* من أبشع المظاهر داخل عربات مترو الأنفاق كوكتيل الباعة الجائلين والمتسولين والنشالين يقتحمون ويزاحمون ويدوسون الركاب ويتسابقون بحناجر مدوية لعرض بضاعتهم أو الشكوي من سلسلة الأمراض السرطانية والعمليات الجراحية الوهمية التي تعرضوا لها ويدسون في وجهك أوراقا مزورة بتفاصيلها لاستجداء المشاعر والعواطف, يحدث كل هذا عيني عينك تحت سمع وبصر المسئولين رغم انتشار شرطة النقل والمواصلات والأمن ورجال المباحث داخل المحطات يراقبون ويرصدون البوابات الإلكترونية التي تعبر من خلالها هذه العصابات بالبالات والأجولة والكراتين والحقائب المحملة ببضاعتهم رغم أن هذه البوابات ترصد النمل داخل هذه الحقائب!
الغريب أنه منذ أيام صرح أحمد عبدالهادي المتحدث الرسمي باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق بأن الشركة تعمل بالتنسيق والتعاون مع شرطة النقل والمواصلات لمحاربة ظاهرة الباعة الجائلين داخل عربات مترو الأنفاق وناشد الركاب الإبلاغ عن الباعة الجائلين رغم أن قوافلهم تسد عين الشمس, وتجاهل الإهمال الذي سمح لهم أصلا بالعبور من البوابات الإلكترونية وغياب الحملات الأمنية للقبض عليهم!
هل يقصد بذلك اشتعال الاشتباكات بين المواطنين وهذه العصابات في ظل غياب الأجهزة الأمنية والرقابية.. أم ماذا؟!!
* بعض المتشدقين بشعارات حب مصر وتحيا مصر من أصحاب الملايين والمليارات تحجرت قلوبهم لم يقدموا مليما من أجل تراب هذا الوطن.. اكتفوا بسباق الحناجر الذي لا يطعم ولا يروي والنتيجة صفر!
الدرس الذي قدمته المواطنة سميرة محمد محمود شكري هل هز ضمائرهم.. هل بث في قلوبهم الرحمة؟
سميرة مواطنة بسيطة من محافظة الغربية عاشت 77 عاما زاهدة في حب تراب هذا البلد بعيدا عن الأضواء والشهرة.. تقدمت في صمت وخجل وتبرعت بأربعة وعشرين مليون جنيه للنهوض بمستوي الخدمات والارتقاء بمنظومة التعليم وذلك ببناء مدرسة لتلاميذ الغربية الذين يعانون من التكدس في علب السردين بالمدارس الحكومية, بصعوبة شديدة أقنعها اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية بإطلاق اسم زوجها المرحوم منير عبدالحميد عطية علي المدرسة تقديرا لمساندتها للدولة.
هل تحرك الدم في عروق وقلوب الجاحدين من أجل انتشال المواطنين من مستنقع الجوع؟
ما رأي بعض رجال الأعمال والفنانين الذين يسبحون في نهر الذهب ولا يشعرون بمعاناة البؤساء؟..
ياريت مصر فيها ألف سميرة يا سادة!!