الموضة دائما تأتى بالجديد الجميل فى كل شئ، وبخاصة الملابس والازياء، انت تلبس على الموضة معناه انك ترتدى ملابس جديدة نظيفة(شيك) ليس بها قطع او مزق او اى خدش، يعنى ملابس مكوية لامعة سليمة مغرودة.
هذا ماتعلمناه من ابائنا واجدادنا فى الزمن الجميل الذى يحترم الانسان ويحترم ما يلبس ومظهره العام.
الهدف من الموضة الجديدة دائما هو غالبا هدف اقتصادى حتى تروج التجارة ويكسب التجار وهكذا.
فى السنوات الاخيرة ظهرت موضة غريبة فى الملابس بين الشباب من الجنسين، وحتى فى ملابس الاطفال، هذه الموضة هى الملابس الممزقة، المقطعة، المهربدة، ذات الالوان الباهتة القديمة، البنطلون ممزق باكثر من مرة على القدم والفخذ ومناطق اخرى، وللجنين، الاطفال الابرياء الملائكة يرتدون البنطلونات اياها، الممزقة والمقطوعة، وكلما زاد التمزيق والبهدلة والنقر والحفر فى البنطلون او الفستان او البلوزة كلما كان ذلك تعبيرا عن تقدم الموضة، ومعنى ذلك انك، رجل أو امرأة، أوطفل، عصرى، متقدم، متحضر، شيك، اوروبى، اخر جمال وحلاوة وابهة، وياسلام، مافيش احسن من كدة!.
الحقيقة فى البداية كنت احب هؤلاء الذين يرتدون ملابس الموضة الجديدة فقراء يرتدون ملابس قديمة وليس عندهم افضل منها، لكن كثرة الذين يرتدون هذه الملابس جعلتنى اشعر ان الحكاية ليست ملابس قديمة فالشباب الذى يرتدى هذه الملابس تظهر عليه علامات الغنى وليس الفقر، او قل علامات ومظاهر الطبقة المتوسطة الغنية، اذا العملية شئ جديد ليس مفهوما، ويمكن اننى باعتبارى بلغت من العمر اجمله، لا افهم ذلك، وعرفت اخيرا ان هذه هى احدث انواع الازياء، واحدث تطور الموضة.
وسألت نفسى؟ ماهو الموضة فى ان يرتدى شبابنا الملابس الممزقة، المقطعة، المرقعة، الباهتة الالوان، المنيلة بستين نيلة، لامؤاخذة؟!.
ولم اجد اجابة عاقلة شافية على السؤال، وقال لى بعض الشباب الذى يرتدى هذي الملابس المبهدلة: انها الموضة يا انكل.. الموضة كدة، والا انت مش واخد بالك؟! وكان الشباب يقولون ذلك بشئ من السخرية والتهكم لاننى رجل مبير فى السن ولم اتوصل او اعرف او لم تصلنى اخبار الموضة العالمية، واحدث ازياء الموضة فى العالم. لم اعلق على الشباب الذى يدافع عن هذه الموضة الغريبة العجيبة، فهذه حياتهم، وانا اؤمن بالحرية المطلقة لكلانسان مادام لا يؤذى الاخرين او يتعرض لهم. فى شجاعة عبرت عن رايى، فانا احترم رايهم وملابسهم الممزقة التى تظهر اجزاء من اجسامهم، من القدم و..وزز وحتى البلوزات والقمصان والفساتين وغيرها، ثم لماذا نفرض على اطفالنا الذين لما يختاروا ملابسهم هذه الموضة، اليس من حقهم ان يكون لهم رايهم فى ذلك؟.
تذكرت وانا ارى شبابنا صاحب موضة الملابس الممزقة والتى تظهر الطبقة الداخلية منها، وتطل علينا الشراشيب من داخل الملابس، وكانها تخرج لسانها لنا، تذكرت فى الزمن الماضى(زعبولا) الذى كان يساعد البلياتشو فى عمله، والذى كان يرتدى نفس ملابس الموضة هذه الايام، ملابس ممزقة، مبهدلة، باهتة، ويصبغ وجهه بالوان الطيف وضع طرطورا على راسه، وهذ هو الفارق بين زعبولا القديم وشباب اليوم: الطوطور، شباب اليوم هو زعبولا القديم كما رايت وفهمت، ويمكن ان يكون هذا تخلفا منى لاننى احب وافضل الشياكة فى الملابس السليمة التى ليس بها قطع او مزق واحد، والتى تلمع من المكوة وعدم وجود منحنيات اوتعريجات فيها، انا موضة قديمة، ومتمسك بذلك، وانا حر.
اتوقع فى القريب العاجل ان ارى شبابنا وهو يرتدى بنطلونا فردة وفردة، اى فردة سوداء والاخرى بيضاء او فردة حمراء والاخرى بنفسجى، ثم ارى بنطلونا فردة قصيرة واخرى طويلة، وسيقولو لنا انها الموضة!.
أحب ان اقول لشباب زعبولا:
انت حر فى حياتك، فى طعامك وشرابك وعاداتك وتقاليدك لكنى اذكرك بالمثل الشعبى المعروف عندنا: كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس..