فولية وسمسمية و حمصية وملبن … وغيرها الكثير من أنواع الحلوى الموسمية التى تغزو الأسواق في هذا التوقيت من كل عام، ومثل كل السلع بالتأكيد طالها الغلاء وارتفاع الأسعار خاصة فى الفترة الأخيرة بعد الارتفاع المفاجئ فى معظم السلع، فهل يؤدي هذا إلى عزوف الناس عن شرائها ….
وترصد “وطنى نت” أسعار حلوى المولد النبوي كما ترصد حجم الإقبال على الشراء من أسواق مختلفة .
من أحد المناطق الشعبية العريقة- حى شبرا – يقول محمد الشرقاوي، صاحب مصنع حلوى: أسعار حلوى المولد هذا العام تزيد ما يقرب من 40 % عن العام الماضي، وهذا لعده أسباب الأول هو ارتفاع خامات التصنيع من سكر ومكسرات وجوز هند وغيرها، كما أن ارتفاع أجر العمالة أمر غاية في الأهمية، حيث يؤثر تأثيرا كبيرا على ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوى، فهناك ندرة فى العمال بهذا المجال وبالتالي أرتفعت أجورهم، وهناك سبب آخر مهم جدا وهو ارتفاع أسعار العديد من المرافق مثل أنابيب الغاز الطبيعى، وارتفاع سعر الكهرباء، فارتفاع أسعار الخامات وحدها ليس سبب فى ارتفاع أسعار حلوى المولد إلى هذا الحد ،وأضاف “كان نفسي أوضح الكلام ده من فترة لأن الناس بتفتكر ده جشع من المصنعين والتجار”، كما أكد أنه مع كل تلك الظروف الصعبة لجأ العديد من أصحاب المصانع إلى تقليل هامش الربح حتى لا يحدث ركود فى تلك الصناعة .
أما عن نسبة الإقبال فأكد “الشرقاوي”، أن نسبة الإقبال على شراء الحلوى هذا العام لا تقل كثيرا عن العام السابق، ولكن مع ارتفاع الأسعار قد يلجأ الناس على شراء كميات أقل أو البحث عن الحلوى الأقل جودة لتكون أرخص سعرا .
ويقول مصطفى عبد الله، أحد تجار حلوى المولد: الأسعار هذا العام زادت بصورة كبيرة، أكبر من الزيادة التى أعلنت عنها الغرف التجارية، حيث أعلنوا أن الزيادة تتراوح ما بين 15 إلى 20%، ولكن في الحقيقة أن الأسعار زادت بما يقرب من 50% لارتفاع أسعار كل مقومات تلك الصناعة الموسمية، ومع ذلك فالناس ترجع تلك الزيادة إلى جشع التجار، وقد أستنكر ذلك بشدة وقال “لما البيع بيقل التاجر أول واحد بيخسر”، مؤكدا أن التجار لا يملكوا تحديد أسعار السلع كما يزعم البعض، كما قال أن بعض الأنواع زادت بصورة بسيطة فتحول سعر الكيلو 40 جنيها إلى 60 جنيها، وهى الأنواع التقليدية مثل الفولية والسمسمية والحمصية، وهناك أنواع أخرى أرتفع سعرها بدرجة كبيره خصوصا الأنواع التي تعتمد على المكسرات مثل الفستق والبندق واللوز وذلك لأن معظمها يكون مستورد، وأشار إلى أن أمام ارتفاع الأسعار بتلك الصورة أصبح البعض يلجأ للبيع بالقطعة بدلا من البيع بالكيلو، وذلك تسهيلا على المستهلك وتسهيلا أيضا لرواج تلك السلع الموسمية .
كما أكد “عبد الله”، على أن الإقبال هذا العام أقل من العام الماضي، وأرجع هذا إلى زيادة الضغوط المادية على المستهلكين، كما أكد أن هناك عدد من الناس ينتظر حتى ينتهى موعد المولد حتى يشترى الحلوى بأسعار أرخص .
وتقول سمية إبراهيم، ربة منزل: “أسعار الحلوى هذا العام نار فالحلوى ترتفع أسعارها كل عام ولكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه، وعلى الرغم من ذلك لابد أن أشتري الحلوى كل عام فهي “عادة” جميلة ومفرحة للكبار والصغار، ولكن مع هذا الارتفاع المفرط للأسعار قومت بشراء كمية أقل مما أشتريها كل عام، مع أختيار بعض الأنواع الرخصية نسبيا حتى يتناسب ذلك مع مقدرتي المالية” .
كما تقول منال كمال، معلمة: “ارتفاع أسعار الحلوى مثله مثل ارتفاع أسعار جميع السلع الأساسية والثانوية، ولابد من تحكيم العقل فى شراء أى سلعة الآن، فلا داعي لشراء كميات كبيرة من الحلوى، فعلى الجميع شراء ما يكفيهم فقط من الاحتفال بتلك المناسبة، كما يجب على الدولة وممثلة فى وزارة التموين فى دعم مثل السلع الموسمية والتي تعد فى غاية الأهمية لمعظم الشعب المصري، الحكومة بتدعم اللحمة فى عيد الأضحى والسلع التموينية في شهر رمضان ليه ميدعموش حلويات المولد مهي دي كمان زيهم بالظبط مره واحد فالسنة ومهمة لكل المصريين”.
ويعلق حمدى جابر، ضاحكا ويقول: “هو ايه اللي مغليش، أشمعنى يعني حلاوة المولد، وأهو برضه هنجيب”، ويكمل حديثه، ويقول أن حلوى المولد كل عام فى زيادة وهذا أمر طبيعي، وعلى الرغم من تداول الأقاويل بين الناس عن ارتفاع أسعار حلوى المولد إلا أن أمام جميع محلات الحلوى نجد زحام شديد حيث قال ” أهى غاليه والناس بتشترى”.
ومع الجدال حول حركة البيع والشراء لحلوى المولد فى الأسواق، وعلى صعيد آخر نجد مشكلة تتكرر كل عام وهى الحلوى الموجودة والمخزنة منذ العام الماضي، وقد أعدت وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التموين عدة حملات لتفتيش على مصانع الحلوى، وقد ضبطت مباحث الجيزة أحدى المصانع بمنطقة بولاق الدكرور كان يخزن كميات من حلوى المولد النبوي منتهية الصلاحية وإعادة تعبئتها وبيعها للمواطنين مرة أخرى، كما تم ضبط أكثر من 2 طن حلوى فاسدة غير صالحة للاستهلاك الآدمي داخل مصنع حلوى غير مرخص بحي البساتين وقد جهزت للبيع للمواطنين .