السلامُ عليكِ يا مريم ، يا أُمّ الله ، يا كنزَ العالمِ الخفيَّ ، يا نجمًا لا يغيب ، يا تاج البتوليّة ، يا صولجان الإيمان القويم ، يا هيكلاً لا يُهدَم ، يا مسكن اللامحدود ، أيّتها الأمّ والعذراء ، يا مَن بفضلك سُمّي ابن داود ” مبارَك “، ” تَباركَ الآتي باسم الربّ ” ( متى ٢١ : ٩ ) و ( مز ١١٨ [١١٧] : ٢٦ ) ، و” قُدُّوس ” وابن الله يُدعى ( لوقا ١ : ٣٥ ) .
السلامُ عليكِ ، يا مَن حملتِ في حشاكِ البتوليّ ذاكَ الّذي لا تستطيع السماء أن تحويه .
فبفضلكِ يتمجّد الثالوث ويُعبَدُ في الأرض كلّها .
بفضلكِ تبتهج السماء ، ويفرح الملائكة ورؤساء الملائكة ، وتضلّ الشياطين طريقها ، ويسقط المجرّب من السماء ، ويُرفع البشر الساقطون إلى السماء .
بفضلكِ ، توصَّلَ العالم كلّه ، العالم الّذي كان أسير عبادة الأصنام ، إلى معرفة الحقيقة ، ومُنِح العماد المقدّس للمؤمنين ، مع ” زيت الابتهاج ” (مزمور ٤٥[٤٤]: ٨ ) ، وشُيِّدَت الكنائس في الأرض كلّها ، وحُمِل الوثنيّون على التوبة .
وما عساي أقول بعد؟
بفضلكِ أشرق نور ابن الله الوحيد على ” المقيمين في الظلمة وظلال الموت ” ( لوقا ١: ٧٩ ، إشعيا ٤٢ : ٧ ) …
فمَن يمكنه أن يحتفل بجدارة بأمجاد مريم ؟
هي أُمّ وعذراء في آن واحدٍ . يا للروعة !
مَن سمع يومًا أنّ الباني قد يُمنَع من السكن في الهيكل الّذي بناه بنفسه ؟
مَن يجرؤ على انتقاد مَن يُعطي أَمَتَه (لوقا ١ : ٤٨ ) لقب أُمّ ؟
فها العالم كلّه مغمور بالفرح … عسانا نتمكّن من أن نجلّ ونكرّم الثالوث غير المنقسم ، وذلك بإنشاد أمجاد مريم الدائمة البتوليّة ، أي أمجاد الكنيسة المقدّسة ، وأمجاد الابن وعروسه النقيّة .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك