مهمة الإعلام توصيل المعلومة السليمة الكاملة في أي قضية بعيداً عن المبالغة أو التهميش خاصة إذا كانت القضية تتعلق بصميم حياة البشر ومدى توافر أساسيات الحياة خلال السنوات القادمة من مياه وغذاء وطاقة، كان هذا هو الأساس الذي نظمت من أجله وزارة البيئة متمثلة فى جهاز شئون البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال مشروع بناء القدرات لخفض الإنبعاثات، البرنامج التدريبي الأول لرفع الوعي بقضايا التغيرات المناخية والتعريف بها لدى الصحفيين والإعلاميين المعنيين بشؤون البيئة.
واستمرت هذه الحلقة التدريبية خمسة أيام من خلال محاضرات وورش عمل ألقاها كوكبة من الخبراء في مجالات المياه والزراعة والطاقة والتغيرات المناخية .
وتم من خلال هذه الحلقة التدريبية عرض السيناريوهات المختلفة التى توصل إليها الخبراء في العالم فيما يخص ما سيواجه العالم خلال السنوات القادمة نتيجة التغيرات المناخية في مجالات المياه والطاقة وارتفاع درجات حرارة الأرض والحلول التي يجب اتخاذها والتكيف مع المتغيرات المستقبلية .
وكان هناك عرض من المتحدثين لوضع مصر من هذه المتغيرات والحلول المقترحة للتكيف معها .
*شح مائي:
فكان هناك طرح لقضية نقص المياه بالنسبة لنصيب الفرد فى مصر وما هى الأسباب التى ستؤدي لهذا، وليس كما هو متوقع وكما يعتقد البعض أن هذا نتيجة بناء سد النهضة فى أثيوبيا ولكن هذا سيحدث بسبب الزيادة السكانية المطردة مع ثبات حصة مصر من المياه منذ عشرات السنين، يواكبه إهدار مائي فى العديد من القطاعات على رأسها الاستهلاك فى المنازل وأيضا فى القطاع الزراعي نتيجة غياب الإرشاد الزراعي الواعي، وأيضا المياه المهدرة فى جميع مباني الدولة من مدارس وأبنية حكومية ووزارات حيث يمكن أن تدخل فى إى دورة مياه فى هذه المنشآت لتجد صنابير المياه مفتوحة أو غير محكمة الغلق وأيضاً داخل الحمامات، ولازلنا نرش شوارعنا فى أيام الصيف بخراطيم المياه العذبة فى غياب من الوعي لحقيقة أصبحت لا تحتمل الجدل ( نقطة مياه تساوى حياة ).
وكان هناك حلول للتكيف مع الشح المائي المقبل بل والذى نعيشه حالياً منها معالجة مياه الصرف، تحليه مياه البحر، حصر للمياه الجوفية الصالحة للشرب، مع عمل شبكات للمياه المعالجة وفصلها عن شبكات المياه العذبة وتحديد استخدامات كلاً منهما .
*مخاطر الغرق:
كما كان هناك أكثر من محاضرة وورشة عمل حول تأثر دلتا النيل بمصر بارتفاع سطح البحر المتوسط والأماكن الأكثر خطورة فى مصر والتى تطرح السيناريوهات المختلفة للمناطق التى ستتعرض للغرق وأهمها المناطق المنخفضة عن سطح البحر مثل الأماكن المجاورة للبحيرات الموجودة فى دلتا النيل، وأيضا الشريط الحدودي للساحل الشمالي، ولكن بعيداً عن التهويل بأن دلتا النيل كلها معرضة للغرق، أو كما يقول البعض على سبيل التهكم أن مصر ستقيم مصيفها القادم فى طنطا .
*طاقة جديدة:
أما فيما يخص قضايا الطاقة فحدث ولا حرج فالزيادة السكانية المطردة فى مصر ستؤثر على نصيب الفرد من مصادر الطاقة مما يجعلنا نسعى لفتح أفاق جديدة بالنسبة لمصادر الطاقة وخاصة بعد أن رصد المعنيين بشؤون الطاقة فى مصر أن 50% من الطاقة فى مصر تأتي من استهلاك المنازل .
ولذلك من الحلول المطروحة التوسع فى استخدام الطاقة الموفرة (اللمبات الليد) وأيضا الأجهزة الكهربائية المطورة بحيث توفر الطاقة فى ( أجهزة التكييف، الغسالات، الثلاجات…………) .
وإعادة استخدام الطاقة المستخلصة من الفحم مع اتخاذ التدابير البيئية لتنقية إنبعاثات الصادرة منها والملوثة للهواء، وذلك بالتوازى مع توفير مصادر الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة الجديدة المتجددة من الرياح ومتابعة كل ما هو جديد في تكنولوجيا الطاقة الجديدة عالمياً للاستفادة منها محلياً .
*الإنبعاثات :
وكان الموضوع الرئيسي والشريك فى كل هذه المحاضرات كيفية تقليل الإنبعاثات الضارة بالبيئة وتؤدي إلى تغيرات مناخية تؤثر على نمط الحياة بكل عناصره فكان هناك أكثر من عرض لأخطر الإنبعاثات على حياة الإنسان وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون .
*زراعات حديثة :
ومن أخطر القضايا التى تم طرحها قضية ندرة المياه وأثرها على الزراعة وضرورة التكيف مستقبلا بابتكار وسائل حديثة بالزراعة تعتمد على الاختصار فى طرق رى المزروعات، وتغيير المحاصيل الحقلية بأنواع من المزروعات لا تحتاج للمياه كثيراً ودور الإرشاد الزراعي فى توعية الفلاحين بالاقتصاد المائي وزراعة الأنواع التى يمكن أن تعمل على خصوبة التربة ولها عائد أقتصادى كبير مثلا زراعة الحبوب والبقوليات بدلا من البرسيم فى فترات راحة التربة بين المحاصيل الأساسية ( القمح والقطن) والتي أكد خبراء الزراعة أنها ستكون مفيدة للتربة ايضاً .
وأهمية هذا الموضوع تأتي من أن نصيب الفرد من المساحة المزروعة أصبح حالياً أقل من قيراط بعد أن كان يصل إلى فدان تقريباً منذ عام 1993 .
*تنسيق وزاري:
وقبل عرض التوصيات النهائية لورشة العمل كان هناك توصية رئيسية نبه إليها الخبراء المحاضرين أنه لا بد من التنسيق بين الوزارات المعنية للتكيف القادم مع التغيرات المناخية وأهم هذه الوزارات هى البيئة والزراعة والري والكهرباء والإستفادة من الأبحاث التى صدرت فى مجال التغيرات المناخية لتجنب أي مخاطر مستقبلية تمس حياة المواطن من غذاء وطاقة ومياه .
وأعلن الدكتور سمير طنطاوي مدير مشروع بناء القدرات لخفض الإنبعاثات التوصيات النهائية والتي أسهم عدد من الصحفيين وجمعية كتاب البيئة متمثلة فى رئيسها الإعلامى خالد مبارك فى إعدادها وهى كالآتي:
1- التأكيد على دور الإعلام في توعية المواطنين للتعامل مع قضية التغيرات المناخية سواء التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
2- الأخذ في الاعتبار موضوعات التغيرات المناخية وآثارها عند التخطيط على المدى المتوسط والبعيد.
3- تنظيم ورش عمل متخصصة الموضوعات بعد هذه الورشة العامة مثل (طاقة– مياه – زراعة) خاصة الاتفاقيات الدولية وموقف مصر والدول النامية والجوانب القانونية .
4- تنظيم ورشة عمل خاصة بالتنوع البيولوجي استعدادا لمؤتمر أطراف اتفاقية الحفاظ على التنوع البيولوجي 2018 .
5- إصدار دليل المواطن لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية يشمل مجموعة من السلوكيات التي تساعد في التعامل مع التغيرات المناخية .
6- إصدار دليل علمي مبسط بمصطلحات التغيرات المناخية، ويمكن البناء على الدليل الذي قام المشروع بإعداده خصيصا للمشاركين في الورشة .
7- تخصيص جائزة لأفضل موضوع وأفضل صورة وأفضل برنامج إذاعي أو تليفزيوني ناقش قضية التغيرات المناخية .
8- تنظيم مسابقة على مستوى كليات الإعلام لتصميم حملة توعية بقضية التغيرات المناخية على شبكات التواصل الاجتماعي.
9- إعداد قائمة بالتقارير الدولية الهامة وملخص لمحتوياتها والتي تساعد في فهم أعمق للموضوعات .
10- إعداد ملخصات للمحاضرات التي قدمت لتساعد في تثبيت المعلومات.
11- تخصيص وقت إضافي لزيارات ميدانية لأماكن ذات صلة بالتغيرات المناخية (محميات طبيعية مناطق مهددة…) لربط المعلومات العلمية بالواقع العملي.
12- مواصلة الورشة بأخرى عملية بحيث يقوم كل صحفي متخصص في المجال بإعداد موضوع صحفي عن التغيرات المناخية سواء كان تحقيق أو تقرير أو قصة خبرية ثم تقديمها ومناقشتها في وجود مجموعة من الخبراء المختصين أو أعضاء من إدارة الإعلام بوزرة البيئة وجمعية كتاب البيئة الصحفيين .
13- مشاركة الصحفيين المختصين بمجال البيئة للوفود المصرية في مؤتمرات التغيرات المناخية بما يسمح بفهم أعمق لقضايا البيئة واحتكاك بين الصحفيين المصريين والأجانب لنقل الخبرة والاطلاع على المستجدات، وكذلك المنظمات البيئية الناشطة لنقل رسائل هادفة ومؤثرة للمجتمع المصري .
14- تنظيم ندوات بالجامعات والنوادي لرفع الوعي بقضية التغيرات المناخية.