خبراء اقتصاد : ألمانيا سوق ضخمة للمنتجات المصرية
الإستفادة من الخبرة الألمانية فى الطاقة وصناعة السيارات
أكد خبراء الاقتصاد أن زيارة الريئس عبد الفتاح السيسي إلي ألمانيا خلال مشاركتة القمة الألمانية الأفريقية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا حيث تنامت العلاقة التجارية بشكل كبير بين القاهرة وبرلين خلال العاميين الماضيين فى عدة مجالات أبرزها مجال الطاقة .
من جانبه قال الدكتور رضا شتا رئيس جمعية الصداقة المصرية – الألمانية إن هذه الزيارة سوف تؤدي إلي توسيع نطاق التعاون بين البلدين، موضحاً أن الجانبين تشاوروا حول التعاون الاقتصادي والتكنولوجي وزيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الشركات والمؤسسات الألمانية علي زيادة استثمارتها في مصر خاصةً في منطقة قناة السويس .
وقال السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب أن العلاقات المصرية الألمانية شهدت تقدما ملحوظا خلال الفترة الماضية جانب زيارة المستشارة الألمانية للقاهرة ، مشيراً إلي إهتمام الحكومة بالإستفادة من اقتصاد ألمانيا الذي يمثل أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية كلها ورابع أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي البالغ 3.915 تريليون دولار بنسبة نمو 1.6%، ويبلغ متوسط الدخل القومي للفرد في ألمانيا أى حوالي 47 ألف دولار ، مشيرا إلى أن ألمانيا تمكنت من تحقيق أعلى فائض تجاري في العالم بقيمة 285 مليار دولار مما جعلها عاصمة التصدير العالمية ، موضحاً أن ألمانيا تعد ثالث أهم مصدر للسياح إلى مصر داعياً رجال الأعمال الألمان لزيادة استثماراتهم في مصرلتوافر العديد من الفرص الإستثمارية الضخمة خاصة في مجالات صناعة السيارات، بما في ذلك الصناعات المغذية، وصناعات تجميع السيارات ، وكذلك فى مجال الصناعات الكيماوية، وذلك من خلال استغلال احتياطيات مصر من المواد الخام اللازمة لتصنيع الأسمدة مثل الفوسفات والمتوفرة في أسوان، والسويس، والوادي الجديد، وقنا.
وتقدر الصادرات المصرية إلى ألمانيا بقيمة 1.7 مليار يورو بينما بلغت الواردات المصرية من ألمانيا نحو 3.4 مليار يورو، معظمها سلع رأسمالية ووسيطة تخدم الصناعة المصرية، ونتطلع إلى مضاعفة التجارة البينية بين الجانبين الفترة المقبلة، خاصة أن العلاقات المصرية الألمانية تتميز بالقوة.
اتفاقيات في الصناعة والكهرباء
وأكد الدكتور وليد جمال الدين عضو مجلس الأعمال المصري الألمانى أن زيارة السيسي إلي ألمانيا لدعم التعاون الاقتصادي والتدريب الفني كذلك التعاون في مجالات الاستثمار ، مؤكداً أن اللقاء سيعد خطوة هامة نحو توطيد ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين ،وأعرب جمال الدين أنه يُجرى بحث أجندة استثمارية لضخ استثمارات ألمانية جديدة للسوق المصرية إضافة إلى بحث سبل زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين ، وأضاف : إن حجم الاستثمارات الألمانية بمصر بلغ نحو 600 مليون يورو ، وأن السوق المصرية أصبحت مستعدة لإستقبال استثمارات ألمانيا، مطالباً رجال الأعمال الألمان بالنظر إلى القطاع الخاص المصرى للدخول فى مشروعات مشتركة، يمكن من خلالها زيادة حجم الاستثمارات الألمانية فى السوق المصرية.
الكهرباء والبتروكيماويات
وأشار الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إلى أن التكلفة الاستثمارية لإنشاء المحطات الثلاث العملاقة (بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة ) بالتعاون مع شركة “سيمنز” لتوليد الطاقة الكهربائية تقدر بـ6 مليار يورو بإجمالى قدرات تصل إلى حوالى 14400 ميجاوات ، وذلك من إجمالى استثمارات تقدر بـ 8 ملياريورو ، كذلك إنشاء مصنع بمحور قناة السويس الجديدة لتصنيع مراوح توربينات محطات الرياح بتكلفة استثمارية تقدر بـ 2 مليار يورو .
وعلق الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي الدولي بأن الشركات الألمانية حصلت على 12.5 مليار يورو لتنفيذ مشروعات فى مصر بعد ثورة 30 يونيو ، خاصة شركة « سمينس» التى نالت أكبر عقد لإنشاء أكبر 3 محطات لتوليد الكهرباء تعد واحدة منها من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية فى العالم بقيمة 8.5 مليار يورو، بالإضافة إلى المشروعات التى تنفذها مجموعة شركات «ليندا» الألمانية لإقامة أكبر مجمع بتروكيماويات بمنطقة العين السخنة بقيمة 4 مليارات يورو ، منوهاً أن حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر بخلاف قطاعى الكهرباء والبتروكيماويات بلغ 619.2 مليون دولار فى عدة قطاعات أبرزها المواد الكيماوية و صناعة السيارات، الإتصالات والحديد والصلب والبترول والغاز و الأدوات الصحية ومكونات السيارات.
وأوضح “عبده” أن حجم الاستثمارات المصرية فى ألمانيا تبلغ 46.1 مليون دولار وتتواجد أكثر من 100 شركة مصرية فى السوق الألمانية، وتعمل فى قطاعات ،البنوك ، السياحة والفنادق ، الصناعات الدوائية ، خدمات استشارية ، منوهاً أن ألمانيا تحتل المرتبة 20 ضمن قائمة الدول المستثمرة فى مصر ، حيث يبلغ عدد الشركات 1029 شركة وإجمالى مساهمة أصحاب الجنسيات الألمانية فى رأس المال المصدر 619.2 مليون دولار توفر 31479 فرصة عمل.
و أكد المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى أن مشروع التعاون مع شركة “سيمنز” لتوليد الطاقة الكهربائية سيحقق طفرة فى مجال الكهرباء والطاقة ، مشيداً بأعمال الصيانة ورفع قدرة المحطات وتوفير الطاقة سواء للمنازل أو المصانع ولكل بيت مصرى، لافتا إلى أهمية امتلاك مصر للطاقة سواء الطاقة التقليدية أو النووية أو الطاقة المتجددة لتلبية الطلبات المتزايدة عليها من الصناعات مما سينعكس على مناخ مناخ الاستثمار بمصر. بينما أشار ماكسلن إيجر رئيس شركة سيمنز مصر أن محطة كهرباء بني سويف ستكون أكبر محطة بالعالم ، مؤكداً أن هذه المحطة دليل عملي على تطبيق شعار سيمنز (ingenuity for life ) الإبداع من أجل الحياة ، واستمرار الشركة في دعم مصر في تحقيق أهدافها للتوسع في توليد الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء.
وصرح ويلى مايكسنر المدير التنفيذي لقطاع الغاز العالمي بـ”سيمنز” بأن من حق كل مصري أن يشعر بالفخر لامتلاكه أكبر محطة في العالم وأول محطة بنظام (H- class) بالشرق الأوسط، وهي أحدث تكنولوجيا في إنتاج التوربينات التي تتميز بقلة الوقود المستعمل والإنبعاثات الناتجة وسهولة دخولها على الشبكة القومية لافتا إلى أن إنجاز العمل بهذه المحطة لم يحدث في تاريخ سيمنز بعد أن وصلت عدد ساعات العمل لأرقام قياسية لإنجاز المشروع قبل موعد.
وقال أحمد الوكيل رئيس اتحادات الغرف المصرية والأفريقية والأورومتوسطية : إن دعم التعاون الثنائى بين مصر وألمانيا الذى نادينا به منذ سنوات والذى سيحقق العائد الاقتصادى لنا جميعاً من خلال تكامل مميزاتنا النسبية فنغزوا سوياً الأسواق الإقليمية، وننمى صادراتنا السلعية والخدمية معا ، وأضاف : سعينا جاهدين لخلق المناخ الجاذب والمحفز لأداء الأعمال فى شراكة كاملة بين الحكومة والقطاع الخاص.
وقالت رئيسة نادى الأعضاء المنتدبين حول العالم لرجال الأعمال بالقاهرة والخبيرة الاقتصادية، نانسي المغربي أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا ذات أهمية كبيرة لمصر، وتفتح آفاقا واسعة لزيادة التعاون مع ألمانيا في مختلف المجالات، حيث أن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا بلغ 5.50 مليار يورو سنويًا ، وأضافت : إن هذه الزيارة مكسب اقتصادي عظيم سوف يعود على مصر بالخير والنفع، خاصة مع اصرار الرئيس السيسي على تفعيل التعاون ما بين مصر ومجموعة العشرين في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، وهو ما يؤكد أهمية التواجد المصري في لقاءات استثمارية كبرى كهذه تخلق مناخ استثماري جيد.
وأوضحت «المغربي» أنه يمكن لمصر أن تستفيد من ألمانيا في مجالات عدة على رأسها عقد اتفاقيات في مجال التكنولوجيا والتصنيع، بالإضافة إلى مجال منح المساعدات، لأن ألمانيا من الدول الكبرى التي تقدم العديد من المساعدات الدولية، خصوصًا في البحث العلمي والتعليم، وفي المجال السياحي، حيث أن ألمانيا تعد من المصادر الأولى والرئيسية في إرسال السياح إلى القاهرة، كما أن السائح الألماني سائح غني ومعروف بإمكاناته الشرائية العالية وهو ما يصب في زيادة العملة الأجنبية الواردة للقاهرة، مشيرة إلى أن ألمانيا سوق ضخمة للمنتجات المصرية الصناعية والزراعية، كما أن ألمانيا متقدمة جدًا في هذا المجال الزراعي وبالتالي يمكنها مساعدة مصر في تنمية القطاع الزراعي، وأيضا يمكننا الإستفادة منها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خصوصًا أن مصر مؤهلة أن تكون في مقدمة الدول المنتجة للطاقة الشمسية، إلى جانب الكيماويات والأدوية والإلكترونيات، وأيضًا مشروعات البنية التحتية مثل بناء الطرق والأنفاق والكباري فألمانيا متقدمة جدًا في هذا المجال ، منوهة أن قيمة الاستثمارات الألمانية فى مصر بلغت حتى يناير الماضي نحو 619.2 مليون دولار، وأنمصر تسعى لتصبح بوابة الاستثمارات الأوروبية إلى أفريقيا، لافتة إلى أن الرئيس «السيسى» أكد فى أكثر من مناسبة ضرورة أن يكون لقارة أفريقيا ودولها رأى فى صنع القرارات العالمية السياسية والاقتصادية.