تسير السفيرة مشيرة خطاب بخطى ثابتة نحو اقتناص موقع المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، في الانتخابات التى ستجرى أكتوبر المقبل بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.
وقد تلقت العديد من وعود التأييد، من عدد كبير من أعضاء المكتب التنفيذى لليونسكو البالغ عددهم 58 دولة، ممن لهم حق التصويت في الانتخابات، أخذاً في الاعتبار أن المكتب يضم سبعة دول عربية وهى “مصر ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وقطر وسلطنة عمان”.
المنافسة الآن تدور بين تسعة مرشحين، هم السفيرة مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا خورى، والقطرى حمد بن عبدالعزيز الكوارى، والفرنسية أودرى أزولاى، والصينى تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، وجان ألفونسو فونتيس من جواتيمالا، وصالح الحسناوى من العراق. بقراءة متأنية للسير الذاتية للمرشحين التسعة، سنجد أن المنافسة تكاد تكون محصورة بين المرشحتين المصرية والفرنسية، لكن مع الضغوط التى بدأت تمارسها بعض الدول الأعضاء فى اليونسكو ومثقفين من دول كثيرة أصبح موقف المرشحة الفرنسية ضعيفاً، خاصة بعد البيان الذى وقعه 49 كاتبا ومثقفا وفنانا ووزراء سابقين، من جميع الدول العربية ووجهوه للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وأبدوا خلاله احتجاجهم على الخطوة التى اتخذها الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند، بترشيح وزيرة ثقافته السابقة أودرى أزولاى لمنصب مدير عام اليونسكو الذى كان قد اتفق على أن يكون هذه المرة من نصيب المجموعة العربية.
يمكن القول إن فرص السفيرة مشيرة خطاب باتت قوية، لأكثر من سبب، أهمها أن المرشح القطرى الذى استخدم المال السياسى لمحاولة إقناع بعض الدول بالتصويت لصالحه فى الانتخابات، يواجه الآن موقف فى غاية الصعوبة، بعدما كشفت مصر والسعودية والإمارات والبحرين عن الدعم المالى والإعلامى الذى تقدمه قطر للإرهاب والميليشيات المسلحة في المنطقة العربية الذى تسبب في حالة الدمار الذى تشهده اليمن وسوريا وليبيا الذى تسبب أيضاً فى تدمير أثارا هذه الدول على يد الجماعات الإرهابية المدعومة من نظام تميم بن حمد فى الدوحة، فكيف يقبل أعضاء اليونسكو أن يأتوا بشخص ينتمى إلى نظام إرهابى على رأس اليونسكو.
وليس بعيدا عن ذلك أن موقف دول الخليج الرافض لإرهاب دولة قطر سيكون له مردود سيئ على المرشح القطرى، وسيصب فى صالح المرشحة المصرية، فرغم عدم وجود دول الخليج ضمن الكتلة التصويتية فى المجلس التنفيذى لليونسكو، إلا أن مساهماتها المالية وعلاقاتها مع أعضاء المنظمة الدولية يمنحها القدرة على أن يكون لها صوتاً مسموعا ومحترماً من هذه الدول.
الأمر الآخر أن هناك دولا كثيرة أعلنت رسمياً تأييدها للمرشحة المصرية، ومن بين هذه الدول أعضاء بالمكتب التنفيذى لليونسكو، وبعضهم ليس لهم حق التصويت، لكن لهم تأثير قوى فى إطار اليونسكو، وقد استطاعت الدبلوماسية المصرية النشيطة أن تحصل على مواقف إيجابية من هذه الدول، وتكلل ذلك بالحصول على قرار آخر من القمة الأفريقية التى عقدت مؤخراً فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا باعتبار مشيرة خطاب مرشحة أفريقيا لليونسكو، وهو القرار الذى جاء استكمالا للقرار الذى صدر عن قمة رواندا الأفريقية، بما يؤكد الدعم الأفريقى اللامحدود للمرشحة المصرية.
وبالإضافة إلى الدعم الأفريقى، هناك دول أعلنتها صريحة، بمنح أصواتها للمرشحة المصرية، منها السودان التى أعلن وزير إعلامها أحمد بلال تأييد بلاده لمشيرة خطاب، وسبقتها البحرين التى قال سفيرها بالقاهرة الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، أن المملكة تدعم السفيرة مشيرة، مثنياً على السيرة الذاتية والخبرات التى تتمتع بها التى تؤهلها لقيادة منصب مدير «اليونسكو»، كما أعلن سفير السعودية لدى مصر ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، فى بيان دعم حكومة خادم الحرمين لمرشحة مصر، وأعلن رئيس غينيا ألفا كوندى، دعم بلاده للمرشحة المصرية، مع التأكيد بأنه لن يدخر جهدا من أجل دعمها على مستوى الدول أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو، وهو ما وعدت به موريشيوس أيضاً، فضلاً عن تأكيد المجر وقوفها خلف مشيرة خطاب، وإعلان الرئيس الصربى توميسلاف نيكوليتش دعم بلاده لترشيح مشيرة.
وهناك قائمة أخرى من الدول التى أعلنت موقفها الداعم للمرشحة المصرية، لكن لم يتم الإعلان عنها، حتى الآن، لأن هذه الدول طلبت من السفيرة مشيرة خطاب إبقاء مسألة الدعم فى إطار العلاقات الثنائية، بما لا يؤثر على علاقات هذه الدول مع الدول التى لها مرشحون آخرون.
منطقياً يمكن القول إن موقف مرشحة مصر يأخذ فى التحسن خاصة بعد نجاحها فى تخطيها بنجاح اللقاء الأول الذى تم قبل شهرين مع مندوبى الدول الأعضاء فى اليونسكو، حيث قدمت لهم شرحاً لبرنامجها الذى ستعمل على تنفيذه فى اليونسكو، وردت على استفسارات الأعضاء وأسئلتهم بشكل أوجد الطمأنينة لدى أعضاء المكتب التنفيذى، وهو ما أعطى انطباعاً بأن السفيرة مشيرة خطاب تسير بخطى ثابتة، وأن الأسابيع المقبلة ستشهد تحسناً أكبر فى المعركة الانتخابية، خاصة مع الزيارات والجولات التى تقوم بها المرشحة المصرية فى العديد من الدول، وكذلك النشاط الملحوظ للدبلوماسية المصرية الداعمة للسفيرة مشيرة، وأيضاً وقوف الدولة المصرية خلفها بكل قوة، ففى كل لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسى مع رؤساء الدولة دائماً ما يطرح موضوع ترشيح السفيرة مشيرة خطاب، كذلك خصص سامح شكرى جزء من جولاته الاوربية للدعايا للمرشحة المصرية وعرض سيرتها الذاتية وبرنامجها الانتخابى ولا ينتهى اللقاء الا بالحصول على وعد بالدعم، وهو الأمر الذى يتكرر فى لقاءات كل المسؤولين المصريين مع نظرائهم بالخارج، وهناك آلية مهمة تسير عليها الدبلوماسية المصرية، يمكن القول إنها أتت بثمار جيدة حتى الأن، وستظهر نتيجتها بشكل قوى فى الانتخابات التى ستجرى فى أكتوبر المقبل، لتكون مشيرة خطاب أول عربية تتولى منصب مدير عام اليونسكو.
يقول السفير رخا أحمد حسن عضو بالمجلس المصرى للشؤون الخارجية، لوزارة الخارجية دورا كبيرا واساسيا فى دعم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب حيث يقع على البعثات والسفارات الدبلوماسية بالخارج عبئا كبيرا للقيام بدعم المرشحة والترويج لبرنامهجا الانتخابى خاصة فى ال54 دولة الذين يمثلون المجلس التنفيذى لليونسكو وبالتالى يقومون بدور مزدوج وهو في حالة قيام السفيرة بزيارة احد الدول يقومون بدور كبير فى الاعداد والتحضير للزيارة مع المختصين والمسؤولين ومن لديهم الكلمة سواء مع وزير الخارجية او وزير الثقافة او رئيس الدولة ولم يتوقف دورها الى هذا الحد بل يمتد الى المتابعة والتقييم بمعنى لو قامت الدولة بتغيير موقفها تجاه المرشحة المصرية والقيام بدعم مرشح اخر او تم الضغوط عليها من قبل دول اخرى بطرق متعددة هذا بالاضافة الى الدور الذي يلعبه سفيرنا لدى اليونسكو مضيفا ومن جانب اخر خصصت الخارجية حملة كبيرة يراسها السفير محمد العرابى خلفا للسفير نهاد عبد اللطيف وذلك للتريج للبرنامج الانتخابى المعد للسفيرة مشيرة خطاب على اعلى مستوى هذا ايضا بالاضافة الى الدور الذى يلعبه وزير الخارجية سامح شكرى فى كل لقاتته واجتماعاته والذى يحرص فيها ان يكون دعم مرشحتنا نصيب فيها كما تاتى اجتماعات الامم المتحدة والذى سوف تكون فرصة كبيرة يعرض فيها الوزير على هامش اعمالها برنامج المرشحة والدعوة الى دعم مصر فى هذه الانتخابات وان تحظى مصر بهذا المنصب الرفيع من منطلق ان الدول العربية لم يسبق لها مرشح لدى اليونسكو وان لمصر رصيد كبير من الحضارة والثقافة يعطيها الحق فى اعتلاء هذا المنصب.
من جانبه أشار السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية سابقا إلى أهمية الدور الذى تقوم به الدولة في مساندتها ودعمها للسفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو وتوفير كافة الإمكانيات التى تؤهلها للتحرك وزيارة دول العالم للحوار والمباحثات معهم من أجل دعم مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، ولكن يتوقف الأمر على اعتبارات أخرى عديدة منها دعم الدول الكبرى لمصر وعلاقات مصر السياسية خاصة ان هناك مرشحين منافسين لمصر ومنها المرشحة الفرنسية والتى قد تستحوذ على دعم الدول الأوروبية بل ايضا قد ينحاز بعض دول الاتحاد الأفريقى والناطقين بالفرنسية ويطلق عليهم دول الفرانكفونية قد يدعمون المرشحة الفرنسية من باب التبعية والانتماء لدولة فرنسا باعتبار الخدمات والمساعدات التى يقدمها الجانب الفرنسي لهم بل هم سعداء بارتباطهم وتبعيتهم للفرنسيين، ولكن لم يعلنوا عن ذلك مضيفا انه يتوقف الفوز بالمنصب على للقاءات التى نظمها المجلس التنفيذى لليونسكو مع المرشحين وتقييمهم للبرنامج الانتخابى واجندته المقدمة لخدمة وتطوير اداء المنظمة بل الخلفية التى ياتى بها المرشح والانشطة والاعمال التى قام بها وتمس اغراض المنظمة بشكل مباشر.
مشيرا بأن نأمل ان مصر باتصلاتها وعلاقاتها خاصة ان مصر عضو مؤسس في منظمة اليونسكو ونجاح مصر على المستوى الاقليمى والدولى ان يكونوا عنصر مساعد للنجاح والفوز بهذا المنصب الرفيع والذى تستحقه مصر عن جدارة.