صرح سفير اليونان بمصر، ميشيل دياميسيس بأن “كفافيس” هو نموذج للمجتمعات الكوزموبوليتانية التي احتضنتها مصر والتي أبدعت واستفادت من هذا البلد، وأعتقد إنه لا يوجد فارق بين تعبيري “الشاعر اليوناني في الإسكندرية” أو “الشاعر اليوناني الذي ينتمي إلى الإسكندرية” فهو نتاج ثمرة المجتمع الكوزموبوليتاني، ويعد أفضل ممثل له، تلك المجتمعات التي تميزت بالتسامح وقبول الآخر ونحن في أشد الحاجة الآن لتلك المبادئ في حياتنا.”
جاء تصريح سفير اليونان عقب احتفالية نظمتها سفارة اليونان بمصر لتوزيع جائزة كفافيس والتي فاز بها الشاعر المصري محمد الشهاوي وجائزة كفافيس للرواية والتي فاز بها صنع الله إبراهيم، وتلى ذلك حفل موسيقي مستوحى من أشعار كفافيس، للفنان اليوناني ستيفانوس كوركوليس وفرقته.
حضر الحفل نائبة رئيس البرلمان اليوناني، تاسيا خريستوذولوبولو، والأمين العام للسياسة الرقمية والاتصالات والإعلام، جورج فلورنديس، ونائب وزير الخارجية اليوناني، جورج كاترونجالوس، ورئيس المؤسسة الثقافية اليونانية، قسطنطين تسوكالاس، ورئيس المركز الثقافي اليوناني، خريستوس بابادوبلوس، ونائب وزير التعليم اليوناني، ورئيس قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية.
وقد اقتبس السفير خلال الحفل أبيات من القصيدة “التاسعة” لكفافيس، تقول:
الثانية عشر والنصف.. كيف مضى الوقت سريعا
الثانية عشرة والنصف.. كيف مضت السنون وولت
وعلق السفير: “الآن رغم مرور كل هذه السنوات إلا أن أعمال كفافيس مازالت تجد أصداءً عالمية والمنتدى الذي نظمته السفارة هو محاولة لإعطاء كوستيس موسكوف الذي عمل على عرض أعمال كفافيس ما يستحقه.”
ثم أكمل دياميسيس: “إن كفافيات هذا العام كُرست لـ”كوستيس موسكوف”، والذي كان يشغل المستشار الثقافي لسفارة اليونان بمصر وممثل الثقافة اليونانية بالشرق الأوسط في تسعينات القرن الماضي، فهناك الكثير الذي يستحقه لأن الثقافة اليونانية المعاصرة تدين له بالكثير؛ إذ لم يقتصر عمل موسكوف على تحول منزل كفافيس إلى متحف بل أيضًا نظم محاضرات عن كفافيس وشعره وأطلق جائزة بإسمه.”
وجاء في كلمة وزيرة الثقافة اليونانية ليديا كونيورودو التي نقلها السفير: ” إن أعمال كفافيس لا تتأثر بالشيخوخة بل هي من تصيب الزمن بالشيخوخة. نحن نعيش في ظاهرة متناقضة فأعمال كفافيس في القرن 21 أكثر وضوحًا مما كانت عليه في زمنه. وأعماله بالرغم من أنها تبدو بسيطة إلى أنها مثيرة جدا. كما إن أعماله تبدو محلية وأيضًا تتخطى المحلية إلى العالمية، وهي تمزج الخبرة الشخصية والخبرة الجمعية للمجتمع، كما تتحدث الحاضر وأزمنة اخرى. غير أن تلك التناقضات لا تتصادم بل تؤدي إلى عمل من الحوار المبدع.”
وأوضح خريستوس بابادوبلوس، رئيس المركز الثقافي اليوناني: “أن احتفالية كفافيات بدأت لأول مرة 24 اكتوبر عام 1983 كاحتفاليات صغيرة محلية في الإسكندرية واليونان، حتى جاء موسكوف الذي رفع هذا التقليد ليتحول إلى منتدى يعرض فيه دراسات أدبية وتاريخية عن كفافيس وتم تخصيص جائزة باسمه تقدم في احتفاليات يحضرها أدباء مصريين ويونانيين. وبعد رحيل موسكوف، تشكلت لجنة جديدة من أدباء وأكاديميين مصريين ويونانيين في 2001 ، لتقام كفافيات في أعوام 2001 و2005 و2007. ومنذ إطلاق جائزة كفافيس تم منحها لـ30 شاعر و22 روائي و5 مترجمين، بالإضافة إلى منح 10 جوائز نقدية لجهات ساهمت في نشر شعر كفافيس.
وقد أكد رئيس المؤسسة الثقافية اليونانية، قسطنطين تسوكالاس، على أهمية التعددية كشرط لاستمرار الثقافة في الواقع المعاصر، الذي يتميز بتناقضات وصراعات وصعوبات، لافتًا إلى أن هناك مفاهيم عدة بدأت تتزعزع منها مفهوم السيادة ومفهوم المجتمع، موضحًا أن كفافيس تحدث عن كل هذا مما يجعله سابق لعصره. وتطرق تسوكالاس إلى قصيدة “وصفة لسحرة اليونايين من أهل سوريا” لكفافيس، مطالبًا بالاهتمام بتلك الوصفات بالتقريب بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.
أما نائبة رئيس البرلمان اليوناني، تاسيا خريستوذولوبولو، فوصفت الإسكندرية بأنها منطقة خيالية تتميز بتلاقي الماضي والحاضر، متمنية لها الاستمرار في المستقبل. وتحدثت عن أهمية الإسكندرية بالنسبة لليونانيين؛ ففي فترة الحرب العالمية الثانية، احتضنت الإسكندرية المفكرين والأدباء والفلاسفة والسياسيين اليونانيين، وفيها تم تشكيل الحكومة اليونانية.
فيما تحدث الأمين العام للسياسة الرقمية والاتصالات والإعلام، جورج فلورنديس، عن ذكرياته مع الكفافيات، فقد ارتبط بها منذ نشأتها حينما كان طالب جامعي في الثمانينيات وقام مع زملائه واقرانه بتنظيم احتفاليات محلية صغيرة عن كفافيس في الإسكندرية واليونان.
ووصف فلورنديس، كفافيس بأنه شاعر مواكب لكل العصور، فهو بالرغم من إنه عاش في الإسكندرية في القرن التاسع عشر وبالرغم من أن شعره كان يتناول قصص من التاريخ، إلا إنه كتابته تعبر عن أوضاعنا الحالية وما نعاني منه اليوم.
فيما عبر هشام مراد رئيس قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، عن اهتمام الوزارة وتمسكها بالتواصل المصري اليوناني، مؤكدًا على دعمهم لأي فعالية تعزز التواصل بين الجانبين.