هل الروح مخلوقة أم مولودة؟ (2)
حينما لا يكون إنسان قد تكون بحسب عقيدتهم, قبل حلول الروح فيه! أي يكون مجرد دماء في بطن الأم بلا روح, يمكن إسقاطها دون أن نقول إن إنسانا قد تم قتله بالإجهاض!..
وفي هذه الحالة يتوقف تصريحهم بالإجهاض علي اعتقادهم في موعد حلول الروح في الجسد (حسب فكرهم) بعد شهر.. أو بعد أربعة أشهر.. والمعروف أن الإجهاض مؤثم من وجهة نظر الدين, ومن وجهة نظر القانون المدني, لأنه يحمل معني ارتكاب جريمة قتل..
7- إن كان الله يخلق الروح لكل إنسان علي حدة, فهل يخلقها علي صورته ومثاله كما في البدء تك1؟
طبيعي أن الله لا يخلق شيئا شريرا, فإن خلق للمولود الجديد روحا علي صورة الله, فما الحكمة أن يدعها تتحد بجسد خاطئ! ثم بعد الولادة من الأم, تتعمد لكي تكون خليقة جديدة مرة أخري, لأنه قيل: إن كان أحد في المسيح, فهو خليقة جديدة (2كو5:17).
فهل يحمل هذا لونا من الازدواج في الخلق, أو تكرارا في الخلق, بالنسبة إلي كل إنسان منا, ما معني أن الله يخلق للإنسان روحا, يعود فيخلقها روحيا من جديد بعد بضعة أشهر؟!
8- وهل غير المؤمنين أيضا سيخلق لهم أرواحا جديدة علي صورته كشبهه؟!
بينما يولد البعض منهم ملحدا إن كان من أسرة ملحدة, أو يولد عابدا للأصنام, أو يولد غير مؤمن إن كان من أسرة غير مؤمنة, وهو منذ بضعة أشهر له كان روح علي صورة الله, كشبهه ومثاله؟
9- إننا ننادي بأن الإنسان يلد إنسانا من نوعه, وتحبل المرأة بابن من نفس نوعها.
وهكذا كل الكائنات الحية تنتج نسلا أو تنتج ثمرا, من نفس النوع, من نفس الجنس.. وهكذا الإنسان بلا شك نسله فيه من نفس الطبيعة.. مادام الإنسان له روح, يكون نسله له روح, من نفس وقت الحبل به.
ولكن الذين يقولون بعقيدة خلق الروح, لهم آراء لا مانع من أن نناقشها معهم.
نقطة بسيطة يمكن تجاهلها وهي اعتمادهم علي (عاموس4:13) في قوله عن الله: فإنه هو الذي صنع الجبال وخلق الروح, إن كلمة إبنفما في اليونانية, وSpiritus في اللاتينية تعني الروح وأيضا الريح, وقد ترجمت هذه الآية في King James وفي NIV بالريح. هكذا: And Created the wind. يستعملون أيضا (عب12:9) أفلا نخضع بالأولي جدا لأبي الأرواح فنحيا.
فنقول: إن الله هو أب للإنسان كله, جسدا وروحا وهكذا دعي في الكتاب أبا لنا, وليس لأرواحنا فقط, وإنما ذكرت عبارة أبو الأرواح هنا لتمييز الله عن آبائنا حسب الجسد فإن كنا نخضع لهؤلاء الآباء فبالأولي لله, علما بأن آباءنا حسب الجسد قد ولدونا أيضا جسدا وروحا, وهكذا الله يولد له كل منا في المعمودية إنسان جديدا, جسدا وروحا.
يحتج هؤلاء بالآيات التي وردت فيها جابل الروح (زك12:1), وما أشبه من عبارات الخلق.
فنقول: إن الإنسان كله يعتبر مخلوقا, باعتباره مولودا من مخلوق. وليس المقصود خلقا مباشرا له, والأمثلة عديدة.
يقول الكتاب: اذكر خالقك في أيام شبابك (جا12:1). بينما هو يكلم إنسانا مولودا ولكنه من نسل مخلوق فيعتبر مخلوقا. ويقول الرب لتلاميذه: أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر16:15). بينما كلهم مولودون ولكنهم من نسل مخلوق. ويقال في سفر الرؤيا: لأنك أنت يارب خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت (رؤ4:11).
كل البشر يعتبرون مخلوقين, لأنهم من أصل مخلوق.
مع أنهم مولودون من آباء وأمهات, ولم يخلقوا مباشرة..
فيقول الكتاب: فليعرف كل الناس خالقهم (أي37:7), ويقول: ليفرح إسرائيل بخالقه (مز149:2), وأيضا: نجثو أمام الرب خالقنا (مز95:6). نعم لأننا نحن عمله, مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف2:10). الكل مخلوقون كبشر, ليس كأرواح فقط.
الإنسان كله يعتبر مخلوقا, مع أنه مولود من امرأة.