الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الثاني
الفنون الجمالية المرئية والملموسة
(النصوص المقدسة)
فنون الطبيعة والفلك
سبحيه يا أيتها الشمس والقمر.. سبحيه يا جميع كواكب النور
(مز148:3)
من تفاصيل الفلك:
1- السماء:
تشير السماء لكل ما يسمو عن الأرض بملذاتها, لذلك هي إشارة لمكان الله ومكان القديسين أبانا الذي في السموات..
+ في البدء خلق الله السموات والأرض (تك1:1).
+ لأن سيرتنا نحن هي في السموات (في3:20).
+ أي أن حياتنا التي نحياها يجب أن تكون حياة سماوية فأبونا سماوي.
2- السحاب:
يحجز أشعة الشمس الحارقة, فيعطي ترطيبا للجو إشارة إلي تعزيات الله وسط التجارب (إش18:4).
يحجز أشعة ونور الشمس المبهر فنستطيع أن ننظر إلي السماء, وهذا هو السبب في ظهور السحاب والضباب مع ظهور مجد الله (خر40:34, 35), وبنفس المنطق كان صعود المسيح إلي السماء حجبته سحابة لأن جسد المسيح تمجد بنفس مجد اللاهوت.
يشير للقديسين المرتفعين عن الأرضيات ويحلقون في السماويات وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلي مصر (إش19:1).
السحابة السريعة: هي أمنا مريم العذراء.
راجع (إش44:22)- (أع1:9)- (مز104:3)- (متي24:30).
3- الشمس:
مركز الأجرام السماوية خلقها الله في اليوم الرابع (تك1:16).
+ تشير للسيد المسيح لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها (ملا4:2), وأيضا يوحنا الحبيب رأي المسيح في رؤياه وجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها (رؤ1:16).
+ هي المقياس الصادق للزمن, وهي في يد الله محرك الأحداث والتاريخ والزمن نفسه, استخدمها في أيام يشوع (يش10:12), وقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل.
+ وأيضا أيام حزقيا (إش38:8) رجعت الشمس عشر درجات في الدرجات التي نزلتها, وذلك لعلامة علي أن الله أضاف إلي عمره خمس عشرة سنة.
+ وعندما صلب رب المجد, نحو الساعة السادسة, كانت ظلمة علي الأرض كلها إلي الساعة التاسعة (لو23:44).
+ وقبل مجيئه الأخير: تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء, وقوات السموات تتزعزع, وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء (مت24:29).
راجع: (مز19:4, 6)- (إر15-9)- (أم4:18)- (حب3:11)- (نش6:10)- (يش10:13, 14).
4- القمر:
يشير للكنيسة التي تستمد نورها من نور المسيح: إذ أري سمواتك عمل أصابعك, القمر والنجوم التي كونتها (مز8:3). كانت السنة العبرانية سنة قمرية (عدد28:11, 14). القمر هو لحكم الليل (تك1:16).
5- النجوم:
استرعت النجوم انتباه الإنسان علي صفحة الفضاء منذ العصور الأولي, وقد رمزت النجوم إلي العدد الكبير (تك5:5).
راجع: (رؤ2:1)- (رؤ2:28)- (رؤ22-16).
وأعظم نجم هو نجم المجوس (مت2).
6- الجبال:
تشير للمؤمنين الثابتين في إيمانهم وحياتهم السماوية, كما تشير إلي ربنا يسوع المسيح نفسه الذي هو في رأس هذه الجبال (المسيح رأس الكنيسة).
رفعت عيني إلي الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب (مز121:1).
لقد هزم ربنا يسوع الشيطان علي جبل, وقدم تعاليمه علي جبل, وتجلي علي جبل, وصعد من علي جبل.
استعملت كلمة الجبال علي سبيل الاستعارة, لأنها:
أ- رمز للاستقرار والبقاء الأزلي (تث23:5).
ب- استعارة للثبات.
ج- رمز الصعوبات ومخاطر الحياة المتعبة (زك4:7).
د- رمز الحماية ورقابة الله لشعبه.
هـ- رمز للسمو والارتفاع الروحي.
الجبال في سفر نشيد الأنشاد:
وسفر النشيد يشرح هذا بطريقة لطيفة, تبدأ بأن الكنيسة أسسها المسيح لتكون سماوية علي الأرض إلي أن تحيا في السماء فعلا ككنيسة منتصرة.
جبل جلعاد= جبل عال أخضع يستخدم كمراع جيدة= المسيح الراعي الصالح يرعي كنيسته فيها.
جبل المر= مازلنا في آلام هذا العالم, ومن يحتمل بصبر تكون رائحته حلوة أمام الله, فالمر رائحته جميلة جدا.
هي كنيسة حاملة لصليب مسيحها الذي حمله علي جبل الجلجثة.
جبال مشبعة بالنور+ جبال النمور= حروب روحية شيطانية في السماويات (أف5)= جبل التجربة.
جبل اللبان= ما يساعدنا في آلام هذا العالم الصلاة, ورأس حرمون= التكريس لله, تكريس القلب بالكامل (يحرم= يخصص الشئ لله, رأس شنير= قمة ثلجية دائما إشارة إلي البر).
ومن يحيا هكذا يري المسيح في جبل التجلي.
والنهاية جبال الأطياب (نش8) في السماء حيث لا آلام, ولا تجارب بل فرح أبدي وتسبيح أبدي في جبل صهيون أي أورشليم السماوية (رؤ14).
تأمل:
(مز103:11, 12):
لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا.
نري هنا صورة فنية فلكية لعمل المسيح الكفاري علي الصليب الذي به رفع ذنوبنا, فرحمته تجلت في أنه لم يترك الإنسان في خطئه وتركه يموت ويهلك, بل بالصليب أبعد عنا معاصينا, وتتجلي صورة الصليب لو تأملنا كلمات هذا المزمور:
ارتفاع السموات فوق الأرض وكبعد المشرق عن المغرب.