نظمت هيئة الأمم المتحدة مؤتمر بعنوان” دمج الشابات والفتيات في النظام التعليمي” وذلك بتمويل من سفارة اليابان في مصر وبالتعاون مع هيئة كير الدولية، وشركة التنمية العربية للدعم الفني والاستشارات، والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان، وهدف المؤتمر إلى تقديم الإنجازات والمساهمات التي تم تنفيذها في المدارس الحكومية وكذلك المدارس المجتمعية لضمان وتعزيز أهمية تعليم الفتيات.
وخلال المؤتمر تم عرض عدة أفلام وثائقية عن إنجازات المشروع في تعليم الفتيات، كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “مريم والشمس” والذي قدم قصة كفاح طفلة وطفل في قرية الزمالك قرب أسوان لاستكمال تعليمهم في المدرسة المجتمعية. وقالت مها راتب من هيئة الأمم المتحدة للمرأة: إن نسبة مشاركة أبطال القصة الحقيقية في الفيلم تزيد عن 99%، وأضافت أنه بعد إطلاق الفيلم في 6 ديسمبر تم عرضه في مواقع التواصل الاجتماعي وقد بلغت نسبة مشاهدته نصف مليون مشاهد وعقب الفيلم تم تكريم الطفلين حنان “مريم” وزياد “طارق”.
وقال “يورج شيمل” مدير هيئة الأمم المتحدة في مصر بالإنابة: إن الأمم المتحدة تتعاون مع الحكومة المصرية في تطوير 19مدرسة حتى يحصل 5 آلاف طالب على الخدمة التعلمية، مشيرًا إلى أن العالم يسير في خطوات سريعة، بينما تزيد أعباء علي الدول وبخاصة دول الشرق الأوسط في توفير الخدمات التعليمية وخاصة بالنسبة لتعليم الفتيات والشبات، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة في مصر تعمل مع الحكومة المصرية علي تحسين جودة التعليم وادماج الفتيات في النظام التعليمي مرة أخرى ومعالجة المشكلات التي تواجههن في التعليم.
وأوضح “شيمل” في تصريح خاص لوطني أن فكرة المشروع في الأساس تهدف إلى تحسين البيئة التعليمية للفتيات، بهدف توفير جواً آمناً للفتيات وحثهم على الذهاب إلى المدرسة والاستمرار فيها، والانخراط بعد ذلك في سوق عمل المرأة، لافتًا إلى أن تعليم الفتيات يفيد الفتيات كما يفيد أسرهن ومجتمعاتهن والبلد بأسرها. وقال: “إن المشروع مدته عامين وهو سيستمر حتى أبريل 2018. وأضاف: نحن نفكر الآن في كيفية الاستمرار، وقد استطاعت هيئة الأمم المتحدة في إشراك الجميع في المشروع لمحاولة تأكيد الاستمرارية، فالحكومة مشتركة في هذا الأمر والمجتمع أيضًا وقد سعت الأمم المتحدة للمرأة بتعاون كل الأطراف معًا في هذا المشروع.
وأكد “شيمل” على استمرارية المشروع لافتًا إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والشركاء ركزوا في تعاملهم على الآباء وهم الأكثر قدرة على اتخاذ قرارات مصيرية خاصة بتعليم الفتيات. وتابع: “نحن نأمل في أن نحصل على أبحاث إضافية توثق نتائج المشروع في المجتمع وأن نوصلها إلى محافظات أخرى لأننا قمنا بهذا المشروع في خمس محافظات فقط.”
وألمح مدير هيئة الأمم المتحدة في مصر بالإنابة إلى أن هناك مشاريع أخرى خاصة بتعليم الفتيات تقوم بها هيئات مختلفة من الأمم المتحدة مثل اليونيسف واليونسكو ونحن نقوم بمناقشة تلك المشاريع معهم في كافة المراحل التعليمية.
وقالت أميرة حسين مديرة برنامج التعليم في هيئة كير الدولية: إن المشروع استهدف 16 مدرسة في محاولة لإتاحة الفرص التعليمية عالية الجودة للأطفال وخاصة الفتيات، وهو الهدف الرئيسي لبرنامج التعليم في “كير”، وهذا الهدف يتفق مع أهداف التنمية المستدامة وبخاصة الهدف الرابع الذي ينص على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، والهدف الخامس الذي ينص على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.”
وتطرقت حسين إلى وجوب موائمة الأهداف الكبرى للمؤسسات الدولية بأهداف المجتمع المحلي ملقية مثال وهو العمل على زيادة التحاق الأطفال بالمؤسسات التعليمية والذي أثر بالسلب على جودة التعليم مشيرة إلى أن زيادة الالتحاق أمر محمود لكن كان يجب الاهتمام بنفس القدر بجودة التعليم.
وتحدثت عن كلمة طه حسين الشهيرة “التعليم كالماء والهواء” والتي أراد فيها لفت الانتباه إلى ضرورة التعليم، ملمحة إلى أن ها المبدأ لم يعد كافيًا فكما نضع معايير للماء والهواء لضمان عدم تلوثهم يجب وضع معايير جودة لضمان أن يفيد التعليم المجتمع. وعددت مديرة برنامج التعليم في هيئة كير الدولية معايير جودة التعليم بحسب هيئة كير وهم: وضع المتعلمين والذي يركز على الطلبة والطالبات ومستوى حضورهم واتاحة الرعاية الصحية لهم والتغذية السليمة، وهل يكتسب الطلاب كفاءات عند انتقالهم من صف إلى آخر والمعاير الثاني يتناول العمليات التعليمية وكيفية إدارة المدرسة وهل المدرسين مؤهلين بشكل كافي وهل لديهم وعي بمصطلحات التنوع والمساواة وقادرين على تطبيقها وهل المناهج مبتكرة أم لا، والمعيار الثالث يستهدف المحتوى التعليمي باحثين عن إذا كانت تلك المناهج ملائمة لحياة الطالب وتساعدهم على اكتشاف الذات والتفكير النقدي والتفاوض أم لا وإلى أي مدى يتحقق ذلك في المحتوى التعليمي، أما المعيار الرابع فعن البيئة التعليمية متسائلين هل المباني آمنة وهل اتحادات الطلاب ومجلس الأمناء مفعلين، أما المعيار الأخير فعن تقييم الطلبة وهل يتم بشكل عادل ومنتظم.
كما أفادت أميرة حسين مديرة برنامج التعليم في هيئة كير الدولية بأن الهيئة تعمل في 36 مدرسة في المنيا وغيرها من المحافظات لتحسين جودة التعليم مشيرة إلى أن الهيئة تنسق مع الحكومة الاحتياجات في المدراس وتدريب المدرسين.
وتحدثت الدكتورة هبة هجرس عضوة المجلس القومي للمرأة، عن تبني المجلس لمشروع “رفع الوعي المجتمعي للحد من القوالب النمطية لتعليم الشابات والفتيات” وحرصه على إدماج الفتيات في المنظومة التعليمية من خلال الأنشطة التي صممتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الأمر الذي ساهم في رفع نسبة الفتيات في المراحل التعليمية الخاصة من خلال أنشطة تعليمية ورفع وعى الآباء والأمهات وتوعيتهم بأهمية دور التعليم في حياة أبنائهم.
ومن جانبها ناشدت رندة حلاوة رئيس الادارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي بوزارة التربية والتعليم الهيئات الداعمة للمدارس اتمام تمويل تطوير المدارس وادماج الفتيات في العملية التعليمية وخاصة بالقرى الفقيرة. وأوضحت لوطني أن الحكومة تولي اهتمام بالغ خلال المرحلة القادمة بتحسين مناخ العماية التعليمية وإدخال تجارب دولية بهدف تحسين التعليم في مصر بشكل عام وتعليم الفتيات بشكل خاص.