عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د.حاتم ربيع والتحرير لاونج جوته برئاسة أ.منى شاهين، أولى فعاليات مشروع الملهم للموسم الثاني، باستضافة الدكتور / جابر عصفور، حيث بدأ اللقاء بكلمة أمين عام المجلس قائلا ” اليوم نحن فى حضرة ملهمنا ومعلمنا الدكتور جابر عصفور، فهو ليس بالمثقف فحسب بل الأب والمعلم والقائد وقدوتنا جميعا، أكد الدكتور “ربيع” أن المجلس حريص على تكريم كبار المبدعين وأصحاب العقول المستنيرة التي أضاءت درب الثقافة في مصر، وأضاف “ربيع” أن مسيرة د. جابر عصفور أثرت في مشهد الثقافة في مصر، فله بصمات جديرة بالتأمل والدراسة، وأدارت اللقاء أ.رشا عبد المنعم المشرف على مشروع الملهم، حيث قالت أن الملهم يسعى لخلق جسر تواصل بين الشباب والنماذج المصرية الناجحة والمشرفة.
وأضافت أن الدكتور جابر عصفور له الفضل الأكبر فى إنشاء هذا التعاون الذى بدأ بين المجلس والتحرير لاونج جوته منذ ثلاث سنوات فى عهده وزيرا للثقافة، وكان الوزير الأول الذي تعامل مع الثقافة بمعناها الأشمل وعقد عددا من بروتوكولات التعاون مع وزارات الحقبة الثقافية سعيا لسياسة ثقافية تواجه الفكر المتطرف وتدعم ركائز الدولة المدنية بمشاركة تلك الوزارات.
وأعربت أ.منى شاهين فى كلمتها عن فخرها لجلوسها بجانب قامة مثل “عصفور” ،وأضافت أن أعماله تعد ملحمة أدبية وإبداعية ،وأن مصدر الإلهام الحقيقي كونه متنوع المهارات فهو إداري – ناقد – سياسي – مفكر، واختتمت كلمتها بأن على الشباب أن تتعلم كيف القدوة ويكون لديهم القدرة على تحديد الهدف والمحاربة من أجل تحقيقه.
ثم سرد”عصفور” تاريخه الملىء بالتحديات منذ أن كان طالبا وكيف اختار أن يكون ملهمه ذلك الطفل الكفيف الذى أصبح “طه حسين “،الذى تعلم منه الإتقان و الصبر على العمل والعلم ، وأضاف أن جامعة القاهرة فى ذلك الوقت كانت مثل جامعة الدول العربية لما بها من دراسين من جميع أنحاء الوطن العربى، واستكمل تنوعت فئات المجتمع والعقول والانتمائات ولكنى كنت أميل الى الاشتراكية الديموقراطية، وشكلت وجدانى ثلاث كلمات هم ( الحرية – الوحدة- القومية )، واستكمل قضيت قرابة خمسة عشر عاما أمينا للمجلس الأعلى للثقافة الذى بدا لى فى بادئ الأمر كيان ميت فعملت على بث الحياة به، أصبح برلمانا للمثقفين، وانفتح على جميع ثقافات العالم ، واكتمل حلمى عندما أسست المشروع القومي للترجمة وأصبح للعرب بيت للترجمه مقره مصر، أضاف عندما توليت الوزارة بدأت فى العمل على ألا تنعزل الثقافة عن باقي الوزارات، وعملت على تأسيس منظومة ثقافية للدولة، لم تعقد البروتوكلات من فراغ وكانت أهمها مع وزارة التربية والتعليم ،فكان لابد أن يتعرف الأطفال على تاريخنا الحضارى والفنى من خلال المتاحف والمسارح، فلا تعليم بدون ثقافة ولا ثقافة بدون تعليم واختتم حديثه بأن الثقافة المصرية في خطر ولابد أن ننتبه كمثقفين.
وأعقب ذلك شهادات لتلاميذ وأصدقاء ومحبي الأستاذ الدكتور جابر عصفور كانت جميعها تدور حول جابر عصفور كمصدر إلهام لهم، حيث تكلم الشاعر زين العابدين فؤاد عن عصفور” الانسان، وموقفه مع أمل دنقل حينما كان مريضا وكيف قرر وقتها أن يصرف كل مدخراته وقتها لإنقاذه، وتحدث الناقد شعبان يوسف عن عصفور” المثقف الإداري قائلا ” لقد كان مغامرا فى إتخاذ القرارات ومتجاوزا للأسوار السلطوية، وكان يسعى لإنشاء وحدة بيلوجرافيا بدار الوثائق والكتب ولكن الوقت لم يمهله لتحقيق الحلم ومازلنا نحلم ،وتحدث د.هشام زغلول عن “عصفور الأستاذ والمعلم حيث قال أنه كان ملهمه فى كل الأوقات منذ أن بدأ الدراسة وحتى في أزماته ،وأضاف علمنا كيف نختلف ونحترم الاختلاف، علمنا أن نكون أنفسنا ، وتحدث الشاعر أحمد عنتر مصطفى عن “عصفور” المثقف الغائر على مشهد مصر الثقافى ، فحين نظم المجلس “احتفالية شوقى وحافظ ” وتم اختيار ستين مثقف للمشاركة من جميع أنحاء العالم العربي، ورفضت بعض القيادات العدد وأرادت تخفيضه أصر على تصوره حتى نفذت على أرض الواقع ، واختتمت الشهادات بالدكتور أنور مغيث قائلا”أنا لست من تلاميذه ، ولكني أدور فى فلكه فهو صاحب مبادرات مهمه، ويمتلك فكر تنويرى ،ودينامو الثقافة المصرية، وأشار أن جابر عصفور واحد من ثلاثة رواد أثرو حركة الترجمة إلى العربية عبر تاريخها (الخليفة المأمون- …. – جابر عصفور)، وفى نهاية اللقاء أهدى د.حاتم ربيع درع المجلس الأعلى للثقافة إلى الدكتور جابر عصفور، كما أهداه مشروع التحرير لاونج جوته درعه أيضا تقديرا لدوره الرائد والمستنير فى مجال الثقافة.
الجدير بالذكر أن د.جابر عصفور كان قد عقد لقاءه مع طلبة كلية آداب جامعة القاهرة فى إطار مشروع الملهم الأحد الماضى ، حيث تناول اللقاء مسيرة دراسته الأكاديمية وكيف تحول من تلميذ مجتهد ابن طبقة فقيرة إلى دكتور وأكاديمى ناجح، وأدار اللقاء أ.د أحمد زايد وبحضور أ.د أحمد الشربيني عميد الكلية ولفيف من أساتذة الكلية.
ويعد مشروع الملهم امتدادا للتعاون المشترك بين المجلس الأعلى للثقافة، والتحرير لاونج جوته الذي بدأ منذ 4 سنوات فى مجال رفع كفاءات العاملين بوزارة الثقافة.
ويسعى المشروع لخلق جسر تواصل بين الشباب والنمادج المصرية الناجحة والمشرفة وذلك عبر إجراء لقاءات حوارية مفتوحة معهم لتشجيعهم على إبراز أفضل ما لديهم من طاقات وإبداع في شتى المجالات.