ارتفعت اليوم قيمة تداول عُملة الـ “البيتكوين” مُعوضة في ذلك بعض الخسائر التي مُنيت بها مؤخراً ، حيث خسرت نحو 43% من قيمتها – وبحسب RT الروسية – فإنه بحلول الساعة 10:59 بتوقيت موسكو فقد بلغ سعر الـ “BITCOIN”15330.72 دولار، بزيادة نسبتها 10.16% عن الجلسة السابقة ، حيث هوت سعر العملة يوم الجمعة الماضي بنسبة 25%، وانخفضت بنسبة 40% من أعلى مستوياتها التاريخية عند 19343.04 دولار، والتي سجلتها بتاريخ 17 ديسمبر .. وكانت عملة الـ “بيتكوين” قد سجلت في نهاية العام الجاري، أسوأ أداء لها منذ العام 2014، وذلك بعد نمو صاروخي شهدته العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم خلال العام 2017 ، وذكرت الـ” RT” أن الأسبوع الماضي كان كابوساً حقيقيا لمالكي عملة الـ “بيتكوين” إذ صعدت قيمة العُملة الإفتراضية إلى مستوى اقترب من 20 ألف دولار يوم الأحد الماضي 17 ديسمبر.
وأرسل المحلل الشهير “جيمس فوسيت” من شركة “مورجان ستانلى” وفريقه مذكرة بحثية للعملاء قبل بضعة أيام تشير إلى أن القيمة الحقيقية للبيتكوين قد تكون صفر، ورصد بعض الأسباب التى تجعل من الصعب جدا أن يكون هناك قيمة لهذه العملات الرقمية، فهى ليست كالعملات المتعارف عليها، وليست مثل الذهب ، مضيفاً أن قيمة بيتكوين تختلف عن العملات الحقيقية التى لو انخفضت قيمتها بشكل متسارع يمكن التدخل لإيقاف ذلك الانخفاض، فى حين أنه لا يمكن التدخل بأى شكل لحماية هذه العملة الجديدة.
وقال تشارلز هايتر المؤسس والمدير التنفيذي لموقع “كريبتوكومباير” المتخصص في العُملات الافتراضية – بحسب الـ ” BBC ” – إن “الصعود الجنوني الذي قاده سلوك القطيع الذي انتشر بين متداولي العملة الافتراضية يرجح أن يليه هبوط بسبب تغير معنويات السوق والحالة النفسية للمتداولين” ، مشيراً إلى أن عمليات تسييل رؤوس الأموال، أو ما يعرف بجني الأرباح، يُعد من العوامل التي تسهم في الهبوط الحالي للـ”بيتكوين” .
ويرى “نيك كولاس” من شركة “داتا تريك” لأبحاث أسواق المال، إن إدراج عقود آجلة بعملة بيتكوين في البورصة يعطي العملة “شرعية، ويعترف بها كأصل مالي يمكن التداول فيه”.. جاء هذا فى الوقت الذى غردت بورصة “سي بي أو إي” على موقع تويتر منذ أسبوعين ، محذرة من أن موقعها الإلكتروني “يعمل ببطء أكثر من المعتاد، وربما يكون غير متاح بشكل مؤقت في بعض الأحيان” بعد بدء التداول، لكن كل أنظمة التداول عملت بشكل طبيعي . وذكرت “سي بي أو إي” إنها ستعلق التداول لمدة دقيقتين، إذا صعد سعر الـ” بيتكوين” أو هبط بنسبة 10 في المئة، وذلك بهدف منع التقلبات الحادة .
من ناحية أخرى حذرت سلطات الرقابة المالية في ألمانيا منذ أيام من الاستثمار وتداول العملة المشفرة الأشهر عالميا “بيتكوين” في ظل تقلباتها المفاجئة صعودا وهبوطا ، وصرح رئيس هيئة الرقابة المالية، فيليكس هوفلد، في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية، اليوم السبت: “الأمر يتعلق بعمليات مضاربة كبيرة لا تسلم من خطر الخسارة الفادحة”، وتوقع هوفلد، أن هذه الفقاعة المسماة “بيتكوين” ستؤدي في نهاية المطاف إلى خسائر يندم عليها المستثمرون في هذه العملة الرقمية، داعياً المستثمرين إلى توخي الحذر وأخذ الحيطة من المجازفة التي قد تؤدي إلى “خسارة كل ما تملك” بسبب التهور والمخاطرة.
بينما صادق الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو قبل أعياد الكريسماس بأيام على مرسوم يسمح بشكل رسمي تداول العملات الافتراضية وتنفيذ جميع العمليات المتعلقة بها، حسبما أفادت الوكالة الرسمية البيلاروسية (بيلتا) ، وعلق لوكاشينكو، على المرسوم الرئاسي، تحت اسم ” تطوير الاقتصاد الرقمي”، الذي وقعه اليوم الجمعة، قائلا: “جمهورية بيلاروس أضحت الدولة الأولى عمليا، التي تفتح إمكانيات واسعة لاستخدام blockchain (سلسلة البيانات الموزعة)، ولدينا كل الفرص لنصبح مركزا إقليميا متخصصا في هذا المجال”.
ووفقا للمرسوم الرئاسي البيلاروسي، فلا يوجد أي قيود أمام إنشاء وحفظ ونقل وتبادل الرموز، وكذلك الحال في عمليات البورصات والمنصات المشفرة، كما شمل المرسوم نشاطات الأشخاص والمؤسسات على حد سواء في هذا المجال، ولم يعتبر المرسوم نشاطات الأشخاص في هذا المجال تجاريا ولم يُخضع الرموز للإعلان الضريبي. ولغاية عام 2023 تعفى جميع العمليات من الضرائب ، مشيراً إلى أن المرسوم سيصبح ساري المفعول بعد مرور 3 أشهر على توقيعه ونشره ، ومن المنتظر في روسيا الإتحادية البدء في الـ28 ديسمبر الجاري بمناقشة مشروع قانون لتشريع العملات الافتراضية، ومن المتوقع إقرار وثيقة لهذا الغرض حتى نهاية مارس 2018 ، وبشكل عام، فإن السلطات في روسيا تتعامل بحذر مع فكرة استخدام العملات الرقمية، ويرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه يجب شرعنة العملات الإفتراضية ولكن بقيود معينة .
وفي إسرائيل ذكرت صحيفة ” The Jerusalem Post ” أن وزارة المالية والبنك المركزي الإسرائيلي يعكفان على دراسة حول إمكانية إنشاء عملة رقمية خاصة بدولة إسرائيل ، وتأتي الدراسة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية رداً على تزايد الطلب على العملات الافتراضية.
فوفقا لأحد الموظفين الحكوميين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن الراغبين في الحصول على الشيكل الافتراضي سيجبرون على ربط حساباتهم الشخصية على هواتفهم، من أجل ضمان عدم قيام البعض بمحاولات التهرب من دفع الضريبة ، إذ تخطط وزارة المالية الإسرائيلية أن يكون سعر صرف الشيكل الرقمي مطابق لسعر العملة الرسمية الشيكل، وأن توكل مهمة مراقبة حركة التداول بالشيكل الافتراضي للبنك المركزي ، ولم يوضح مصدر الصحيفة الإسرائيلية المبدأ العام الذي بموجبه ستتداول العملة الرقمية، وأين ستحفظ الشيكلات الافتراضية.
وفى مصر توقع خالد الشافعي الخبير الاقتصادي أن تشهد عملة البتكوين خسائر كبيرة خلال الفترة المقبلة بعد تراجعها بنسبة 24% خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى أن البتكوين عبارة عن كود حسابى سري بنظام حمائي مشفر ولا توجد جهة منظمة للتداول والتعامل بهذه العملة الافتراضية، مشيراً إلى إنه بالنظر إلى تاريخ نشأة البتكوين سنجد أن شخص مجهول هو مطلق هذه العملة دون أن يضع لها قواعد لتنظيمها، حتى أن القوانين الإليكترونية للبتكوين لا تضمن على الإطلاق أى حماية للمتداولين والمتعاملين لهذه العملة، وفكرة عدم وجود كيان يحكم عمل البتكوين والعملات الرقمية الأخرى وعددها يتخطي الـ60 عملة مشفرة يجعل مستقبل البتكوين غامض وتقبل الإختفاء فى أى وقت.
واستطرد قائلاً : إن المعلومات المتاحة بشأن هذه العملة الافتراضية تؤكد أنه سيتم التوقف عن إصدار هذه العملة عند 21 مليون وحدة بتكوين، وحتى الآن تم إصدار 16 مليون وحدة من البتكوين فقط، إذن إصدار باقى وحدات البتكوين يعجل بالقضاء على فقاعة عملة البتكوين ، مؤكداً أن خطورة البتكوين تكمن فى كونها يمكن أن تستخدم فى تمويل كيانات إرهابية سواء في مصر أو أى دولة أخرى، وكذلك من الصعوبة مراقبة التعامل حول البتكوين فى مصر، لذلك نطالب هيئة الرقابة المالية والبنك المركزي المصري بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والرقابية لحظر استخدام البتكوين فى مصر لتمويل الإرهاب.
وأكد خالد الشافعي أنه منذ ظهور عملة البتكوين منذ 2009 حتي الآن لم نسمع عنها إلا فى 2017 إذن هى فقاعة ظهرت بصورة مفاجئة وانتشرت بشكل غير مسبوق ووصلت إلى مستويات سعرية يمكن أن نرى أنها وقفت عند نقطة المقاومة، لتعاود الهبوط بصورة كبيرة مما يشير إلى أن الفترة القادمة تشهد مزيد من التراجع فى عملة البتكوين.
من جهة أخرى تدرس السعودية والإمارات إصدار عملة رقمية ستكون مقبولة في المعاملات عبر الحدود بين البلدين ،حيث كشف عن ذلك محافظ المصرف المركزي الإماراتي، مبارك راشد المنصوري، الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر صحفي، إذ قال:” إن هناك مشروعا مشتركا مع مؤسسة النقد السعودي (البنك المركزي) لاستخدام تكنولوجيا بلوك تشين في معاملات الدفع عبر الحدود بين البلدين، يتضمن إصدار عملة للتداول بينهما “.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ أول تداول لمنتجات مالية تعتمد على عملة بيتكوين الإلكترونية في إحدى البورصات الرئيسية بمدينة شيكاغو منذ أكثر من أسبوعين ، فيما اعتبر المُراقبون خطوة باتجاه تقنين العملة الرقمية ، وكانت قيمة العملة عند بدء التداول 15 ألف دولار، لكن العقود الآجلة بالعملة الإلكترونية تقلبت خلال العشرين دقيقة الأولى من التداول، وصعد سعرها إلى 16600 دولار، قبل أن يتراجع لاحقا ، هذا وينتقد خبراء ماليين السماح بتداول أصول مالية بعملة “بيتكوين” في البورصات التقليدية، ومن بين هؤلاء جيم كريمر المعلق الاقتصادي بشركة سي إن بي سي .
أما في سويسر فقد أعلنت شركات خطوط السكك الحديدية السويسرية فى نوفمبر من العام الماضى البدء في بيع العملة الإفتراضية “البيتكوين” في المحطات ، وقالت السكك الحديدية السويسرية إنها تختبر مدى الطلب على بيتكوين في أنحاء البلاد، وإنها قررت إطلاق هذا المشروع التجريبي لمدة عامين ، ولشراء عملة “بيتكوين” يتعين على المشتري تقديم رقم هاتف محمول كوسيلة للتعرف على الهوية.
وقد يحظى هذا الحل بشعبية بين أولئك الذين يجاهدون للحصول على بيتكوين من خلال حساباتهم البنكية، حيث يعانون من الرسوم المرتفعة للتحويلات الدولية فضلا عن تأخر وصول التمويل ، يُذكر أن البيتكوين – وهي أول عملة افتراضية في العالم جذبت الإهتمام كوسيلة لنقل الأموال بسرعة دون رسوم أو تدخل البنوك، حيث يتم التحويل مباشرة بين المستخدمين عبر الإنترنت.