طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم من أجلي كل شر كاذبين
(مت5:11)
هذا التطويب والوعد الإلهي كانا مصدر عزاء القديسة مارينا, الفتاة التي تحدت الطبيعة وتخفت في زي الرجال لتمارس حياة النسك بفرح. تيتمت من أمها سارة وهي طفلة وعاشت مع أبيها أوجانيوس الرجل الغني. وعندما أعلمها أبوها بعزمه تزويجها وترك ثروته لها ورغبته ترك حياة العالم والتوجه لقضاء باقي أيامه في أحد الأديرة انهارت وتوسلت إليه أن يخفيها في زي الرجال ويأخذها معه إلي الدير. وافق أبوها ووزع ثروته علي الفقراء وألبسها زي الرجال وعندما وصلا إلي الدير قبلهما الأب المسئول وأعطاهما قلاية ليعيشا فيها, وترهب الأب وعاش بصحبة ابنته التي عرفها رهبان الدير علي أنها ابنه ودعوه الأخ مارين وشهدوا بتقواه ونسكه عند رئيس الدير فألبسه مع أبيه إسكيم الرهبنة.
عاشت مارينا في زي الرهبان مع أبيها قرابة عشر سنوات إلي أن تنيح وبقيت هي في الدير تخدم وتتعبد, وحدث أن أرسلها رئيس الدير مع ثلاثة رهبان لقضاء مصالح خارج الدير, حيث نزلوا في فندق للمبيت, وتصادف أن اعتدي أحد جنود الملك علي ابنة صاحب الفندق فاتهمت الراهب مارين بذلك, فغضب أبوها واشتكي لرئيس الدير الذي استدعي الراهب وبخه فلم يدافع عن نفسه لئلا يفتضح أمر كونه فتاة, فطرده خارج الدير وبقي يعيش خارج باب الدير إلي أن ولدت ابنة صاحب الفندق فأخذ والدها الصبي وأعطاه للراهب مارين الذي تولي تربيته وتحنن عليه.
استمرت مارينا في رعاية الطفل ثلاث سنوات خارج أسوار الدير حتي تحنن عليها الرهبان وسعوا لدي رئيس الدير للعفو عن الراهب مارين وطفله فسمح له بالعودة إلي الدير حيث استمر يخدم ويربي الطفل وأسماه أفرام وقام رئيس الدير بتعميده. وكبر الطفل وعاش مع مارينا علي أنها أباه لمدة أربعين سنة إلي أن مرضت وأسلمت الروح, فبكاها الرهبان وطلب منهم رئيس الدير أن يحملوا الجثمان ليغسلوه, وكانت المفاجأة المذهلة للجميع عندما اكتشفوا أن الراهب مارين ليس سوي فتاة عاشت بينهم متخفية في زي الرجال فصلوا عليها وتقدموا ليتبركوا منها وقد أظهر الله من جسدها عجائب كثيرة.
تحل ذكراها في 15 مسري متزامنة مع تذكار صعود جسد السيدة العذراء ويوجد جسدها في كنيسة العذراء المغيثة الأثرية بحارة الروم والصورة المنشورة لأيقونة لها بالكنيسة.
e.mail: [email protected]