ما بين اعوام 1983 و1996 كان المسئول الاول عن تنظيم انعقاد ما اطلق عليه وقتئذ المؤتمرات الدينية الدولية لعرب الشرق الاوسط والذى كانت تستضيفه سنويا احدى دول اوروبا او اسيا 00 كان المسئول الاول قائداً رعوياً ، انجيلياً متمرساً ذو خبرة روحية تليق بمكانة مثل هذه المؤتمرات الدولية والتى كان لها اصداء واسعة حول العالم 00 ضمن البرنامج الافتتاحى لمثل هذه المؤتمرات الدينية عندما كان القائد الرعوى يعتلى المنبر كان المستضيفون يقدمونه بصفة (راعى) المسيحية فى اسيوط 00 لكنه كان يقف بحسه الروحى الملتزم ووقفته المعهودة لحساب التاريخ ولحساب كنائس اسيوط جميعا لينفى ( الراعى الانجيلى )، الامر بمزيد من الشكر والتقدير والحب الملازم لشخصيته وروعويته مبرراً ذلك وموضحاً امام الحضور بالقول : انا لست راعياً للمسيحين فى اسيوط 00 انا راع من رعاة كنائس اسيوط ، لكن – كبيرنا ورب اسرتنا – نيافة الانبا ميخائيل مطران اسيوط ،وهكذا استمر يردد وبصفة دائمة هذة الكلمات فى معظم المؤتمرات والمنتديات الدينية داخل مصر وخارجها .
حديثنا يشير الى الراعى القس باقى صدقة جرجس الاب الروحى وراعى الكنيسة الانجيلية الاولى باسيوط والذى تسلم بيد الروح القدس عمله الرعوى بالكنيسة الانجيلية الاولى باسيوط 5مارس 1976م ، ومن هنا وللمزيد، توطدت العلاقة الروحية الفريدة ما بين قطبى الكنيسة القبطية والكنيسة الانجيلية باسيوط وما جمعه الروح القدس على مدار نصف قرن واكثر من ارصدة ومواقف ما بين العملاقين، جاءا ليتوج علاقة كنسية اسيوطية ذات خصوصية تعد شهادة حية لجيلنا ولاجيال عايشها شعب كنائس اسيوط بوضوح وشهدوا لها ، وستتكشف فيما بعد باكثر لمعانا وبريقاً عندما تنقشع غيوم الماديات والفانيات وتتضح ملامحها فى الابدية.. فيما وراء الستار
وفيما بعد امتدت مظله العلاقه الروحية الوطيده لقطبى كنائس اسيوط لتضم اليها نيافه الانبا كيرلس مطران الاقباط الكاثوليك لتصبح كنيسه اسيوط ثلاثيه الابعاد بالروح الواحد تتجانس وتتوأم اكثر فى المواقف – خاصه الوطنيه – الصعبه والمعقدة وسط مناخ التطرف والجماعات الاسلامية الاكثر توغلا والارهاب الذى عصف بصعيد مصر بصفة عامة واسيوط وجامعتها بصفة خاصة منذ اواخر السبعينيات ..حباُ..! تخطى حدود الطائفيه واسوارها وارتفع فوق كل ما هو جدارى ، متصلب وذاع صيتة فى العالم بأسره، واصبحت كنيسه اسيوط قويه متماسكه – بكبيرها – نيافه انبا ميخائيل المطران الجليل ويعمل لمواقفها وكلمتها ( الف حساب ) ، على سبيل المثال : اضطهاد الاقباط والذى تفشى بجامعتى اسيوط والمنيا وفى مواجهة بعض التصرفات التى نسبها البعض للامين العام للحزب الوطنى باسيوط وفى مواجهة اعتداء المتاسلمين على كنيسة القديس جورج… وغيرها الكثير
واذ كان نيافة انبا ميخائيل المطران الجليل يقوم بنفسه بترشيح ممثلى الكنيسة القبطية الارثوذكسية باسيوط سواء من مجموعة التكريس او الخدام او الاباء الكهنة للحضور او المشاركة فى فاعليات مثل هذه المؤتمرات واللقاءات الدينية الدولية وكان قائد المؤتمر يحرص على تقديمهم فى المحفل اولاً :فان نيافته لم يكن يكتفى بذلك بل كان يتابع باهتمام شديد ما يحدث فى دوائر النقاش والحوارات داخل هذه المؤتمرات ، اذ كان يستقبل السابق ترشيحهم بعد عودتهم فى لقاء خاص ويطلب من كل منهم تقديم تقرير تفصيلى – احيانا مكتوب – عن ابرز ما دار فى اللقاءات والخبرات والنتائج والتوصيات والجهات الممثلة …واراء المشاركين واحياناً كان يطلب – شريط الكاسيت – المسجل عليها فاعليات هذه المؤتمرات ليحتفظ نيافته بمضمونها لنفسه ، نذكر فى هذا المجال الاتى:” ا ذ كان نيافته قد ارسى فكره – مصاحبة بعض الالات الموسيقيه لاداء فرق الترانيم منذ اوائل سبعينات القرن الماضى ليس فقط خلال الاحتفالات الدينية والمواسم الروحية بل وفى الاجتماعات المسائية، خاصة لقاءات الثلاثاء الاسبوعية وكان تحت رعايه- نيافتة – وبصفة شخصية فريق الترانيم لكاتدرائيه رئيس الملائكه ميخائيل.. “واذ تصادف ان تقدم احد المشاركين فى احدى المؤتمرات الدوليه الدينيه وكان مقر انعقاده _دوله سنغافوره_ بملاحظة لنيافتة مفادها ان ممثلى الدول المشاركه فى المؤتمربيفضلوا القيام باى شىء يبرزخصوصيه الاقليم الذين ينتمون اليه ،وكانت استجابه نيافتة للامر سريعة وعجيبة لذلك طالب ان تعاد صياغه ترانيم فرق اسيوط باللغه العربية الواضحةوتشكيل الكلمة لغويا بحسب موضعها مع استخدام “اللكنه الصعديه والجيم المعطشه” ابرازا لخصوصيه كنيسة اسيوط وقد استحسن نيافته ذلك جدا واصبح نيافتة متابعا بحرص ضبط الكلامات لغويا وايقاعها موسيقياُ بل ويحاسب بدقة من يخالف ولو بدون قصد ..وكان يجد راحتة ومسرتة للعظات والكلمات الروحية التى تقدم فى الاجتماعات باللغة العربية الفصحى كلما امكن ذلك.
ولكن وفوق ذلك.. ان يتلاقيا معا نيافه الانبا ميخائيل المطران الجليل والقس باقى صدقه راعى الكنيسه الانجيليه الاولى باسيوط فى طقس صلاة الاكليل ليتشاركا فى رفع صلاة الطقس معاُ امام مذبح كاتدرائية رئيس الملائكه ميخائيل فهذا حدثاُ فريداُ لم تعهدة الكنيسه فى تاريخها 00من قبل
والقصه بدات عقب انتهاء صلاه قداس صباح الاحد 22 يناير 1995 بكاتدرائيه رئيس الملائكه ميخائيل اذ كانت تصطف الجموع الكثيرة دائريا من حول اباهم نيافة انبا ميخائيل المطران الجليل بعد طقس القداس مباشره وينحشرون ما بين المقاعد الخشبيه الممتدده بصحن الكنيسة تمام الساعه العاشره صباحاُ صفا للسيدات واخر للرجال والعائلات من الناحيه الاخرى وبالترتيب المعهود يعبرون ويمرون لينحنون بروؤسهم ما بين يدى نيافه الانبا ميخائيل والذى كان يقف فى موضعه تماما عند كرسية امام الهيكل .
ليمنح البركه لابناءه وعند وصولى للموضع تحت صليب سيدنا اشار لى بالبركه ورشم علامة الصليب المقدسة ولكننى توقفت ليأذن لى نيافته بالحديث وقد فعل 00 فأخبرت نيافتة بأن موعد صلاه الاكليل لاخى ( باسم وزوجته غاده ) هو24 يناير 1995 واعتذرت لتأخرى فى تقديم بطاقه الفرح لنيافه وانا اترجاه شاكره ان بقبل بطاقة الدعوة ويشرفنى وعائلتى وقبولة بحضوره طقس صلوات الزواج المقدس ، لننال وانا وعائلتى البركه فقدم لى اللوم بشدة لاننى تأخرت
فى طلبى هذا وقال : رغم اننى لا احب الارتباط بمواعيد يوم الثلاثاء بسبب اجتماع الثلاثاء بالكاتدرائية وانت عارفة كدة لكن لاجل خاطر ( بنت الكنيسه ) واخى العزيز القس باقى صدقة ،وهوه جارنا فى الكنيسه الانجيليه الاولى المواجهة لكنيسه القديس مرقس الرسول ( المطرنيه القديمه ) حى غرب 00 ففعل واخذ بطاقه الدعوى..وعلق بالقول التزمى بالمواعيد تانى مرة ثم اضاف : اذهبى سددى مبلغ ال100 جنيه فى مكتب الكنيسه وسجلى الاسماء .
تمام التاسعه الا ربع مساء الثلاثاء 24 يناير 1995، تاريخ لا ينسى فى عائلتنا 00 دخل اخى بصحبه عروسه من البوابه الخارجية لكاتدرائيه رئيس الملائكة .. الاطفال الصغار ببا قات الورود يطوقون الموكب وتتسع الدوائر بالاهل والاقارب والاصدقاء لتحوط العروسين ليبدءان معا فى الهبوط رويداُ رويداُ ثم يصعدان الدرج حتى باب الكنيسه حيث يصطف المهنئون لاستقبالهما وتطلق الزغاريد والضحكات ويقطعهما التصفيق، حتى وصلا العروسين الى مقعديهما قبل الموعد بدقائق ليوقعا على بنود العقد ، ووقف قدس ابونا مينا بجوار كرسى مطران اسيوط لاجراء طقس صلاة الاكليل طبقاُ للترتيب المحدد سابقا للموعد ،تمام التاسعه ، ساد الصمت اثناء دخول نيافه الانبا ميخائيل من باب خورس الرجال، هيبة دخول نيافتة اضفت هدوءا وسلاما على الحضوركما اعتاد شعبه على هذا المناخ وقد ارتدى نيافتة رداؤه ( حلته ) البيضاء التى اعتاد ارتدائها فى الافراح والمناسبات الكنسيه ثم تفضل بالجلوس الى كرسية وبعلامه الصليب المقدس رشم الجموع ونظر ، وقد التقطت عيناى نيافته الثاقبتان- من بعيد- بالقرب من المعقد الاخير وصول القس باقى صدقه راعى الكنيسه الانجليه الاولى والذىتربطة صلة قرابة بالعريس –خال العريس – ليجلس القس باقى مابين صفوف المدعوين، فلاحق نيافته بعنيه موضع جلوسه وهمس الى احد الشمامشه ليستقدمه ويدعوة ويتقدم برفقتة الى اعلى ليقف بجوار نيافته وبابتسامه رائعه لها مغذاها اقترب القطبين ليتصافحا معاُ وجلس القس باقى صدقه بجوار نيافته فى المقعد المخصص للاباء لكهنه ومن المشهد تراجع قدس ابونا مينا حنا قليلا ولم يستكمل القراءة ، ليقدم نيافه الانبا ميخائيل المطران الجليل كتاب صلاة طقس الاكليل للقس باقى صدقه قائلاٌ : انا احب اسمع صوت قراءتك فى الانجيل، حيث اقتسما قراءات طقس صلاه الاكليل والطلبات معاُ، فيما عيون الشمامسة والحضور تلاحقهما فى ذهول .
وفى نهاية صلاه الاكليل امسك سيدنا بيد العروسين وقال نيافته انت قريب القس باقى ياباسم ؟! (مبروك ) وتوجه الى القس باقى بالقول : احنا بنحبك وبنقدرك وبنفتخر بيك وبنعزك ماتنساش ان احنا جيران واخوه من زمااااان
ونفس المشهد تكرر ثانية..!
التاسعه الا ربع مساء الخميس 16 /10/1997 دخل موكب العروسين ( بهاء ومنى ) من باب الكاتدرائية ثم عبرا صحن الكنيسه الى امام الهيكل المقدس ووقفا ليستكملا مراسم كتابه العقد ، ودخل نيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل وهو يرتدى حلته البيضاء المذهبه وصمت الجميع، ولان نيافتة كان يعلم مسبقا بصله القرابه التى تجمع العريس بالقس باقى صدقه بدا نيافته يتفرس من بين الجموع اولا “، وبدا ذلك واضحا فى تسجيل الفيديو” حيث كان يجلس القس باقى فى الصف الرابع فاشارنيافتة ايضا الى الشماس لينزل الى صحن الكنيسه ويستدعية فقام القس باقى صدقة ليجلس فى اول الصفوف ليكون قريبا من نيافة انبا ميخائيل المطران الجليل لكنة اشار ليستدعية الى جوارة امام الهيكل حيث وقف نيافته وتلا مقدمه طقس صلاه الاكليل والتى كان من المفترض ان يشارك فيه قدس ابونا بولس، ولما وصل الى الجزء الخاص بقراءه الانجيل المقدس اعطى نيافتة الشماس كتاب الصلوات الطقسية ليقدمه للقس باقى صدقه راعى الكنيسه الانجليه الاولى ليبدا فى قراءة كلمات الانجيل المقدس وعندما بدأ القس باقى القراءه لاحقه سيدنا مبتسما بقوله لنبدا بسفر المزامير اولاُ ثم كلمات الانجيل المقدس، وقد كان وفى نهاية الاحتفال بارك نيافتة الاسرتين وضيوفهما جاذبا العروسين ليربت على اكتافهما بالصليب الخشبى والى جواره القس باقى ليتقط الصور التذكاريه ويودعهما.
واخذنى حوارأ – مع نفسى- بهذه المناسبة، جال بفكرى تساؤلا حائرا حول سر تلك الـ100 جنيه التى تقوم الاسره بسدادها فى مكتب الكنيسه باسيوط فى مناسبه صلوات طقس الاكليل التى يتفضل نيافه الانبا ميخائيل مطران اسيوط بحضورة، وجاءتنى الاجابه لكن بعد نياحه الانبا ميخائيل المطران الجليل بالقول : بان سر الـ 100 جنيه هو ان نيافه كان يستند الى طاعة قول الرب لأدم فى الايه الانجيليه ( بعرق وجهك تاكل خبزك حتى تعود الى الارض التى اخذت منها ) وقد كان ،الى زمان مرض نيافتة الاخيروالذى ودعنا فيه يرفض تماما تماما ان ياخذ أية مبالغ نقديه او خدمات من حسابات الكنيسه باية صوره فقط تلك الـ100 جنيه التى كانت تدخر لطعامه وشرابه ودواءه… طوباك يا انبا ميخائيل يا قديس المغاره ،لن يجود الزمان بنظيرك و طوباها تلك الساعه المقدسة ويوم الخميس المبارك 19/9/1946 الذى وطأت فيه اقدامك المباركة ياابانا ارض بلدنا اسيوط.