للعالم قانون يأكل فيه القوي الضعيف ويداس فيه الفقير من المتجبر ويقهر فيه الرئيس مرؤوسيه. أما رئيس إيماننا ربنا يسوع فعلمه فوقى محبة (نش ٤ : ٢)
قال عنه جبران خليل جبران: “وأنت أيها الجبار المصلوب الناظر من أعالي الجلجثة إلى مواكب الأجيال أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالاً ومهابة من ألف ملك على ألف عرش فى ألف مملكة .”
ونحن أبناء الملك وصورته ومثاله ودعاء في قوتنا وأقوياء فى وداعتنا، وذلك ليس من ذواتنا ولكن بالله الذي غرس فينا هذه الفضيلة.
ظن رحبعام أن الخشونة تضفي عليه شكلاً من القوة والمهابة، ذلك عندما جاءه شعب اسرائيل يطلب إليه أن يخفف عنهم نير أبيه سليمان، نصحه الشيوخ أن يتعطف و يترفق بهم وقالوا “ان صرت اليوم عبداً لهذا الشعب وخدمتهم واحببتهم و كلمتهم كلاماً حسنا يكونون لك عبيدا كل الأيام” (١مل ٧ : ١٢ ) ولكنه حسب ذلك ضعفاً واخذ بمشورة الشباب وقال للشعب “خنصري أغلظ من متنى أبى” ،فخسر عشرة أسباط من اسرائيل ولولا وعود الله لجده داود النبي لخسر الاثنى عشر سبطاً.
على عكس ذلك، فإن للّطف قوة تملك على القلوب وتأثرها، فنجد يوناثان برغم أنه وريث الملك بعد أبيه شاول لكنه ملك قلب داود برقته ومحبته وحلاوة معاملته حتى أن داود حين رثاه قال “كنت حلواً لي جدا” و لم يعتبر داود هذا ضعفاً من يوناثان بل شهد له بقوته وقال: “أخف من النسور وأشد من الأسود.. كيف سقط الجبابرة ؟” ( ٢صم ٢٥ : ١) بل أنه بعد سنوات حين تثبت له الحكم بحث عن مفيبوشث ابن يوناثان واحضره الى بيته ليكون من الآكلين على مائدة الملك.
ابداً ما كان الجفاء قوة ولا اللطف ضعفاً بل على العكس الانسان اللطيف يدل على نضج شخصيته وقوتها وثباتها.