الدمج ليس رفاهية يبحث عنه الاشخاص ذوى الاعاقة ،ولكنه حق أساسى لهم داخل مجتمعهم فى مختلف الجوانب الحياتيه ،وتؤكد عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق المعاقين ..و هناك العديد من المؤسسات العامله فى مجال حقوق ذوى الاعاقة تعمل جاهدة منذ سنوات على تحقيق الدمج على أرض الواقع فى التعليم والصحة و العمل ..وترسيخا لمبدأ الدمج المجتمعى قام مركز سيتي للتدريب والدراسات فى الإعاقة (كاريتاس مصر) بالتعاون مع هيئة انتراكت بتنظيم ورشة عمل إقليمية بعنوان ” تحقيق دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بهم ولهم ” .و تم مناقشه عدة موضوعات ومحاور خلال اليوم بالورشة منها : كيفية تحقيق دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في أنشطة مجتمعاتهم (فى التعليم – العمل – الأسرة – المجتمع) ،بالاضافة الى عرض بعض التجارب الملهمة في الدمج في الأسرة والتعليم والعمل، ودور الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم في تحقيق ذلك، وفي إتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
تحدثت إجلال شنودة – المديرة التنفيذية لمركز سيتي للتدريب والدراسات في الإعاقة،وقالت :ان الدمج هو كفاح يومى لكل شخص من ذوى الاعاقة وأسرته والمجتمع ،ويجب ان نستمر فيه حتى يحصل ذوى الاعاقة وغيرهم فى حقهم فى الدمج بالمجتع على كافة الاصعدة .و لذلك نقدم اليوم فى ورشة العمل نماذج ناجحة من الاشخاص ذوى الاعاقة من مختلف الدول من مصر و تونس ولبنان والاردن و السودان .
وأضافت بربرو هنريكسون – ممثلة هيئة انتراكت –قائلة : من الامور الايجابية التى تدفع قضية الدمج للامام هو ان نجتمع ونتشارك من مختلف البلدان التجارب للاشخاص ذوى الاعاقة ،والتى تحفزنا ان نسعى معا لاحداث التغيير
الدكتور نجيب خزام ،والذى يلقب في اوساط التعليم بـ “أبو الدمج في مصر” ورئيس الاتحاد الدولى لللدمج والسياحة والترويح للجميع ،قال :”ان ما حدث ويحدث على مدار السنوات القليلة الماضية وحتى الان يعد معجزة نشكر الله عليها كثيرا فحينما كنا نتحدث عن الدمج منذ سنوات لم يكن يعلم او يدرك أحد معناه او هدفه او امكانية ان يبدأ التحقق على أرض الواقع فى المجتمع .”
واستطرد الدكتور نجيب خزام قائلا : الدمج مفهوم شامل ليس للاعاقة فقط بل يشمل كافة الاختلافات المفترض ان يكون الدمج للجميع فى المجتمع بالرغم من الاختلافات و يكون فى كافة المجالات التعليم و الصحة والنقل والمواصلات و العمل و الثقافة و السياحة والترويح والترفيه
و اكد الدكتور نجيب خزام على ان الاشخاص ذوى الاعاقة أنفسهم عليهم دور مهم فى الاندماج داخل المجتمع فيما يسمى بالمناصرة الذاتيه لان لها دور مهم واساسى فى اندماجهم بالمجتمع .
هالة رعد – اخصائية تربية خاصة بالمركز الطبى بالجامعة الامريكية ببيروت –قالت : ” لقد كان لنا تجربة فى عائلاتنا الكبيرة كانت اكبر مثال للدمج رايته منذ طفولتى ، فلقد قامت جدتى بعد ان رزقت بطفل من ذوى الاعاقة الذهنية بانشاء أول مركز لذوى الاعاقة الذهنية ببيروت فى الخمسينات من القرن الماضى ، ولذلك نشأت على مفهوم واضح فى هذه القضية الا وهو أن الدمج هو واقع و أمر حتمى وليس اختيار امامنا سواه .
و أضافت رعد : لو تعاملنا مع الاختلاف بخوف من هنا تبدأ العزلة لكن اذا تعاملنا مع الاختلاف من منطلق انه ثراء للمجتمع من هنا ينتج الدمج وينمو فى المجتمع
فالدمج طريقه تفكير ومنهج حياتى بالاساس ولن يتحقق بالمبانى الباهظة التكاليف اذا لم يكن هناك فكر يسعى للاندماج المجتمعى بشكل حقيقى
فادية فرح والدة شابة من ذوى الاعاقة الذهنية – بيروت رئيسة الجمعية اللبنانية للمناصرة الذاتية –قالت : أنا أم لشابه من ذوى الاعاقة الذهنية و لن أسرد ما حدث و فترات الاحباط ، ولكنى من خلال تجربتى ادركت ان الخوف الذى كان بداخلى هو الذى كان يجعلنى اغلق الابواب و انعزل انا وابنتى و اخشى الاندماج داخل المجتمع .