أكد الدكتور محمد سليمان، مدير معهد بحوث الشواطئ التابع لوزارة الموارد المائية والري وخبير التغيرات المناخية ، أن التغيرات المناخية على المستوى العالمى إذا أستمر قطع الأشجار وزيادة الإنبعاثات وزيادة تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الجو سيؤدى هذا إلى ارتفاع فى درجات الحرارة يؤدى الى ذوبان الجليد فى القطبين، مما يرفع مستوى سطح البحار والمحيطات على المستوي العالمى ، أما على مستوى مصر فدلتا نهر النيل فى الوقت الحالى يعتقد البعض أن هناك مناطق ستتعرض للغرق حتى طنطا ، وهذا غير صحيح فالمناطق المعرضة للخطر المناطق التى أراضيها منخفضة عن مستوى سطح البحر فيوجد أماكن فى الساحل الشمالي حالياً تتعرض للغرق فى أوقات العواصف والنوات عند أرتفاع مستوى الأمواج وهذا كان يحدث منذ القدم ، ولكن لا أحد كان يهتم حيث أن منطقة الساحل الشمالي كانت مهملة ولا يوجد بها إى تعمير ، ولكن حاليا يوجد تعمير فى هذه المنطقة ويوجد بها منتجعات سياحية ونهضة إنشائيه فنقابة الصيادلة مثلاً أقامت منتجع سياحى على أعلى مستوي ، ولكن الخطر سيحدث إذا أرتفع مستوى سطح البحر بسبب أرتفاع كما ذكرنا درجات الحرارة طوال العام فستكون هذه المنطقة والأماكن المنخفضة المتاخمة للبحيرات وللساحل الشمالي معرضة للخطر إذا أرتفع منسوب البحر نصف متر عن المنسوب الحالى ، ولذلك لا بد أن توجد حلول لتقليل الإنبعاثات على المستوى العالمى والمحلى .
وقد أوضح سليمان، خلال محاضرة له فى البرنامج التدريبي لرفع الوعي بقضية التغيرات المناخية، أنه خلال الـ100 سنة القادمة، سوف يرتفع درجة الحرارة من 1 درجة مئوية الي 5 درجات مئوية، كما سيرتفع منسوب سطح البحر الي متر ونصف، مشيرا الي أن علماء التغيرات المناخية قد رصدوا ان الجليد خلال 100 عام السابقة قد ذاب في مناطق ومنها علي سبيل المثال جبال اللا لب في سويسرا .
وأشار مدير معهد بحوث الشواطئ أن الدولة تولي اهتمامها بتلك القضية الهامة من خلال معهد بحوث الشواطئ ووزارة الموارد المائية والري لعمل جسور صديقة للبيئة لتكون حائط صد لحماية السواحل من الغرق وهي تجارب عملتها الدول من قبل بل وقد عملها محمد علي باشا قبل الـ200 عام في مصر عندما بني حائط صد من الحجارة حول منطقة ابو قير شرق الاسكندرية لحمايتها من الغرق لانها كانت منخفضة عن سطح الارض، وذلك الحائط مازال يحمي المنطقة من الغرق بعد تطويره من قبل الدولة، وايضا تجربة الدولة الحديثة عندما انشأت الطريق الدولي الذي حمي الساحل الشرقي والمتوسط ومنطقة البرلس من الغرق بعد أن كان عرضة للغرق من الامطار.
وذكر سليمان أنه علي الجانب الدولي فقد وجد العلماء نقتطتين في البحر المتوسط والبحر الاحمر في مضيق جبل طارق وباب المندب لعمل ما يشبه الهويس لخفض منسوب المياة من البحار الي الجبال في تلك المناطق لكي يتم التكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة ظاهرة غرق السواحل في المستقبل لحماية شواطئ الدول المطلة علي البحرين من الغرق .
الجدير بالذكر أنه بدأت فاعليات البرنامج التدريبي لرفع الوعي بقضية التغيرات المناخية بمحافظة الاسكندرية تحت رعاية الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، وينظمه جهاز شئون البيئة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومشروع بناء القدرات لخفض الانبعاثات، وجمعية كتاب البيئة المصرية ، وعدد من خبراء التغيرات المناخية.
ولأهمية هذه المحاضرة أستمر الدكتور محمد سليمان لإلقاء المحاضرة الثانية حول حقيقة غرق الدلتا أمس واليوم صباحاً.