نائب رئيس جامعة عين شمس لـ”وطني”:
– نحن فاعلون ولسنا تابعين
-لا توجد سلطات مطلقة لـ”أستاذ الجامعة”
– علينا أن نسعى للربط بين الحصول على الدرجة العلمية والتَميز الوظيفي
-سبب تراجع تصنيف الجامعة عدم الاهتمام بنشر الأبحاث في جامعات دولية
بعد التطور الذي شهدته مرحلة الثانوية العامة، والطفرة التعليمية التي برزت بشكل عام، جراء تولي الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم منصبه، أصبح الكثيرون في حالة من التساؤل.. ماذا بعد؟ وكيف أصبح حال التعليم الجامعي؟ وهل اختلفت طريقة تأهيل الطلاب للعام الدراسي عن ذي قبل؟ وماذا عن جامعة عين شمس خاصة؟ وكيف ستستعيد مكانتها بين جامعات العالم مرة أخرى؟
كل هذه التساؤلات يوضحها أستاذ دكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس، ونائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون التعليم والطلاب، لـ”وطني” في لقاء خاص قبل بدء العام الدراسي.
س/ما هي الخطوات التي اتخذتها جامعة عين شمس، جراء تغيير وتطوير نظام الثانوية العامة؟
ج/لم تأخذ جامعة عين شمس خطوات التغيير بناء على تغيير نظام الثانوية العامة، نحن فاعلون ولسنا تابعين.
طبقت الجامعة نظام الساعات المعتمدة، منذ عامين، وذلك النظام يتيح فرصة للإبداع والخلق بخلاف النظام السابق الذي كان يعتمد على الحفظ.
تقسم الدرجات في نظام الساعات المعتمدة، من 100 جزء منها على الحضور والدخول على المواقع العلمية والأبحاث وامتحانات الميد تيرم، و70% على الامتحان النهائي.
وأصبح النجاح من 65% وليس 50% كما كان في السابق.
كما نوعية الأسئلة تقيس كل العمليات العقلية من استنتاج وتحليل وتطبيق وإعادة فهم، وبالطبع كان هناك تغيير في أساليب التدريس.
فالخريج الآن سيكون أكثر قدرة على إعمال العقل من السابق، وسينجح في سوق العمل.
فقد توقفنا كأهل قرار عن طرح خريجين لا فائدة منهم في أرض الواقع.
س/يعني ذلك أن الخريج الآن سوق العمل بحاجة إليه، برغم من وجود حالة بطالة عامة؟!
ج/نعم.. قمنا بعمل برامج مميزة، بمعنى أننا اهتممنا بالتخصص النوعي، وهذا أصبح مفروضًا على المؤسسات العلمية، فلا فائدة من تدريس برنامج كبير لعلم النفس، مثلًا، ولكن دراسة تخصص معين فيه سينفع سوق العمل بشكل أكبر.
المناهج الآن موضوعة بناء على احتياجات الواقع، وذلك لم يكن يحدث من قبل.
وإذا أراد الإعلام أن يقيس متى يحقق العلم إيجابياته، فعليه أن يقيس مدى خدمته للواقع المعاش.
الآن أصبح بالفعل هناك اندماج بين الواقع ومشكلاته وأساليب التدريس في الجامعات.
س/هل حدث تطوير لمرحلة الدراسا العليا والبحث العلمي أيضًا؟
ج/هناك نوعان من البحث العلمي نوع خاص بالدولة، وهذا له إستراتيجياته.
ونوع آخر خاص بالجامعة، وأول شروطه أن يكون الطالب لديه الرغبة في عمل ماجستير أو دكتوراة. فلكل طالب دوافع ذاتية من وراء البحث العلمي، في طالب عايز عمل مناسب بعد الانتهاء من هذه المرحلة.
النقطة الثانية، هناك مشكلة رئيسية هي أن الطالب بعد حصوله على الدرجة العلمية لا يجد وظيفة مناسبة.
وعلينا الآن أن نسعى للربط بين الحصول على الدرجة العلمية، والتميز الوظيفي حتى تتحقق الفائدة للجميع “الدولة والخريج”.
س/كيف تعالج الجامعة النظرة الدونية لبعض الكليات؟ وهل هناك نوع من التوعية الطلابية في ذلك الأمر؟
ج/نحن كمسئولين نتحدث مع الطلاب الجدد في بداية العام الدراسي، في لقاء طلابي مفتوح، ونقوم بعرض الوظائف المتاحة فيما بعد التخرج، على سبيل المثال طلبة كلية الحقوق نوضح لهم إمكانية العمل في المحاماة الحرة والنيابة الإدارية ومجلس الدولة.
وبحكم عملي مع الطلاب استطعت تقسيمهم إلى خمس شرائح.
الشريحة الأولى: مؤمنة بأن لديها رسالة وهدفًا من وراء التحاقها بجامعة معينة.
الشريحة الثانية: بتختار الكلية على حسب الزملاء والأصدقاء رايحين فين “كلنا هنروح مع بعض؛ علشان نكون مع بعض، ونتعاون مع بعض”، وهؤلاء هم فئة الانصياع.
الشريحة الثالثة: تختار الجامعة حسب القرب المكاني “عايز حاجة جنب بيتي علشان ما اتشحططش في المواصلات”.
الشريحة الرابعة: تختار الجامعة لمجرد الشهرة والذيوع والانتشار، وهذه الفئة يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تكوينها.
الشريحة الأخيرة: ما تسير على خُطى أبويها “أبويا طلع كده، فأنا هطلع كده”.
إحنا مع الفئة الأولى ونسعى لتزويدها، وهي مهمة صعبة إلى حد ما، لأن أولياء الأمور يلعبون دورًا جوهريًا في إجبار أبنائهم للالتحاق بكليات ضد سماتهم وقدراتهم.
س/ما رؤيتك حول التعليم المفتوح؟
ج/لم يعد الآن ما يسمى بالتعليم المفتوح، ولكنه أصبح تعليمًا مدمجًا، يأخذ الطالب الملتحق به، منهجًا معينًا عمليًا وتطبيقيًا يساعده على الالتحاق بسوق العمل.
س/التعليم المدمج لم يمنح الطالب درجة البكالوريوس أو الليسانس؟
ج/أهل القرار لا ينظرون إلى هذه الأمور، نحن نبحث عن طلاب العلم، فكل طالب من حقه إثبات نفسه وتطويرها، ولكن الطالب في التعليم العادي يدرس مناهج كاملة ويحضر أسبوعًا كاملًا، في حين أن طالب التعليم يدرس يومًا واحدًا، فمن المؤكد أنه لم يتلقَ المادة العلمية بشكل كافِ.
نحن نضع مناهج تغير فكرة الطالب في المهنة الذي يريد الالتحاق بها فقط، وهذا ما يهمنا وهو تحقيق المنفعة العامة والعملية.
س/ماذا كانت تأثيرات ثورة يناير على الطلاب؟
ج/ لنلخص ما حدث جراء ثورة يناير، في كسر الرمز الخاص بالسلطة، كان لذلك التأثير على السلبي على سلوك الكثير من الطلاب الذين لم يعتادوا احترام آبائهم.
ولكن الآن استعدنا هيبة أستاذ الجامعة، ولم يعد هناك أي تسيب.
س/كيف يتم التعامل مع فساد السلطة الداخلية؟
ج/الشؤون القانونية تتولى الأمر، فلا توجد لدينا سلطات مطقلة لأستاذ الجامعة، ومن يخرج عن النص يحاسب على يد أساتذة من كلية الحقوق.
س/ما رد جامعة عين شمس على الاتهامات اللي يواجهها التعليم المصري ونعته بالفشل؟
ج/كل العلماء الذين رفعوا رأس مصر في الخارج خريجي جامعات عين شمس والقاهرة، حتى الجامعات الخاصة، يدرس بها أساتذة من هذه الجامعات أيضًا، سبب النهضة العلمية هم أساتذة الجامعات الحكومية.
ومن يريد أن يعرف قيمة التعليم المصري عليه النظر إلى الخارج ومن تلقوا العلم على يد أساتذة جامعات مصر.
إن كان التعليم المصري فاشلًا فلم الإقبال الشديد من الوافدين على الجامعات المصرية آملين التعلم ونيل الشهادات منها.
س/كيف تسترد جامعة عين شمس مكانتها العلمية؟
ج/نحن الآن في ترتيب ما بين الـ600، ونصعد ونسترد مكانتنا بسرعة؛ لأن السبب وراء التراجع هو أن الأساتذة لم يهتموا فترة بنشر أبحاثهم في الجامعات التي لها تصنيف دولي.
ولكن أصبح هناك الآن مكتب لمباشرة التعاون الدولي، فضلًا عن تحديث المناهج مع البرامج البحثية في الخارج.
جدير بالذكر أن جامعات عين شمس من الجامعات المصرية المرموقة، التي يتزاحم الطلاب والوافدين على الالتحاق بها.