قام مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات والبرنامج المصري لتطوير وسائل الإعلام، بعقد ندوة وحلقات نقاشية حول موضوع خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام، وذلك في إطار مبادرة “لا تنشر الكراهية”.
وأوضحت نهال سعد، رئيس المكتب الاستشاري والمتحدث الرسمي لمنظمة الامم المتحدة لتحالف الحضارات، ان تلك الندوة هي الخامسة في إطار الحملة، حيث أقيمت ندوات في أماكن متعددة منها نيويورك واذربيجان وبروكسل، مشيرة إلى أن الهجرة هي واحدة من الأولويات التي تقع على رأس اجندة أولويات الأمم المتحدة.
وقد تفاقمت قضايا اللاجئين لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت: “الهجرة وصلت لأوروبا وشكلت تحديات هناك على مستوى الثقافة واللغة والدين والاثنيات، واعتقد المجتمع أن وصول المهاجرين يشكل تهديدات إرهابية لهم.
وقد رأينا كيف أن أبواق إعلامية ساهمت في تفاقم الأزمة بينما حاولت وسائل إعلامية أخرى في نقل الصورة الصحيحة. وقد رأينا أيضًا أن اللاجئين كانوا عنصرًا في الدعاية الانتخابية في بعض الدول. ولاحظنا تزايد السياسيين الشعبويين الذين يضعون صورة سيئة للمهاجرين ويستهدفونهم.”
وطالبت “سعد” بتوحيد الجهود لتهدئة الخوف من المهاجرين، لافتة إلى أن المهاجرين واللاجئين لهم إيجابيات فهم لهم دور في التنمية المستدامة. كما ساهموا في تماسك العديد من المجتمعات.
فيما قالت راضية عاشوري، مديرة ركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، إن شكل القصص والسرديات فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين أكثر مما نتخيل، وتابعت: “لا يجب أن ننظر إلى الجانب المظلم فالإعلام قام بالتوعية حول قضايا اللاجئين والمهاجرين، ونحن نقدر دور الإعلام وبدونه لا يمكن أن نتحرك وتنجز في مجالات كثيرة.”
وتطرقت إلى تفاقم أزمة اللاجئين لافتة إلى وجود ٢٢.٥ مليون لاجيء حول العالم بالإضافة إلى ٢٥٠ الف مهاجر، كما أن هناك ٢٠١ شخص يتحركون في نطاق الهجرة كل دقيقة،
وأوضح شاكر خزعل، كاتب وصحفي، أن الأمور تغيرت بالنسبة للاجئين بعد ٢٠١١ قائلًا: “أن المواطنين قبل هذا العام يتحمسون عندما يعرفون اني لاجيء لكن الان اصبح اللاجئون سبب للخوف. بالتأكيد الحوادث العالمية سبب في ذلك فالحرب لا تعطي الامل، كما أن السياسيين صاروا يرسخون الخوف من اللاجئين.”
وتطرق “خزعل” إلى أن الإعلام يسلط الضوء على قضايا اللاجئين لكن سرعان ما ينساهم، طارحًا مثال يسرى مارديني، اللاجئة السورية التي انقذت مركبًا يحمل 20 لاجئًا، ثم شاركت في الأولمبياد وبعد ذلك انزوت عنها الأضواء.
وأشار رافايل مندر، مراسل صحفي، إلى أن في اسبانيا هناك قانون يمنع اي حديث يحض على الكراهية، كما أن في ألمانيا سيضعون قانون في يناير لتنظيم المنصات الاجتماعية وتحديد ماهو مسموح وماهو غير مسموح ونزع خطاب الكراهية.
و نصحت راندا حبيب، كاتبة وصحفية، بالابتعاد عن الدين عند مناقشة خطاب الكراهية، موضحة حساسية رجل الدين تجاه هذا ، والذي سيقوم بمقاومة الخطاب الجديد وقليلون هم الذين سيقفوا مع الصحفي، مشيرة إلى أن كل شيء يدور حول الدين يمكن أن يخرج منه ما يشكل نواة للتطرف.
وألمحت إلى أن الأمر نفسه يستوي مع الديكتاتوريين، لافتة إلى أنها كانت تعيش في العراق أيام صدام حسين وكان الصحفيون يتم تهديدهم بصورة مباشرة، مطالبة الصحافة الأجنبية بالتحلي بالحكمة في معالجة هذه الأمور.
وتحدث فراس الأطرقجي، الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام بالعربية والإنجليزية، وهو قاموس يشير إلى الأغلاط الموجودة فيما يتعلق بالمصطلحات واستخدامها، مشددا على وجوب التركيز على دلالات الكلمات التي يستخدمها الإنسان.