أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية جديدة تبدو أكثر نزوعاً إلى المواجهة, وبتشاور مع فريق الأمن القومي الأمريكي، أقر ترامب الاستراتيجية الجديدة، وأهم ما جاء فيها هو رفض جميع السبل الإيرانية للحصول على سلاح نووي، والتركيز على تحجيم تأثير الحكومة الإيرانية فيما يتعلق بزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب والمسلحين، والتركيز على تقوية تحالفات الولايات المتحدة التقليدية والإقليمية ضد الهيمنة الإيرانية في المنطقة، حيث تحاول طهران إقامة جسر من إيران إلى سوريا ولبنان.
وجاء في الخطة أن إيران استفادت من النزاعات الإقليمية التي شهدتها المنطقة وانعدام الاستقرار فيها، حتى توسع من تأثيرها وتهدد أجوارها، وقد حدث ذلك إثر بروز تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، واستغلال الفراغ الذي أحدثته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وتجلى ذلك أيضا في دعم طهران لجرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه.
وفي هذا الإطار تتعهد إدارة ترامب بالقضاء على التهديدات الإيرانية وخاصة تلك التي يمثلها جهاز الحرس الثوري الإيراني أو حرس الباسدران كما يسمى، والذي تدخل بشكل واضح في النزاع السوري، حيث سلح نظام الأسد وتغاضى عن استعمال السلاح الكيميائي هناك، كما تدخل في اليمن ودعم الحوثيين.
إضافة إلى ذلك فإن الأذى الإيراني كان عبر هجمات إلكترونية استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها وفق البيان.
وأثارت الخطة الحديث عن استراتيجية شاملة ستتفادى ما وصفته بالأخطاء التي حدثت سابقاً مع الإدارة الأمريكية، بهدف الدفع بطهران إلى أن تغير من سلوكها.
وأشارت الخطة كذلك إلى أن الاتفاق مع إيران ينبغي ، أن يتم تقويته بصرامة وأنه ينبغي أن تستعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كامل سلطاتها خلال عملياتها التفقدية للمنشآت النووية الإيرانية.
ولن تؤدي خطوة البيت الأبيض إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، لكنها ستمهل الكونغرس 60 يوما لتحديد ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على طهران، كان علقها الاتفاق الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ويقول مفتشون دوليون: إن إيران ملتزمة من الناحية الفنية بالاتفاق، لكن ترامب يقول: إن طهران تنتهك روح الاتفاق ولم تفعل شيئا للحد من برنامجها للصواريخ الباليستية، أو دعمها المالي والعسكري لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية وغيرها من الجماعات المتطرفة.
ولكن فى نفس الوقت يحذر الحلفاء الأوروبيون من حدوث انقسام بينهم وبين الولايات المتحدة بشأن القضية، إذ ناشدت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الولايات المتحدة هذا الأسبوع أن تقر بالتزام إيران بالاتفاق من أجل وحدة الحلفاء.
وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل الألمانية: “إنه يجب أن تتحد أوروبا بخصوص هذه القضية… يجب أن نقول للأمريكيين أيضا إن سلوكهم فيما يتعلق بالقضية الإيرانية سيدفعنا نحن الأوروبيين إلى اتخاذ موقف مشترك، مع روسيا والصين ضد الولايات المتحدة”.
ورفع الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وإيران العقوبات من على طهران، مقابل الحد من برنامجها النووي.
ووصف ترامب الاتفاق بأنه “محرج” و “أسوأ اتفاق على الإطلاق”.
واستبعد مسئولون أوروبيون بشكل قاطع إعادة التفاوض على الاتفاق، لكنهم قالوا إنهم يشاطرون ترامب مخاوفه إزاء تأثير إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
ودفع التهديد بتحرك جديد من جانب واشنطن الفصائل المتنافسة في مؤسسة الحكم الإيرانية إلى إظهار الوحدة.
وصعد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) مايك بومبيو من الانتقادات التي توجهها إدارة ترامب لإيران، قائلا: “إن طهران تبذل جهوداً حثيثة كي تكون القوة المهيمنة في المنطقة”. وقال في تعليقات بجامعة تكساس في أوستن: إن جهاز المخابرات الإيراني والحرس الثوري ” هراوتا نظام ديني مستبد، مع تبعية الحرس الثوري لزعيم أعلى فحسب“، في إشارة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وفي تامبا بولاية فلوريدا قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية: إنه قلق من أنشطة إيران طويلة المدى في المنطقة، وإنه سيواصل التركيز على حماية القوات الأمريكية، حتى مع قول إيران إن القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ستكون في خطر، إذا تعرضت لمزيد من العقوبات.
إتصالاً بإعلان الولايات المتحدة عن إستراتيجيتها الجديدة للتعامل مع إيران تابعت مصر باهتمام تفاصيل الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ، وما تضمنته من عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج الذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري. وأكد على أن مصر طالبت دوما بضرورة تعزيز عوامل بناء الثقة في الشرق الأوسط من خلال أهمية تبني القوى الإقليمية سياسات ومواقف لا تشكل تهديدا لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقف عن أية تدخلات سلبية في الشئون الداخلية للدول العربية.
وجدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد التأكيد على موقف مصر الثابت الذي يدعو إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل، واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، بما يعزز من استقرار منطقة الشرق الأوسط وإيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تمر بها المنطقة.
ويقول السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية سابقاً بأن أعلن ترامب أنه يسعى للانسحاب من الاتفاقية الخاصة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وليس إلغاؤها حيث الاتفاقية متعددة الأطراف ولا يستطيع طرف إلغاءها وإنما من حقه الانسحاب منها ولكن تعتبر أمريكا طرف رئيس في الاتفاقية وإيران نفسها تعول على وجود أمريكا في الاتفاقية ويرى ترامب في حال استمرار الاتفاقية بتركيزها فقط على استخدامات الطاقة النووية وتغافل ماترتكبه إيران من انتهاكات في المنطقة والسياسات المزعزعة للاستقرار والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة تعتبر اتفاقية غير كاملة بل لا بد من توسيع نطاق الاتفاقية وإلا تكون فقط محصورة في الإطار النووي فقط أو وقف العمل بها والتوقيع على اتفاقية أخرى تتضمن بنود أكثر شمولاً , مشيراً بأن قامت الدول الكبرى الموقعه أيضاً على الاتفاقية بالتأكيد على عدم إخلال إيران بالاتفاقية والتزامها التام على مدار سنوات إعلان الاتفاقية وعلى هذا الأساس يتم رفع جزء من العقوبات الموقعة على إيران حيث يتم رفع الحذر عن أموالها والذى أشار ترامب بأن إيران توجه استخدام هذه الأموال لتمويل ودعم الإرهاب مذكراً الكونجرس بالتاريخ الإيراني بكل العمليات التي تمت من جانب إيران ضد المصالح الأمريكية مضيفاً بأن مصر تتفق تماماً مع المخاوف الأمريكية تجاه إيران بشكل دائم كما أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات تأييدهما للسياسية الجديدة التي أعلنتها أمريكا تجاه إيران.
ويرى السفير رخا حسن عضو بالمجلس المصري للشئون الخارجية أن ترامب أعلن أن إيران غير ملتزمة بتنفيذ الإنفاق النووي وتسعى لإنتاج السلاح النووي وأن الاتفاق يحتاج إلى مراجعة وأن إيران تشجع وترعى الإرهاب وبتطور برنامج صواريخ بعيدة المدى وذلك لعدة اعتبارات أولها التجاوب مع اليمين المتطرف الأمريكي والذي مازال يرى أن إيران بما اتخذته ضد السفارة الأمريكية بطهران إهانة لم ترد حتى الآن ويرى أيضاً أن إيران تتبع سياسة في المنطقة تتعارض مع السياسية الأمريكية ومن ناحية أخرى يعمل الرئيس الأمريكي على إرضاء إسرائيل والذي يرى رئيس وزرائها أن هذا الاتفاق هو أسوأ اتفاق عرفه التاريخ ليس في الشرق الأوسط فقط وإنما في العالم كله ويضيف رخا كذلك؛ للسعودية دور كبير في إعلان ترامب سياسته الجديدة تجاه إيران لخلافاتها الحالية مع إيران فيسعى ترامب لإرضاء الجانب السعودي خاصة أن هناك صفقات أمريكية سعودية على أعلى مستوى أما إيران فليس لها علاقات اقتصادية مع إيران والتي توقف منذ إبرام الاتفاقية في 2015