عقد مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، برئاسة الدكتور حسين أمين ، ندوة بعنوان : ” الإعلام والأزمات ” تحدث فيها كل من مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، و الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والحلل السياسى وعضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب ، و زيد الصبان مدير الإدارة الأفريقية بجامعة الدول العربية .. وأدارا الحوار الدكتور حسين أمين الذى أكد فى بداية الندوة إلى أن الإعلام بات لاعباً خطيرا ً ، مشيراُ لأهيمة الألمام بآليات التعامل الإعلامى وقت الأزمات بالإضافة للتعامل الأمثل مع التحديات المستقبلية .
بدأ مكرم محمد أحمد حديثه قائلاً: لا أستيطع أن أقول أن التجربة التى أخوضها حالياً فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنها تجربة كامل ، لكنى أوكد أننى عثرت على مفتاح الطريق أخيراً ، كانت خريطة العمل فى بداية الأمر غير واضحة فالطريق وعر خاصة إذا كُنا نعمل فى مناخ يتسم بالبيروقراطية وبالتالى يكون هناك احتياج إلى قدرات خاصة … فلأبد أن نمضى ونوظف قيم الصحاقة والإعلام بشكل صحيح ، مشيراً إلى أن القوانين الجديدة تؤكد إستقلالية الإعلام والصحافة ومجالسها عن أى سلطة ، لكن هناك من يفهم الأمر على أنه استقلال كل من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام على أنهم مستقيلن عن بعضهم البعض ، وليس إستقلالنا كلنا عن الحكومة .
أضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام : الآن نحن على بداية الطريق بعد جدلاً استمر 9 شهور منذ تولينا منصبنا ، ولقد مرت مصر بسنة لعينة وهى سنة حكم الأخوان المسلمين تلتها فترة انتقالية ، بعد ذلك بدأت تستقر الأمور ، ومازال الشعب المصرى يتحمل الكثير من إجراءات الإصلاح والقيادة السياسية تُحاول لملمة الأمور المبعثرة ، وعلينا أن نعيد المهنية والحرفية للصحافة والإعلام .. فإذا لم نصل لذلك فلم نحقق شئ .. لقد نجحنا إلى حد ما فى ضبظ بعض الأمور فى السينما فى التليفزيون ، خاصة مسألة الألفاظ القبيحة والخارجة عن تقاليد المجتمع وبالفعل بدأ المجتمع يتلمس ذلك بل وبات ُيشجعنا ويُساندنا ، فقد وضعنا غرامة 2500 ألف جنيه للقناة التى تتجاوز اللياقة والآداب وتغلق القناة إذ تجاوزت الخطاً 3 مرات ، مؤكدأً أن المجلس ليس أداة للعقاب إطلاقاً وإنما تقويم ومنع ما يجرح شعور المجتمع ويخرج عن الأداب العامة ، وذلك دون التدخل فى مسألة الرأى الأخر أو السياق أو الإبداع ، منوهاً أن الأمر يتطلب وضع المزيد من القوانين لكن سيتم التعامل دون ذلك .
وستطرد مكرم محمد أحمد قائلاً : إن الدين الإسلامى يتسم بالعقلانية الكاملة ، لكن فى نفس تم تشكل العقل المصرى بأشياء كثيرة أدت للأوضاع الراهانىة منها التراث والتاريخ ، وفى نفس الوقت استغل الكثير من شيوخ الإفتاء الحالة المصرية الراهنة لبث أفكار وأراء ظلامية ومُفرقة ومنهم من راح يتحدث عن “نقاح الميتة” وأشياء من أمثلة ذلك ، مؤكداً أن الإفتاء لأبد أن يكون لتوحيدنا وليس لتفريقنا ، مع الإحتفاح بإنفتاح مناخ الإجتهاد الدينى على مصرعيه ، وقد وافق فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على المشروع الذى طرحناه ، وأتمنى أن يرى ترحيب من المجتمع المصرى . وأضاف : وفى الرياضة وصل الأمر إلى أنه تحولت الملاعب إلى ساحة للقتال ، حيث وجدت الدولة نفسها مُرغمة على أتخاذ قرارات بوقف المُباريات وتدى الإعلام بالفعل لهذه الظاهرة وقوبل هذا الموقف من المجتمع المصرى بالإرتاح عندما شعروا بالمصداقية .
أشار “مكرم ” أن المجتمع الأن به بعض المنتمين لجماعة الإخوان وهناك موجة كبيرة من الإشاعات ، أثرت بالسلب على الرأى العام ككل .. والصحافة والإعلام الأجنبى مازال يتحدث عن الإخوان على أنها جماعة مظلومة تتعرض للاضطهاد في مصر، وأضاف : إن مجئ الرئيس “السيسى” للحُكم لم يكون إنقلاباً ، فقد خروج 40 مليون مصرى ومصرية على “الإخوان” الذين دخلوا فى صدام مع الصحافة والإعلام والقضاء والشرطة والكثير من فئات المجتمع وسعوا لتخريب مصر عبر السيطرة على مفاصل الدولة ، منتقداً تدخل والصحافة والإعلام الأجنبى فى عادات وتقاليد الأسرة المصرية وقال : إن الأسرة فى مصر هى (الزوج والزوجة والأبناء) ولا نقبل أن تكون الأسرة غير ذلك ، ولا يُمكن أن تفرض علينا قوانين خارجية فى هذا الشأن تلزمنا بأى شئ أخر، وأنا سأظل على موقفى هذا ، وتسائل لماذا لا يستطيع الإعلام الغربى أن يتقبل ثقافتى ووجهة نظرى فى هذا الشأن لماذا تصفنى بالتخلف ، كما أن الصحافة المصرية ضد أى نوع من التعزيب بشأن حقوق الإنسان ، فعندما تتمهنى بأننى مُقصر فى هذا الملف فقد أساندك وإن لم أفعل ، فأساندك سراً ، مُطالباً الغرب وصحافته وإعلامه بساندة مصر على أن تنهض وتهزم الإرهاب مرة ثانية بعد أن هزمته مرة سابقة رغم أن الأمر لا يتطلب أموراً كبيرة .
رداً على سئوال من الحضور حول مُتطلبات التغطية الإعلامية الموازنة وقت الأحداث الأمنية ، أوضح مكرم محمد أن من يرى من جانب رجال الأمن الحل فى المنع ، فهذا غير صحيح فى عالمنا الجديد ، وفى نفس الوقت فإن الإعلام ليس لديه الكيفية المتكاملة فى التعامل مع تحديات أمن دولتنا ، وبالتالى مطلوب يتحدث كل طرف مع نفسه ليضع السيناريوهات المختلفة والواجب أتخاذها وقت وقوع الاحداث كما يحدث فى العالم وفى ضوء قانون واضح لتداول المعلومات .
الإعلام ليس مُدعى عام
من جانبه تحدث الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والمحلل السياسى وعضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب ، عن تطور الإعلام فى العالم كلة على مدار الـ 24 يومياً ، خاصة فى ظل الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعى ، وأضاف : بات الإعلام هو المعلم الكبير سياسياً وإجتماعياً بل بات الإعلام حزب من الأحزاب ، فى حين أن للإعلام دوره الرئيسي فى التحليل والتعليم العام ، وتسائل ماذا فعل الإعلام وقت الأزمات ، مشيراً إلى أن الإعلام الاجتماعي والسياسي يعاني فوضى عارمة، والاستخدام والاستغلال من جانب وسائل أخري، والابتعاد عن تحقيق الأهداف الوطنية ، موضحاً أن الإعلام ينبغي أن يتعامل بشكل أكثر جدية مع الأوضاع السياسية خصوصاً في ظل الحروب والكوارث من حولنا .
يرى تحدث الدكتور عبد المنعم سعيد أنه هناك أزمة تتعلق بالتراث والمناظرات ورؤية المواطنين القادة والزعامات ، متساءلاً : هل لعبقرية المكان كما أشار الدكتور جمال حمدان ، منوهاً لوجود مشكلة اقتصادية واضجة تتعلق بعدم التوازن بين الموارد والإحتياجات فى ظل وجود أزمة ثقافية تتعلق بدور الدين والسلطة والجيش ، وأضاف : هنا يجب أن يكون للإعلام والصحافة دوراً إيجابياً فى ظل هذه الأوضاع وبالرجوع للأسس والمراجع ، وأعتقد أن الإعلام ليس من دوره أن يُمارس سلطات وكيل النيابة أو النائب العام، ولا يجب أن تقوم الصحافة بدور المدعى العام ، الصحافىة والإعلام دورهما توفير المعلومات والحقائق والعمل على الإجتهاد فى تحقيق ذلك ، مع الحد من الإستناد إلى من هم يدعون الخبرة دون توافرها ، ويقدمهم الإعلام على أنهم خبراء ، مؤكداً أن هذه المسألة تشكل جانب هام من أزمة الإعلام ويجب العمل على إيجاد حلول لها
التغطية الإعلامية لبؤر الصراع فى أفريقيا
أشار زيد الصباغ مدير الإدارة الأفريقية بجامعة الدول العربية إلى تطور الأوضاع فى منطقة دارفور وحنوب السودان ودولة الصومال ونشوب الصدام المصلح وتفاقم الفقر والجهل والمرض ، منوهاً إلى التغطيات الإعلامية الدولية والعربية الضعيفة للصراعات فى هذه البُؤر ساهم فى نقل صورة مغلوطة بسب التغطيات الأحادية الطرف ، مشيراً إلى الجهود التى بُذلت مع وسائل إعلام غربية لإيضاح حقائق الأمور ، ومنها شبكة البى بى سى حتى تأكد أن الأزمة إنسانية بإمتياز ، وقال: إن مواجهة هذه الحملات الإعلامية باتت جزء من آلية عمل جامعة الدول العربية ،