شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، في إطار فعاليات منتدي أفريقيا 2017، بالمائدة المستديرة التي ناقشت فرص الاستثمار في مصر.
بحضور كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات المصرية والأفريقية والعالمية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسئولين المصريين.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس تحدث في البداية عن ارتباط الاستثمار بإرادة الشعب المصري الذي أكد على مدار المرحلة الماضية عزمه على تحقيق تنمية حقيقية خلال الفترة القادمة، مستعرضاً في هذا الإطار العناصر الرئيسية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ تنفيذه عام 2014، فضلاً عن الجهود التي تمت للارتقاء بالبنية الأساسية، مثل الكهرباء والطرق، وكذا التدابير التي تتم لتهيئة المناخ الاستثماري المناسب أمام القطاع الخاص من خلال تحسين بيئة الأعمال وتيسير إجراءات الاستثمار، سواء من خلال إصلاح الجوانب التشريعية، وكذا من خلال دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما تطرق الرئيس إلى المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها وما توفره من فرص استثمارية، خاصة من خلال العمل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي على أهم مجرى ملاحي عالمي.
وأضاف المتحدث الرسمي: أن المائدة المستديرة شهدت عقب ذلك حواراً مفتوحاً بين الحاضرين، تطرق إلى الفرص الاستثمارية المتاحة بعدد من القطاعات، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتيسير الأعمال وتشجيع الاستثمار، وأيضاً ريادة الأعمال، ولاسيما من جانب المرأة.
وقد أكد الرئيس فى هذا السياق حرص الدولة على تمكين المرأة ودعهما في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن رائدات الأعمال هن الأنجح في إدارة الأعمال.
واستعرض المبادرات التي تم إطلاقها لدعم ريادة الأعمال وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة فائدة منخفضة، مؤكداً حرص الدولة على توفير المناخ الملائم لريادة الأعمال وتسهيل إجراءات إنشاء الشركات.
وأكد الرئيس كذلك خلال حواره مع الحضور على أهمية زيادة التواصل على المستوي الحكومي لضمان توفير البيئة الجاذبة للمستثمرين وإزالة كافة العقبات أمامهم. كما أشار سيادته إلى عزم الدولة على تحقيق تقدم ملموس فى مستوي الخدمات التعليمية، مشيراً إلى الخطط الجاري تنفيذها للارتقاء بالتعليم الاساسي والجامعي.
وختاماً، أكد على دعم الدولة الكامل لرجال الأعمال المصريين، مشيداً بالدور الهام الذي يضطلعون به فى تحقيق التنمية، ومتطلعاً لأن يزيدوا من جهودهم في البناء والتعمير خلال المرحلة المقبلة.
كما أكد أن القانون يحفظ حقوق الجميع، بما في ذلك رجال الأعمال، مؤكداً عدم السماح بحدوث أية تجاوزات في حق أحد وحرص الدولة على إعلاء سيادة القانون.
وجه الرئيس السيسى رسالة للمستثمرين قائلاً: “لديكم فرص قوية فى مصر، لأن لدينا محورا اقتصاديا لقناة السويس، وهو شريان يمر به 20% من التجارة العالمية، وتم تطويره خلال الثلاث سنوات الماضية، وخفض زمن الرحلة 11 ساعة، ويسمح بالتحرك بشكل متواز، كما أن لها قوانينها الخاصة لتجذب أكثر”.
واستطرد: “مستعدون أن نشجع أى مستثمر جاد، وسندعمه بشكل كامل , قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: إن المرأة المصرية لها دور عظيم جدا فى استقرار مصر، والحفاظ على هوية الدولة، موضحا أن المرأة المصرية فى وجدان وضمير المصريين، مضيفاً أنه فيما يخص تشجيع المرأة، ليس فقط بشكل معنوى، بتخصيص عام للمرأة ولكن بإجراءات فيما يخص حقوق المرأة.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في الجلسة التي عُقدت حول سبل تهيئة مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار بالقارة، والتي شارك فيها رؤساء كل من غينيا، ورواندا، وساحل العاج، والصومال.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أعرب خلال مداخلته بالجلسة عن أهمية تطوير التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في ضوء الدور المحوري الذي يقوم به القطاع الخاص في أفريقيا، مؤكداً فى هذا السياق ضرورة الاستماع لشواغل واقتراحات وتقييم ممثلي مجتمع الأعمال والشركات الأفريقية والدولية حول أهم التحديات التي تواجههم خلال العمل بدول القارة وسبل التغلب عليها، حتى يمكن تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا.
كما أكد وجود العديد من التحديات في القارة الأفريقية، مما يتوجب علينا تحويلها إلى فرص حقيقية من خلال العمل المشترك، بما يساعد على نمو قطاع الأعمال وحشد كل الإمكانات في هذا الاتجاه.
وتطرق الرئيس خلال المداخلة كذلك إلى وجود حاجة لتعزيز العمل المشترك سواء على مستوى التكتلات الإقليمية أو على مستوى القارة بأكملها من أجل إزالة العوائق الجمركية وتحسين حركة التنقل والتواصل بين أنحاء القارة من خلال إنشاء بنية تحتية حديثة، مشيراً إلى أهمية استكمال التكامل الإقليمي بين الدول الأفريقية، والتعامل مع العالم ككتلة متماسكة.
ونوه إلى أهمية قيام الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية بين تجمع الكوميسا ومجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، والتي تم التوقيع عليها في شرم الشيخ في يونيو 2015، بالتصديق على الاتفاقية حتي تدخل حيز النفاذ.
وأوضح الرئيس أن أفريقيا تعد الطريق الجديد لنمو الاقتصاد العالمي، في ظل ما يتوافر بها من إمكانات وقدرات بشرية هائلة، فضلاً عن موارد طبيعية كبيرة، مؤكداً أن مصر طالما قامت بالاستثمار في أفريقيا، وتحرص دائماً على تشجيع قطاع الأعمال المصري على التوجه إلى الدول الأفريقية في الوقت الذي تدعو فيه قطاعات الأعمال الأفريقية للاستثمار في مصر والاستفادة مما يتوفر بها من فرص واعدة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رؤساء كل من غينيا، ورواندا، وساحل العاج، والصومال تناولوا في مداخلاتهم بالجلسة الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتنوعة المتاحة بالدول الافريقية، مؤكدين في هذا الإطار على أهمية الاستفادة من امكانات الشباب وتعزيز التواصل بين الأقاليم المختلفة بالقارة الافريقية، فضلاً عن الاهتمام بالعلوم وادوات التواصل الحديثة وتكنولوجيا المعلومات حتي يمكن بناء جيل جديد من الافارقة قادر على المنافسة عالمياً.
كما أشادوا بانعقاد منتدي أفريقيا 2017 باعتباره منصة جيدة للاطلاع على الجهود المختلفة التي تبذلها الدول الافريقية لتوفير بيئة جاذية للاستثمار، بالإضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية المختلفة التي توفرها القارة الافريقية فى مجالات متعددة.
وقد دار فى ختام الجلسة حوار مفتوح بين المشاركين والرؤساء الافارقة، تم التطرق خلاله إلى موضوعات الأمن الغذائي وسبل تحقيق التكامل والتعاون الإقليمي على مستوى القارة الأفريقية.
وقد أكد الرئيس في هذا السياق أن منتدى أفريقيا 2017 يعد خطوة على بداية طريق التعاون والتكامل الأفريقي، مشيراً إلى أهمية بذل مزيد من الجهود وتوفير الإرادة السياسية اللازمة سعياً لتحقيق التواصل والتقارب والتكامل الذي يحقق المصالح المتبادلة للدول الأفريقية.
كما أكد أهمية تطوير أهداف تحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الدول الأفريقية لتشمل الاستفادة من منتجات الدول الافريقية الأخرى وتعظيم مزاياها التنافسية.
وأوضح الرئيس أيضاً أهمية التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه الدول الأفريقية وتعرقل مسيرة التنمية، وعلى رأسها خطر الإرهاب الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار، مؤكداً أهمية تحصين المجتعمات الأفريقية من التطرف.