قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (643)
قلبي مع كل من القيادة السياسية والعسكرية المصرية وهما تواجهان ببسالة الضربات الإرهابية التي تستهدف النيل من مكانة وكرامة مصر… ظهر ذلك جليا في هجوم جنوب رفح الغادر الأسبوع الماضي والذي أجمعت التحليلات أنه مخطط من جانب الدول راعية الإرهاب في المنطقة -وعلي رأسها قطر- وأن بؤرة الشر المتمثلة في منظمة حماس في غزة ليست بعيدة عن الشبهات في الضلوع فيه وتنفيذه… حيث جاء علي لسان اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية تصريح نشرته الأهرام غداة الحادث الإرهابي يشير إلي اللقاء الذي تم بين مسئول قطري وقادة حماس قبيل الحادث.
ليست هذه هي المرة الأولي التي يقترن فيها اسم حماس بالأعمال الإرهابية التي تكتوي بها أرض مصر عبر السنوات الأربع الماضية, سواء فيما يخص أنفاق الشر التي تعبر الحدود المصرية مع غزة أو فلول الإرهابيين الذين يتسللون منها ويعيثون فسادا مدعومين بعربات الدفع الرباعي والأسلحة المتقدمة موجهين ضرباتهم للقوات المسلحة والشرطة المصرية في حرب عصابات قذرة تهون أمامها المواجهات العسكرية التقليدية… ومرارا تصورنا أن جهود العسكرية المصرية نجحت في القضاء علي الأنفاق وأنهت شرايين الشر المتسللة إلي أرضنا, إلا أنها تستمر مرة تلو مرة في أن تعود لتتحدي السيادة المصرية وتلدغ قواتنا مخلفة شهداء أبرارا من أغلي وأطهر أبناء مصر المتصدين بصدورهم للذود عن بلدهم بكل شجاعة وشرف.
ويتساءل الكثيرون وقد استبد بهم الحنق والقهر: إلي متي يمتد صبر القيادة المصرية علي منبع الشر الرابض علي حدودنا الشمالية الشرقية في غزة؟… إلي متي يظل ملف منظمة حماس الإرهابية مسكوتا عنه يطفح بممارسات كئيبة عدائية شريرة دون فتحه وإنزال العقاب الصارم بمن يقفون وراءه من زبانية الشر الممولين من أباطرة الإرهاب؟… إلي متي تتمسك القيادة المصرية بضبط النفس وتترفع عن تسمية الأشياء بمسمياتها فيما يخص استباحة حدودنا مع غزة والاجتراء علي سيادة مصرنا وكرامة قواتنا المسلحة؟
لست أملك إجابة شافية علي أسئلة إلي متي؟… لكني أثق ثقة مطلقة في حكمة وحسن تقدير ورجاحة عقل القيادة السياسية والعسكرية المصرية, وأن ما يبدو للبعض أنه تمهل أو إرجاء لتلك المواجهة الحتمية إنما هو يخضع لحسابات دقيقة ولبصيرة واعية تقدر جميع الأمور لتقرر المكان والزمان المناسبين لتوجيه الرد الهادر الباتر علي صبيانية مدرسة المشاغبين المنصوبة علي حدودنا الشمالية الشرقية في غزة… كما أثق ثقة مطلقة في أن ضربات إجهاض أذناب الشر في غزة سوف تفضح أفاعي التحريض والتخطيط والتمويل التي تقف وراءها لتضع مصر العالم أمام مسئولياته في مكافحة الإرهاب عملا لا تشدقا!!
وأخيرا.. أثق ثقة مطلقة في أن تروي القيادة المصرية في فتح هذه الملفات المسكوت عنها واستئصال الأورام السرطانية الملتصقة بالجسد المصري هو ليس لعدم قدرتها علي تلك الجراحة الحتمية… إنما لأن اتخاذ قرار الجراحة وتوقيتها يخضع لحسابات المخ وليس العضلات!!