كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب. يحفظ جميع عظامه.واحد منها لا ينكسر.(مز٣٤: ١٩-٢٠)
وفيما هو يكلمهم بهذا ابتدا الكتبة والفريسيون يحنقون جدا ويصادرونه على امور كثيرة. وهم يراقبونه طالبين ان يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه. وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه: «اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح. ولكن اقول لكم يا احبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل اريكم ممن تخافون: خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم. نعم اقول لكم: من هذا خافوا! اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله؟ بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة! فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة! واقول لكم: كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله. وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه».(لو١١: ٥٣- ١٢: ١٢)
فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم. لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية، وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين:«يا ابني لا تحتقر تاديب الرب، ولا تخر اذا وبخك. لان الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله». ان كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين. فاي ابن لا يؤدبه ابوه؟ ولكن ان كنتم بلا تاديب، قد صار الجميع شركاء فيه، فانتم نغول لا بنون. ثم قد كان لنا اباء اجسادنا مؤدبين، وكنا نهابهم. افلا نخضع بالاولى جدا لابي الارواح، فنحيا؟ لان اولئك ادبونا اياما قليلة حسب استحسانهم، واما هذا فلاجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تاديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن. واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام. لذلك قوموا الايادي المسترخية والركب المخلعة، واصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة، لكي لا يعتسف الاعرج، بل بالحري يشفى. اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب. (عب ١٢: ٣-١٤)
ايها الاحباء، لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة، لاجل امتحانكم، كانه اصابكم امر غريب، بل كما اشتركتم في الام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين. ان عيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لان روح المجد والله يحل عليكم. اما من جهتهم فيجدف عليه، واما من جهتكم فيمجد. فلا يتالم احدكم كقاتل، او سارق، او فاعل شر، او متداخل في امور غيره. ولكن ان كان كمسيحي، فلا يخجل، بل يمجد الله من هذا القبيل. لانه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله. فان كان اولا منا، فما هي نهاية الذين لا يطيعون انجيل الله؟ و«ان كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ اين يظهران؟» فاذا، الذين يتالمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا انفسهم، كما لخالق امين،في عمل الخير.(١بط٤: ١٢-١٩)