عثر العلماء على ذخائر يرجح أنها تعود للقديس بطرس في الكنيسة الرومانية سانتا ماريا ,ومن المتّوقع أن تثبت الدّراسات المستقبلية أن هذه البقايا تعود إلى البابا الأول.
حيث عثر على وعاء صغير يحتوي على العديد من الذخائر التي يرجح أنّها تعود إلى الباباوات الأوائل بما فيهم القديس بطرس الرسول بحسب ما تقول النقوش الموجودة على غطاء الوعاء ويعزز هذه الفرضية وجود بلاطة حجرية نقشت عليها قائمة الذخائر.
و بحسب وكالة أنباء “أليتيا العربية” أن القائمة تضمّنت أسماء القديس بطرس و”الباباوات كورنيليوس و كاليستوس و”الشّهداء هيبوليت أنسطاسيوس وميليكس ومارميني” , وجزءًا من “ثوب العذراء” الذي لم يعثر عليه حتّى الآن , وقد تم تسجيل جميع الذخائر في النيابة بروما وتم ختمها.
ومن المقرر مقارنة ذخائر القديس بطرس التي وجدت حديثًا بتلك الموجودة في قلب مقبرة القدّيس في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان.
ويذكر أنه في عام 1968، أعلن البابا بولس السادس العثور على عظام القديس بطرس، خلال حفريات تحت مباني الفاتيكان, بالقرب من النصب التكريمي للقدّيس بطرس الذي أقيم منذ القرن الرابع الميلادي , صدور “كتاب لجون وولش” في عام 1978، يتحدّث عن الإكتشاف بالتفصيل مظهراً جميع مراحل البحث وإيجاد ذخائر القدّيس بطرس وخضعت هذه العظام لاختبارات علمية في خمسينيات القرن الماضي، أعلن خلالها اكتشاف قبر القدّيس بطرس استناداً على معطيات داخلية ضمنية ومنها التقليد الكنسي وروايات المؤرخين والذخائر مكوّنة من ثمانية اجزاء من العظام تترواح بين 2-3 سم في الطول محفوظة في وعاء للذخائر المقدسة برونزي، ومنذ اكتشافها تُحفظ في الكنيسة الصغيرة الخاصة بقداسة البابا ولم تعرض للعامة اطلاقا منذ ذلك الحين, المرة الأولى التي تم عرضها على المؤمنين كانت عام 2013 في الإحتفال الذي ترأسه البابا فرنسيس في ختام سنة الايمان.
جدير بالذكر أن التقليد الكنسي المعترف به شرقًا وغربًا، أجمع على أن الرسول بطرس أستشهد في روما حوالي سنة 67م في عهد نيرون، وكثير من المؤرخين يذكرون أنه قبض عليه في مكان آخر بعيد عن روما باعتباره من قادة المسيحيين، وسيق إلي روما لمحاكمته، علي نحو ما حدث مع القديس أغناطيوس الشهيد أسقف إنطاكية الذي سيق من إنطاكية إلي روما ليلقي للوحوش سنة 107 م.
وهذا يتفق مع رواية يوسابيوس – نقلًا عن العلامة أوريجينوس- الذي قال عن بطرس “وإذ أتي أخيرًا إلي روما صلب منكس الرأس”.
يذكر ان القديس بطرس, هو سمعان بن يونا معني اسمه صخرة وحجر، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعده سنوات، قد تصل إلى العشرة وتزيد قليلًا. وكان يشتغل بصيد الأسماك شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته، يحتمل أنه كان -مع أخيه اندراوس- تلميذًا ليوحنا المعمدان،كان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن أخبره اندراوس أخوه -بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح.
وفي ذلك اللقاء قال له الرب “أنت سمعان بن يونا. أنت تدعي صفا ” (يو 1: 35- 42)، أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله “لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس”. وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو وأخوه وابنا زبدي (لو 5: 1-11)،وما لبث أن شرفه الرب بدرجة الرسولية ودعاه “بطرس”.
كان بطرس أحد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الأخير، وأحد الثلاثة الذين عاينوا إقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلي المسيح علي جبل طابور ، وصلاته في جثسيماني، وأحد الأربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب أورشليم والهيكل.
ختم حياته في روما، حين حكم عليه بالموت صلبًا في عهد نيرون الطاغية على أن ذهاب القديس بطرس إلي روما لم يكن إلا قبيل استشهاده مباشرة، وهذا يؤكده أقوال آباء الكنيسة ومعلميها الأوائل، وجداول الأزمنة، والأسفار التي قطعها في رحلاته التبشيرية.. ولا صحة مطلقا لما يدعيه الكاثوليك من أنه أسس كنيسة روما وأنه أسقفها الأول، وأنه أمضي بها خمسًا وعشرين سنة , وقد يكون ذهابه لها في طريقة إلي استشهاده بعد أن قبض عليه في مكان ما في حدود الإمبراطورية، وسيق إلي روما ليلقي حتفه على نحو ما سيق إليها القديس أغناطيوس الأنطاكي سنة 107 ليلقي للوحوش.
فقد كانت هذه هي عادة الحكام الرومان , أن يرسلوا إلي بعض البارزين لعرضهم علي الشعب هناك، كنوع من التحقير، إن كل الأدلة تجمع على أنه لم يذهب إلي روما أواخر حياته.
وقد يكون ذهابه إليها بقصد اللحاق بسيمون الساحر الذي كان قد التقي به في السامرة والتصدي له على نحو ما تروي بعض الروايات خاصة “كتب الأبوكريفا”.