“صوت حبيبى قارعا: افتحى لى يا اختى يا حبيبتى يا حمامتى يا كاملتى لأن رأسى امتلأ من الطل و قصصى من ندى الليل” (نش ٢:٥ )
إن صوت الله هو النداء الأقوى الذي يجذبنا نحو السماء والذي يدعونا في ضلالنا، بعد انكار القديس بطرس لم يكن له جرأة أن يرفع عينيه إلى الرب يسوع لأيام كثيرة، مع أن الرب ظهر للتلاميذ بعد القيامة أكثر من مرة.. وكان القديس بطرس معهم لكن لم يذكر عنه أنه تكلم مع الرب ولا مرة واحدة – وهو المعروف بأنه كان دائما هو المتحدث عن نفسه بل وعن كل التلاميذ – و لكن بعد الانكار اكتنفه الخجل ولم يستطع أن يتحدث مع الرب حتى عندما ظهر لهم الرب على شاطىء بحيرة طبرية كان هو الوحيد الذي شعر بالعري واتزر بثوبه يقول الانجيل “لما سمع سمعان بطرس أنه الرب اتزر بثوبه لأنه كان عريانا وألقى نفسه في البحر” ( يو ٧ : ٢١ ) وقد قصد الروح من كلمة عريان أنه عريان النفس بدليل أنه تصرف على عكس ما كان متوقع، فالمعتاد أن الانسان يخلع عنه ثيابه قبل أن يلقى نفسه فى البحر، أما هو فقد ارتدى ثيابه أولا قبل أن يلقي نفسه في البحر “اشير عليك ان تشترى منى …. ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزى عريتك” (رؤ ١٨:٣ ).
كان شعور العرى بعد خطيته يكتنفه وفي المقابل حضن الرب الغافر ضمه بحنانه المعهود بصوته الرقيق “يا سمعان بن يونا اتحبنى”، فما أرق صوتك يا حبيبى للنفس الخجلى من كثرة خطاياها فعندما نشعر بالخزي أمامك بسبب خطايانا نقف منحنين برؤوسنا أمام عظم مجدك كما فعل العشار والمرأة الخاطئة والابن الضال، ساعتها لا يوجد شئ يرفع عنا صغر النفس إلا صوتك حبيبي جاذباً إيانا إلى حضنك كما نصلي في القسمة [صحت خلفى قائلا تعال واقترب منى].