ضمن اللقاء السنوي الثالث للحياة المكرسة والذى عقد بقاعة النيل بالمركز الكاثوليكي للسينما بكنيسة سان جوزيف تحت عنوان “الثبات والأمانة في الحياة الرهبانية”.
تحدث نيافة الانبا دانيال اسقف ورئيس دير الانبا بولا بالبحر الاحمر عن ثبات الرهبان، موجها الكلمة للرهبان والراهبات من مختلف الاديرة المصرية محددًا ثلاث نقاط لثبات الراهب وهم: الاولى الثبات في الدير – الثانية الثبات في القلاية – الثالثة الثبات في الجهاد ضد ابليس
اولا: الثبات فى الدير
الراهب الذي ينزل الى العالم هو مثل السمكة التى تخرج من النهر فى كل مرة يترك الدير او ينشغل بالعالم يحدث له عملية اختناق
فوضع الراهب الطبيعى هو الثبات في الدير الى اخر عمرة وقد قال احد الاباء بمجرد نزول الراهب للعالم يدخل لجسده سموم العالم وسهام ابليس وباستمراره في العالم يتغلغل السم اكثر واكثر داخل جسدة وعند رجوعة الى الدير ممكن يلحق نفسه حيث ينتابه الاحساس بالاضطراب الداخلي قائلًا: “أنا ليه نزلت من الدير انا لماذا لم احتفظ بهدوئ بمجرد النزول من الدير.” فقد شبه الاباء من كثرة حبهم وتمسكهم وثابتهم بالدير الراهب بشجرة مغروسة على مجارى فلو انتقلت من مكانها لن تاتى بثمر حتى اذا تعرضت الشجرة لرياح او مضايقات ستظل ثابتة فاتركوا الراهب فى الدير فهو مغروس و طالما كان مغروسا يظل في الثبات
العالم كله يضطرب لكن يسوع ثابت فما اجمل ان يتمم الراهب دعوته دون ان يتحرك من ديره
لا تندم فى يوم من الايام انك تركت العالم او يدخل الشيطان قلبك وكما قالت القديسة سانت تريز لم اندم قط حين سلمت نفسى للحب الالهى .اين اذهب من روحك و من وجهك اين اهرب
الحرب الموجودة فى ديرك موجودة فى الدير الاخر .الحرب الموجودة فى بلدك موجودة فى البلد الاخر.الراهب القوى مهما حدث يظل قويا ثابتا
المكان الذي اخترته لى يا رب انا مستعد ان اثبت فيه لاخر العمر . لابد من اماتتة الذات فالانتقال لدير اخر يعنى ان الذات مازالت حية وهكذا اذا انتقل لدير ثالث او رابع هذا يعنى اننى لم امت عن العالم و اننى مازلت حيا
يجب الحذر من فكر الكبرياء كمقولة ان هذا الدير لا يستحق ان اسكن فيه او ان الناس لا تقدرنى او تقدر شخصيتى حرب البقاء فى الديرهى التى تظهر الراهب الذى يميت ذاته وبما انك اصبحت ميت الذات سياتى المسيح فيك طالما تحملت كل الاتعاب ويذيقك الفرح و يعزيك “طوبى للحزانى لانهم يتعزون”
ثانيا: الثبات فى القلاية
افادونا الاباء وقالو لنا اجلس في قلايتك هي ستعلمك كل شئ اول يوم سوف تحس بانك متضايق وتعبان ويمر اول اسبوع وانت متضايق وفى اول سنة سيكون ارتباطك حوالى 10% بالقلاية ولكن ثق ان القلاية هتعلمك كل شئ بشرط الثبات فيها هتعلمك الصبر والاحتمال وطول الاناه القلاية مدرسة كبيرة فبمجرد وجودك بالقلاية تجد ان الروح القدس يقوم بغسل كل شئ فيك ويطهرك من خطاياك وزنوبك فقد علمنا الاباء انة لو تعرضت اوسمعت لكلمة غريبة خارج القلاية فلا تسمح لنفسك ان تدخل قلايتك و فى فكرك هذة الكلمة بل قم بالدوران حول القلاية مع الصلاة حتى تتركك الكلمة وتدخل قلايتك نظيف
وحدد نيافة الانبا دانيال سببان يمكن للراهب ان يترك القلاية بسببهما
الاول انك تتركها وتذهب للكنيسة
والثاني انك تتركها وتذهب لشغلك او عملك المكلف بة من الدير واكثر من ذلك فلايجب اوليس من حقق ان تترك قلايتك
واشار نيافتة الى عمل الراهب فيوجد العمل الظاهر للراهب وهو القراءة فى الكتاب المقدس – العمل فى الدير – الاكل – الشرب – النوم بعض الوقت، موضحًا هذه كلها اعمال ظاهرة ويوجد اعمال غير ظاهرة مثل “تبكيت النفس عمل لايراه احد مثل التوبة الخاصة بك مين سوف يراها.
هذه الاشياء تكون فى القلاية وحتى اذ مكثت فى قلايتك بدون ان تفعل شئ يكفى انك مكثت فترة بدون ماتدين احد هذا جيد جدا وبركة كبيرة
وقد ذهب احد الرهبان للقديس الانبا ارسانيوس وقال له ماذا افعل انا تضايقت من الجلوس فى القلاية فرد علية القديس لوانك فكرت فى ابديتك وفى يوم الدينونة العظيم فلن تخرج من القلاية وجاء راهب اخر وقال للقديس مكاريوس الكبير لااريد ان اجلس فى القلاية واريد ان ازور الناس المرضى اليس هذا كلام السيد المسيح فرد علية القديس وقال طالما انك نزرت نفسك للرهبنة فليس مطلوب منك ان تصنع ذلك فهذة مهمة الناس الذين يخدمون فى العالم اما انت فمطلوب منك ان تثبت في القلاية
ثالثا: الثبات فى الجهاد ضد ابليس
اكثر ناس بيشتغل عليهم ابليس هم الرهبان وكانة ترك الدنيا كلها وجالس معنا بيقوم بخلوة في الدير.
واول شئ بيحاول معاهم وباصرار هم الرهبان حيث يعلم جيدا ان قوة الكنيسة الحقيقية فى الرهبنة فعندما ينجح فى ضرب الرهبنة سينجح فى هزيمة الكنيسة فقوة الكنيسة من قوة الرهبنة.
وعندما يحاربنا فانه لن يجعلنا نمسك سيوفا لبعضا وانما سيحاربنا بالمشغولية وهذا أمر نسقط فيه بسهولة، حيث يقوم الشيطان بتوسيع وتكبير حجم المشغولية الواقعة على الراهب ويزيد من فترة عملة واهتماماتة خارج القلاية وبالتالي يقل ارتباطة بالقلاية ويقل معها فترات الصلاة والتامل والجهاد.
فنجد ان الشيطان يقوم باطفاء حرارة الراهب وتكون الحرب صعبة جدا ويقوم الشيطان بالنزول بالراهب من العلو والسمو الى اسفل الى المشغولية
خليك فوق ولا تنزل الى اسفل اثبتو فى المسيح انت وصلت للحياة الابدية فى المسيح حرية وعتق وكرامة ومجد لكن لو تركت المسيح وانشغلت بالمشغولية هتبقى على مستوى.
عقد هذا اللقاء برعاية الرهبنة الفرنسيسكانية المتمثلة في خادمها الأقليمي الأب كمال لبيب والاب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية واللجنة المنظمة وجمع غفيرمن الرهبنيات الرجالية والنسائية الكاثوليكية والارثوذكسية.