نظمت كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف بالتعاون مع مؤسسة يوسف النجار يوماً – فى ضوء الإستعداد لدخول المدارس – لتجهيز مستلزمات ” شنطة المدرسة ” ، يأتى هذا الإستعداد فى ظل ظروف تتسم بالغلاء الشديد ، حيث تضاعفت أسعار مستلزمات المدارس بشكل كبير ، مما أدى إلى ضغط الأسر المصرية فى مواجهة الإرتفاع الجنونى للأسعار .. وكعادة كل عام تحرص الكنيسة على توفير متُطلبات المدارس إلى الأسر الغير قادرة على تحمل هذه التكاليف ، وفى خطو جديدة إيجابية من كنيسة العذراء بأرض هذا العام ، قامت بتدريب عدد من الأسر فى صعيد مصر على مهارات تصنيع ” شطنة المدرسة ” بجودة وسعر مناسبين .. وبهذه الخطوة حققت الكنيسة أكثر من هدف فى آن واحد لصالح المجتمع ، الأول يتمثل فى توفير احتياجات عدد من الأسر من مستلزمات المدارس كما عودتهم ، والثانى العمل على تصنيع هذا المنتج محلياً وعدم شراء المنتج الصينى ، والثالث يكمن فى تعليم وتدريب عدد لا بأس به من الأسر تصنيع هذا المنتج مما يوفر لهم عائد كريم بدلاً من اللجوء لطلب المساعدة من الكنيسة …
وأكد القس يوسف قزمان راعى كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف ومسئول خدمة “المحبة لا تسقط أبداً ” أن الكنيسة أقدمت هذا العام على تجربة جديدة فيما يخص خدمة توفير ” شنطة المدرسة ” للأسر الغير قادرة مادياً ، حيث تم تعليم مجموعة من الأسر فى صعيد مصر على تصنيع شنط المدارس بجودة وسعر جيدين ، بحيث يتم التغلب على مشكلة أرتفاع أسعار الأدوات المدرسية والشنط ، وفى نفس الوقت زيادة الكميات التى تقدمها الكنيسة للأسر قى قرى صعيد مصر مسلمين ومسيحيين ، ومن منطلق استمرار رسالة المسيح والكنيسة التى تؤكد ” أن المحبة لا تسقط أبداً ” .
وأوضح القس يوسف قزمان أن هذا العمل يأتى فى ضوء المساهمة ولو بجزء بسيط فى تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة و تشجيع وتجويد المنتج المحلى ، وفى نفس الوقت مساندة الأسر الغير قادرة على توفير هذه الإحتياجات ، مشيرأ إلى أن هذه الخدمة تُعد مساهمة من الكنيسة للأسر فى توفير تكاليف شراء مستلزمات المدارس مما ويُدعم أيضاً رسالة استمرار تعليم الأولاد وإنتظامهم فى المدارس .
وأوضح المهندس أشرف وهيب الأمين العام لمؤسسة يوسف النجار بأرض الجولف أنه تم الإشراف على عملية تعليم الأفراد فى قرى الصعيد على أعمال التصنيع ، ومراقبة جودة ونقل وتخزين “شنط المدارس” ، ” بالتعاون مع مؤسسة ” قيثارة داود ” لأبونا داود لمعى .. منوهاً أن إقدام الكنيسة على عملية تصنيع الشنطة محلياً يُساهم بشكل كبير فى تقليل أعداد البطالة ، خاصة بين الفئات الغير قادرة على الإستمرار فى مؤسسات إنتاجية منتظمة ، والمساهمة فى تقليل الفجوة السعرية بين المنتج المستورد ونظيره المحلى ، وبالتالى توفير “الشنطة المدرسية” بسعر مناسب ، مؤكداً أن التجربة تعمق وتشجع على الإقدام على تصنيع منتجات يحتاجها المجتمع بشكل كبير ، منوهاً أن الدولة تستورد حولى 13 مليون شنطة سنوياً بالعملة الأجنبية ، فى حين أن توفير المنتج محلياً يقلل من حجم هذا الإستراد ، بل وأن الشنطة التى تم تصنيعها محلياً تُضاهى “الشنطة الصينى” وتتفوق عليها فى السعر والجوده فضلاً على إختيار الخامات .
ويرى الأمين العام لمؤسسة يوسف النجار أن هناك طاقات وإمكانات بشرية ضخمة خاصة بين الفئات ذات التعليم المتوسط ، نستطيع من خلالهم إقامة صناعات محلية وبسعر وتنافسية كبيرة مع المنتج المستورد ، مشيراً إلى أن أقل سعر للشنطة الصينى فى السوق المصرى تتخطى الـ 170 جنيه ، بينما إجمالى تكلفة ” الشنطة ” التى قُمنا بتصنيعها لا يتعدى 40 جنيهاً ، وهذا يرجع لتوفيرنا الخامات المستخدمة بسعر الجملة .
وقال شادى سمير المسئول عن يوم العمل : إن عدد المشاركين فى الإستعداد لهذا اليوم فى تزايد كبير ، فقد بدأ الإستعداد منذ شهر تقريباً ، حيث تم عمل 450 شنطة هذا العام الدراسى ، والإختلاف يأتى فى مسألة قيام الكنيسة بالإتفاق مع الأسر فى عدد من قرى محافظات الصعيد على تصنيع شنط المدارس ، بعد تلقيهم التدريب الكافى ، مؤكداً أن ذلك الإجراء يصب فى مصلحة الدولة من حيث الإقدام على التصنيع المحلى بدلاً عن الإستراد بمليارات الدولارات من الصين .. منوهاً أن هذه الشنط المحتوية على كافة الأدوات المدرسية يتم توزيعها على القرى الفقيرة دون أى تميز بين مسلم ومسيحى ، والكل هنا فى الكنيسة يعلم أننا نقدم رسالة محبة لكل أخواتنا الغير قادرين مادياً .
وبالنسبة لتوفير مستلزمات المدارس أوضح أندرو سامح مسئول شراء المتطلبات أنه تم المُفاضلة بين الأسعار المُتاحة فى المكتبات ، وبُناء عليها أستطعنا أن نحصل على أفضل المنتجات بأفضل الأسعار ، مشيراً إلى أن هذه الخدمة لها الكثير من الثمار الروحية والنفسية والمجتمعية .. وقال : شعارنا فى الخدمة ” المحبة لا تسقط أبداً ” .. وأضاف : لم أنزل الصعيد بعد ، لكن أسمع قصصاً تلمس القلب كثيراً .. لذلك نطلب من المسيح أن يُبارك فى خدمتنا .
وأتفقت كل من دينا رأفت وبيشوى ملاك فى أن هذا اليوم من خدمة “المحبة لا تسقط أبداً ” ينتظرها الصغير والكبير معاً ، مؤكدين أن الخدمة لها الكثير من الثمار لكل المشاركين بها ، مهما كانت شكل المشاركة فى الخدمة ومهما كانت بسيطة ، بل أن من فوائد الخدمة هى عطية الشكر على كل شئ لينا .
وأشار هانى نادر – إعداد خدام أطفال – إلى دور هذه الخدمة فى اعتياد الأطفال منذ نعومة أظافرهم على معنى الخدمة ، والإحساس بإحتياجات الأخرين ، منوهاً الى أن يوم العمل فى خدمة ” المحبة لا تسقط أبداً ” يتسم بالمشاركة بين الكبار والأطفال فى تقديم عمل الخير .