حالة من الجدل أثارتها العملة الملقبة بالعملة الرقمية أو المشفرة، وهي عملة افتراضية كثر الحديث عنها مؤخرا، وتعد حديثة العهد نسبياً، وتسمي الـ “بيتكوين”، التي اختلفت الرؤى حولها ما بين مُبشر بمستقبل العملة الجديدة وقدرتها على تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد العالمي، بينما اعتبرها آخرون مهدد بإحداث كارثة اقتصادية كبرى .
و حذر الكثير من خبراء المال والبورصات حول العالم من خطوة اكتناز هذه العملة بدلاً من العملات التقليدية.
وأكد بعض الخبراء أن هناك مخاوف مؤكدة من حدوث فقاعة للعملة الرقمية الـ “بيتكوين”، بعد الارتفاعات الكبيرة وغير المسبوقة وفي وقت قصير مؤخراً ، والتي أدت لصعود قيمة العملة المشفرة لنحو 9 أمثالها منذ مطلع العام إلى تحذيرات متعددة من فقاعة في السوق ، لدرجة أن “ليليو كلاسين”، رئيس مؤسسة عملة “بيتكوين” الإلكترونية قد حذر أيضاً المستخدمين على الاستثمار بهذه العملة الافتراضية ، إلا إذا كان هذا الاستثمار في حدود طاقتهم وذلك خلال فعاليات مؤتمر ” تيد غلوبال ” في تنزانيا .
من ناحية أخرى قالت هارومي إيشي، المتحدثة بإسم شركة “جي إم أو” اليابانية منذ أيام : إن الشركة ستبدأ دفع جزء من رواتب موظفيها بعملة “بيتكوين” الرقمية المشفرة، وقالت المتحدثة في تصريحات نقلتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن شركتها تسعى لاكتساب فهم أفضل بخصوص العملة الافتراضية.
وأضافت “إيشي” أن “الموظفين يمكن أن يتلقوا رواتبهم بعملة البيتكوين إن أرادوا” ، وكانت شركة “سي إم سي” لتقدير مخاطر المراهنات قد أكدت أن الصعود الذي شهدته عُملة ” البيتكوين ” يحمل كل مؤشرات احتمال ظهور “فقاعة”، محذرة من أنه “لا أحد يعلم متى ستنفجر الفقاعة”.
ماهية “البيتكوين” وتاريخ تداولها
تُعتبر عُملة الـ “بيتكوين” بمثابة أكواد مُشفرة يتم تداولها عبر شبكة الإنترنت من خلال أجهزة الكمبيوتر والموبايل ، دون وجود فيزيائي لها “أي أنها غير ملمُوسة” وهي أول عملة رقمية لامركزية لا يتحكم فى إصدارها أو تداولها بنكى مركزى أو سلطة فيدرالية أو مؤسسات بنكية.
وبالتالي تختلف عن العملات التقليدية يتم التحقق من هذه المعاملات عن طريق عُقد الشبكة وتسجيلها في دفتر حسابات موزع وعام يسمى سلسلة الكتل ، اخترع الـ”بيتكوين” شخص غير معروف عُرف عبر شبكة الإنترنت باسم “ساتوشي ناكاموتو” ، إذ تم إصدار العُملة كبرنامج مفتوح المصدر في عام 2009.
و تعد ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي اعترفت رسمياً بعملة “بيتكوين” وبأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ”بيتكوين”، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.
وباتت الـ ” BITCOIN ” هى العُملة الأولى من نوعها والأكثر شهرة وانتشاراً بين العُملات الرقمية المُشفرة الأخرى الموجودة على شبكة الإنترنت، حيث يتوفر ما يزيد عن 60 عُملة تشفيرية مختلفة منها 6 عُملات يُمكن وصفها بالرئيسية ، وذلك اعتمادًا على عدد المُستخدمين وبنية كل شبكة، إضافة إلى الأماكن التي يُمكن استبدال وشراء هذه العُملات التشفيرية مُقابل عُملات أخرى.
جميع العُملات التشفيرية الحالية مبنية على مبدأ عمل عُملة بيتكوين نفسها باستثناء عُملة Ripple ، وبما أن عُملة بيتكوين مفتوحة المصدر فإنه من المُمكن استنساخها وإدخال بعض التعديلات عليها ومن ثم إطلاق عُملة جديدة، تتوفر العملة على مستوى العالم ولا تحتاج لمتطلبات أو أشياء معقدة لاستخدامها، عند الحصول على العملة يتم تخزينها في محفظة الكترونية.
ومن الممكن استخدام هذه العملة في أشياء كثيرة منها شراء الكتب و الهدايا أو الأشياء المتاح شرائها عن طريق الانترنت وتحويلها لعملات أخرى مثل الدولار أو اليورو ، ويمكن استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى فمنذ فبراير عام 2015 أصبح هناك أكثر من 100,000 تاجر وبائع يتعاملون بالعملة الجديدة كعملة للدفع ، حيث تشير تقديرات بحوث لجامعة كامبريدج أنه في عام 2017، أصبح هناك مابين 2.9 إلى 5.8 مليون مستخدم يستعملون محافظ لـ “البيتكون” .
أشهر المستثمرين في الـ “بتكوين”
لقد حقق الكثير من المستثمرين في مجال العملة الرقمية «بتكوين» ثروات هائلة نتيجة الارتفاع الخيالي لسعر العملة الرقمية و التي كسرت حيز 15000دولار أمريكي ، كان أولهم التوأمان “كاميرون وينكلفوس” و”تايلر وينكلفوس” اللذان حققي أعلى نسبة استفادة من العُملة الافتراضية، بعد استثمارهما 11 مليون دولار فى الـ ” بيتكوين ” عام 2013 حينما بلغ سعرها 120 دولار ، وأطلق ألتوأم “وينكلفوس” بورصة “جميني تراست” للعملات الرقمية، والتي تتعاون حالياً مع “سي بي أو إي جلوبال ماركتس” لإطلاق عقود آجلة لـ”البتكوين”.
كما أنضم “روجر فر” إلى التوأمان ضمن قائمة المليارديرات الذين كونوا ثروات كبيرة من الـ “بتكوين”، فبحسب تقرير لـ”سي إن بي سي” يُعتقد أن “روجر فر” كان يمتلك 300 ألف من عملة الـ “بتكوين” .
والجدير بالذكر هنا – وبحسب وكالة رويتر – فإن “كاميرون” و”تايلر” كانت لهما قضية تعويض منظورة أمام محكمة استئناف بسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، ضد مارك زوكربيرج مؤسس شبكة “فيس بوك”بالحصول على تسوية قدرها 65 مليون دولار ، حيث ذكرت ” رويتر” بحسب إدعاء ألتوأم “كاميرون” و”تايلر” أنه عندما كانا طالبين في جامعة هارفارد قام زميلهما في الجامعة “مارك زوكربيج” بسرقة فكرتهما، وهو الأمر الذي نفاه مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة عالمياً .
من هو مُبتكر الـ “البيتكوين”
وفى مارس من عام 2016 كشف رجل الأعمال الاسترالي “كريغ رايت” عن كونه مخترع عملة “بيتكوين” الرقمية، مُدعياً أنه “ساتوشي ناكاموتو” الشخص الذي أبتكر هذه العملة – بحسب شبكة BBC – حيث جاء اعتراف “رايت” لينهي سنوات من التكهنات بشأن صاحب الفكرة الأصلية لنظام الدفع النقدي الرقمي.
وقدم رايت الدليل التقني ليؤكد زعمه مستخدما عملات معروفة بأنها كانت مملوكة لمخترع عملة “بيتكوين” ، لكن سرعان ما تبدد هذا الدليل وأصبح غير مقعناً ، إذا طالب المتابعين لهذه القضية عن قرب بضرورة إبراز المزيد من البراهين حول صدق قوله ، ولكن هذا لم يتحقق بعد ، مازال مُبكر الـ “BITCOIN ” غير معروف .
الـ “بيتكوين” ليست العملة الافتراضية الوحيدة
وتُعد عملة الـ ” بيتكوين ” ليست العملة الافتراضية الوحيدة المتواجدة في الأسواق الافتراضية على الإنترنت ، فقد برزت بفضل نجاحات ال بيتكوين ، مجموعة متنوعة من ما يسمى ب “altcoins” أو العملات الافتراضية البديلة ذات قيمة جيدة في الأسواق فقد أشارت ” femtomoney ” إلى عدة أنواع من العُملات الإلكترونية على شبكة الإنترنت .
و يختلف كل من هذه العملات من حيث عملية التنقيب ونوع التشفير ودرجة أمانه والمنصات التي تستخدمه منها :
“لايتكوين” : إذا كان البيتكوين هو الذهب فان اللايتكوين هو الفضة، كما يقول الجميع. شهدت عملة لايتكوين شعبيه زائدة في المدة الاخيرة، تستند لايت كوين على بروتوكول بيتكوين ولكن خلافا للبيتكوين ، فلقد صممت اللايتكوين لجعل عملية التنقيب رخيصة نسبيا وسهلة وهي أسرع في المعاملات من البيتكوين.
دوجيكوين : وتعنى “عُملة الكلب” وتحوي بالفعل على صورة كلب في شعارها ومن أهم ميزاتها سرعة انتاج العملة.
نوفاكوين : عملة افتراضية مشفرة رقمية تستند إلى كود المصدر المفتوح وعلى بروتوكول الانترنت الند للند. تختلف عن معظم العملات الرقمية البديلة لل ال بيتكوين كونها تدمج برامج الحماية داخل نواة العملة، والتي تردع الاعتداء من قبل مجموعات التنقيب
نيمكوين : مليون هو مجموع عملة ال نيمكوين وهذا يعني أن ال نيمكوين ستكون نادرة نسبيا، بالضبط نفس مستوى ندرة ال بيتكوين . هذا وتساعد ال نيمكوين على إنشاء الإنترنت الغير خاضعة للرقابة، وتنكر السيطرة الحكومية ، وهي منصة متعددة الإستخدامات يمكن استخدامها لنظام أسماء النطاقات الغير مركزي والغير منظم، نوع من الإنترنت الخاصة بها، ويمكن أيضا أن تستخدم لإرسال الرسائل، والتصويت، ونظام تسجيل الدخول.
بيركوين : هي عملة أخرى من مبدأ العملة الافتراضية المشفرة الرقمية ومثل ال بيتكوين فان ال بيركوين تستند إلى برتكول الانترنت الند للند، تقدم ال بيركوين زيادة في كفاءة التنقيب، وكذلك في تحسين الأمن والضمانات لتجنب سوء المعاملة من قبل مجموعة التنقيب ، لدى ال بيركوين قيمة سوقية تعتبر الرابعة بين العملات الإفتراضية البديلة.
فزركوين : هي أيضاً عملة افتراضية رقمية مشفرة مثلها مثل ال لايتكوين، تقوم بضبط صعوبة التنقيب في كثير من الأحيان. وخلافا لبعض العملات الرقمية الأخرى، فان ال فزركوين يتم تحديثها بانتظام لدمج الميزات والتحسينات الجديدة، بما في ذلك الحماية من سوء المعاملة والتفرع عن طريق التنقيب الجماعي .
كيف يتم التعامل شراءاً وييعاً بالـ “بيتكوين” ؟
رغم وجود مجموعة محدودة نسبيا من المواقع التي تقبل دفعات بيتكوين لقاء منتجاتها، مقارنةً بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، فإن بيتكوين مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الإجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات.
بالإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل بيتكوين الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية. عملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع بيتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس.ونتيجةً لذلك تمتلك بيتكوين سعر صرف خاصا بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى 12000 دولاراً بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل بضعة سنوات