فى نهاية القرن التاسع عشر من تبرعات الروس والأيقونات الموجودة بها من أعمال الروس كما تم تصنيع أربعة من مجموع تسعة أجراس معدنية بدير سانت كاترين فى روسيا وأهديت للدير وقد كتب على أحد الجراس ” تم تصنيع هذا الجرس فى موسكو فى مصنع ديمترى سامجين”.
وأوضح الدكتور ريحان، أن حقبة السبعينات من هذا القرن شهدت زيارة دير سانت كاترين من قبل المهاجرين الروس والعاملين بالمؤسسات السوفيتية بمصر ويتضح ذلك من خلال توقيعات سجل زيارة سانت كاترين
و تابع يضم الدير أيضا مجموعة من الأيقونات الروسية منها أيقونة التجلى المرسومة في موسكو في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وأيقونة الصعود المصنوعة في موسكو على يد الرسام ماكار استاتكوف ونقلت للدير عام 1610م وأيقونة ميلاد السيد المسيح التى تعود للقرن السابع عشر وهناك ثلاثة أيقونات مكتوبة بالروسية تعود للقرن الثامن عشر.
ونوه الدكتور ريحان، إلى المقتنيات الروسية من كنوز دير سانت كاترين ومنها الهيكل الفضي الذي يحوى رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م وتاج المطران الذى أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة ولوح ثلاثى فضي مطلي بالذهب عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلي مصنوعة من الفضة والكريستال أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا وتتم إضاءتها فى الأعياد والمناسبات الدينية
وتابع الدكتور ريحان، بأن الروس كانوا من الرواد فى عملية البحث والدراسة لكنوز الدير ومنهم أومانيتس أول من وضع دراسة تفصيلية للدير بعد زيارته له عام 1843م وأبحاث بورفيرى التى أثمرت من عام 1804 إلى 1885م عن كتاب أوسبينسكى المقدس وأربعة كتب منها ألبوم يحمل رسومات ومخططات وكتاب تحليل لدساتير سيناء المعروفة وقام بينيشيفيتش بنشر أول وصف لمعالم الدير وكتاب ” وجوه ذهبت إلى سيناء وأعمال حول سيناء” خلال رحلته لدير سانت كاترين عام 1881م
و أضاف أنه أصدر أيضا ألبوم سيناء من مائة صورة يشمل معالم الدير ورسومات للمخطوطات وقام دميتريفيسكى الأستاذ بأكاديمية العلوم الدينية فى كييف عام 1888م بتوصيف 511 أيقونة كما صدر له العمل الضخم ” توصيف المخطوطات الليتورجية المحفوظة فى مكتبات المشرق الأرثوذكسي” فى ثلاث مجلدات.