اختتمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مشروع دعم إصلاح التعاونيات الزراعية في مصر، والذي قد بدأ أعماله بعقد ورشة عمل ختامية للمشروع تناولت نتائج المشروع ومخرجاته واستدامته.
هذا وقد شارك في الورشة الختامية للمشروع نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات والمتابعة، والدكتور حسين جادين، ممثل الفاو بمصر، والمهندس أحمد عبد الله الحداد رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي، ومسؤولون ومستشارون فنيون من منظمة الفاو، بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد التعاوني المركزي ومديري إدارات التعاون في المحافظات المختلفة وممثلي الجمعيات التعاونية الزراعية من محافظات الوجه البحري والقبلي، حيث تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع وزارة الزراعة وممثلي اتحاد المنتجين الزراعيين-DI UPA بمونتريال – كندا.
انتهت الورشة بوضع برنامج وطني قابل للتطبيق لتطوير التعاونيات الزراعية في مصر خلال فترة زمنية تبلغ سبع سنوات، على أن يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وكافة الأطراف المعنية والجهات المسؤولة.
وقال الحداد: ” إن التعاون الزراعي بمفهومه الصحيح يعود على صغار المزارعين والمجتمع بالنفع والفائدة، وهناك العديد من الأمثلة الناجحة في هذا الصدد، ومساهمة منظمة الفاو بمشروع دعم إصلاح التعاونيات الزراعية في مصر سوف يؤدي إلى إحداث تطور كبير في هذا القطاع، مما يجعل الجمعيات الزراعية وأعضائها قادرين على القيام بالدور المنوط بهم للنهوض بالقطاع”.
ومن جانبه تحدث “جادين” عن المشروع قائلًا:” لقد بدأنا هذا المشروع سويًا منذ ما يقرب من العامين بهدف للوصول إلى تعاونيات زراعية فاعلة وقادرة اقتصادياً، حيث جاء مشروع “دعم إصلاح التعاونيات في مصر” تلبية لأحد أهم أولويات استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة في مصر 2030 بالتعاون بين الفاو ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وقد قام المشروع في البداية بدراسة ميدانية لواقع التعاونيات الزراعية في مصر كركيزة أساسية للإصلاح القائم على القراءة الدقيقة للوضع الراهن.
وتم تنفيذ عدد من ورش العمل شارك فيها ما يزيد عن 300 من أعضاء الحركة التعاونية للتدرب على أليات الحوار البناء وسبل التفاوض من أجل جني المكاسب وكيفية صياغة خطط العمل وبرنامج مستقبلي للإصلاح استنادًا إلى العمل التشاركي والخبرات والدروس المستفادة من الدول الأجنبية التي زارها المشاركون خلال فعاليات المشروع، حيث تمت زيارة لكل من دولة كينيا ودولة فرنسا، كما تم تدريب 40 من العاملين بإدارات التعاون بالمحافظات ليكونوا مدربين يمكن الاعتماد عليهم في نقل الخبرات إلى أعضاء الحركة التعاونية على المستوى المركزي من خلال برنامجين لتدريب المدربين عن إدارة التعاونيات الزراعية”.
واختتم جادين كلمته قائلاً: “وصلنا في نهاية البرنامج إلى تصور جيد ومتماسك للبرنامج المستقبلي لتطوير التعاونيات خلال السنوات السبع المقبلة، حيث سنعمل جاهدين على إيجاد البيئة الداعمة لتبني هذا البرنامج للوصول إلى تحقيق رؤيتنا المشتركة والتي تنص على أن تصبح التعاونيات الزراعية مكتفية ذاتيًا وقادرة على إقامة مشروعات اقتصادية بالمشاركة مع القطاعين العام والخاص والتعاونيات الأخرى لدعم التنمية الشاملة للإنتاج الزراعي باستخدام أساليب إدارية وتقنيات زراعية حديثة تزيد من القدرة التنافسية محليًا وعالميًا مع دمج الشباب والمرأة الريفية”.
وبدوره قال الدكتور محمد عبدالعال استشاري المشروع: “إن ورشة العمل الختامية للمشروع تستهدف عرض نتائج ومخرجات المشروع وكذلك مناقشة مرحلة ما بعد المشروع – بما فيها خطة الاستدامة وكيفية تنفيذ خطة العمل المشتركة للوضع المرغوب لقطاع التعاون الزراعي خلال السبع سنوات قادمة مع وضع استراتيجيات وآليات التنفيذ”.
يشار إلى أن التعاونيات الزراعية في مصر تعد من أكبر الكيانات التعاونية في العالم، حيث تضم حوالي سبعة آلاف جمعية تعاونية وحوالي 18 مليون عضو، وتتمتع بإمكانيات عديدة تمكنها من تقديم خدمات مختلفة للاقتصاد المصري، ولذلك سعت الحكومة المصرية إلى دعم التعاونيات، وإعطاؤها مزيد من الحرية الاقتصادية للقيام بأدوارها من خلال إصدار القانون 124 لسنة 2014 والذي تضمن عدة تعديلات، وتغيير في بعض مواد القانون رقم 122 لسنة 1981، والتي من أهمها دخول التعاونيات في شراكات مع القطاع الخاص بهدف الربح.