بلدي بلد الأمن والأمان أعيش فيها منذ الصغر ترعرعت على مبدأ اللامبالاة.. الحرية مسموح بها ولكن تحت إشراف الدولة .. حق المواطنة موجود والجميع يتمتع به ولكن كما تريد الدولة .. الكل سواسية في الحقوق والواجبات وممارسة الأديان نعم أنا أدرك ذلك.. لا وجود للفتنة الطائفية فنحن نعيش يد واحدة نحب بعضنا وتغمرنا المودة .. وامتلأت عقولنا من هذا الكلام الجميل الذى يجعلك تعيش حياة وردية بعيدة تمامآ عن الحقيقة .. فمثلاً في بلد الحريات والديمقراطية لا نستطيع بناء كنيسة .. وبعض القرى قامت بطقوس القداس في الشارع .. وكذلك تهجير الأقباط من منازلهم في بعض المناطق والأمن لم يتدخل ومن هنا تبدأ عبارة حالة فردية .. تعرية سيدة قبطية تبلغ من العمر أكثر من 60 عامآ كذلك حالة فردية .. تفجير الكنائس وسقوط شهداء ونقول عليهم ضحايا حالة فردية .. دعس وقتل الأقباط في ماسبيرو ولا ندرك من الجاني كذلك حالة فردية .. ذبح مواطن قبطي في محل عمله حالة فردية وينضم معها العبارة التالية “مختل عقلياً” .. سيدة قبطية تسير في الشارع فيتم الاعتداء عليها ومحاولة ذبحها وكذلك الجاني مختل عقلياً .. الاعتداء على حارس كنيسة ومحاولة ذبحة كذلك مختل عقلياً .. قتل طبيب صيدلي وهو يمارس عمله لكونه قبطي حالة فردية .. كاهن يسير في أمان فيتم الهجوم عليه وطعنه عدت طعنات حتى الوفاة والجاني مختل عقلياً والكثير من تلك الأحداث الأليمه وينتهي الحدث بتلك العبارتين: إما حادث فردى أو جاني مختل عقلياً.
فعذراً يابلدي أنا من أصبح مختل عقلياً لأن عقلي يرفض تصديق تلك العبارات التي تأتي خلف كل كارثة .. تلك العبارات أصبحت تزيد من غضب الناس لأنها شماعة يعلق عليها الأخطاء .. حقوق مهدورة ودماء تسفك في الشوارع وانتهاكات وسلب ممتلكات وتلك العبارت لم تتغير .. لذلك يجب أن نواجه الحقيقة بالاعتراف ورفع الظلم عن المظلوم بدون تمييز واسترداد الحقوق المسلوبة .. ومعاقبة الجناة بأقصى العقوبات لأنهم تسببوا في تيتيم أطفال وحرق قلوب أمهات وانهيار منازل وتفتيت أسر .. كيف سنصبح دولة مدنية ونحن نضع على الحقيقة ستار حتى نخفي الوجه الآخر لها .. كيف نصبح شعب عظيم ويوجد داخل قلوبنا حقد وكره وسموم .. المحبة ليست كلمة تقال ولا رواية تكتب المحبة تأتى عندما يسود العدل ويصبح الجميع سواسية أمام القانون, من يخطئ يعاقب.. حين يسود العدل ستنتهي تلك العبارات التي تم تكرارها آلاف المرات.