بعثت رئاسة الجمهورية بخطاب شكر لمعهد الدراسات القبطية تسلمه الدكتور سامي صبري عميد المعهد، أثنت فيه على جهد وتفاني المعهد في إخراج وعمل الأيقونات القبطية التي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإهدائها للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان والوفد المرافق لقداسته فى الزيارة التاريخية التي قام بها لمصر يوم 25-26 ابريل 2017
هذا ما صرحت به لوطني الاستاذة الدكتورة هند فؤاد أسحق أستاذ النسيج بقسم الفن ووكيل القسم بمعهد الدراسات القبطية، خلال حديث اجريناه معها بمشاركة بعض الفنانين الذين شاركوا في رسم الأيقونات.
وقالت الدكتورة هند: تابعنا على شاشات التليفزيون وجه البابا فرانسيس وشعوره وهو يتسلم الأيقونة القبطية المصرية الخالصة من الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى قام المعهد بانجازها، وكان أمر مشرف حقا وشعور أثلج صدورنا جميعا شعرنا أننا فعلا انجزنا عمل هام.
هذا العمل المتواصل مدة ثلاثة أيام نواصل الليل بالنهار ونصارع الوقت فى سبيل إنجاز ما يزيد عن 180 أيقونة بأحجام مختلفة، لايمكن لمصنع أن يقوم بها.
فالأيقونات صناعة يدوية بها الإشراقة والروح المصرية مصنوعة بدقة شديدة وألوان زاهية جدا وعلى أعلى مستوى.
عن الفكرة ووقوع الاختيار على معهد الدراسات القبطية لتنفيذ الايقونات، أضافت الدكتورة هند أن الفكرة جاءت من مكتب الرئاسة وهو الذي رشح معهد الدراسات القبطية لهذا العمل بصفته أنه الجهة الوحيدة في مصر المتخصصة والمنوطة بعمل الأيقونات القبطية، وقتها اتصل مكتب وزير السياحة بالدكتور سامي صبري وطلب منه تجهيز الأيقونات وجاء سيادته وشاهد تصميمات الأيقونات وأرسل صور منها للرئاسة.،وكان سيادة الرئيس له بعض التعليقات على الأيقونات فطلب أن نحذف شكل حورس ونستبدله بملاك ونستبدل شكل المعبد بالأهرامات.
اكملت: وضعنا خلف الايقونات ورقة كتب عليها باللغة الإنجليزية “إهداء من جمهورية مصر العربية”، وشرح لموضوع الأيقونة والخامات المستخدمة في الرسم، وقام كل فنان بالتوقيع على الأيقونة التي قام برسمها.
اضافت الدكتورة هند: قام برسم الأيقونات مجموعة من أساتذة المعهد وهم الأستاذ أرميا القطشة وهو الذي رسم الأيقونة الكبيرة التي قدمت للبابا فرانسيس، وقام برسم الأيقونات الأصغر فنانين هم: مرثا نعيم، عماد بباوي، أمل فوميه،إيفيلين عادل، نانسي ميخائيل، أرميا نجيب، مارثا عزمى نجيب جراند، فلوباتير، وأنا وكيلة قسم الفن بمتابعة الاستاذ جلال رمزي رئيس قسم الفن والدكتور سامي صبري عميد المعهد.
اوضحت مرثا نعيم المدرس المساعد بقسم الفن بمعهد الدرسات القبطية: كان موضوع الايقونة توجه شخصى من الرئاسة حيث كان عنوان الزيارة زيارة بابا السلام لمصر السلام مصر بلد السلام والامن والامان مصر التى لجأت اليها العائلة المقدسة كدولة أمن وسلام لادولة أرهاب ودمار، ومن هنا تم الاتفاق على أيقونة تمثل رحلة العائلة المقدسة وهروبها الى مصر فى ثلاثة مشاهد مختلفة وبأحجام مختلفة منها مشهد رحلة العائلة المقدسة وتظهر فيها السيدة العذراة تحمل السيد المسيح راكبين على جحش ويوسف النجار يسير بجانبهم وخلفهم النخيل المصرى والاهرام، ومشهد أخر يمثل العائلة المقدسة أثناء أبحارهم فى النيل وهم فى مركب صغير وخلفهم الاهرام والملاك ومشهد اخر للعائلة المقدسة وهى تبحر فى النيل وخلفهم النخيل وزهرة اللوتس.
كما كان مطلوب 42 أيقونةكوبى فكيف توزع 42 أيقونة على عدد كبير من الفنانين وتطلع النتيجة منطبقة تماما، فاخذنا تصميم واحد ونقلناة كوبى على 42 قطعة من الخشب وبدء الفنانين فى تنفيذ الايقونات.
قال عماد بباوى المدرس المساعد بقسم الفن بمعهد الدرسات القبطية عن طريقة الرسم وتنفيذ الايقونات رسمت الأيقونة بطريقة التمبرا”وهي الطريقة المستخدمة في الأيقونات الأثرية” حيث استخدمنا الاكاسيد الطبيعية، أكاسيد الحديد بدرجاتة الاحمر ومشتقاتة والبنيات بدرجاتها مع صفار البيض والخل وهى تقنية قديمة كان الفراعنة يستخدمونها فى رسم مقابرهم.
كما أستخدمنا أفضل أنواع الخشب الموجود وقمنا بشد قماش التيل وهو قطن 100% على قطع الخشب ولصقة بالجلاتين والطلاء بعدد كبير من الاوشاش ثم الصنفرة مراحل عديدة وصلت الى 27 مرحلة لكى ما نتمكن من الرسم بالقلم الرصاص كبداية.
أضاف عماد بباوى عن مرحلة التلوين والالوان ورمزيتها فى الايقونات فقال كل لون فى الايقونة لة معنى الايقونة دائما مقسمة الى جزئين الخلفية ودائما تكون باللون الذهبى أو الاصفر، وهذا اللون يرمز للابدية وعناصر الخلفية دائما ماتكون رمزية وكل عنصر لة معنى روحى مثل النخيل “الصديق يزهو كالنخل “ويرمز للبيئة المصرية” كذلك الاهرمات والمعابد والمسلة وزهرة اللوتس كلها أشياء تسجل للحضارة المصرية القديمة والموضوع أو صاحب الايقونة العائلة المقدسة والوان ملابسها الهالة حول رأس السيد المسيح والسيدة العذراء ترمز للقداسة واللون الازرق فى ملابس السيدة العذراء يرمز للسماء، فهى السماء الثانية والاحمر يرمز انها حملت اللاهوت وملابس السيد المسيح فيها الابيض رمز للبر والطهارة والنقاء ، والاحمر يرمز للفداء كل أيقونة هى عقيدة ورمزية.
أضاف أننا فى عمل الايقونة بنشتغل من الغامق الى الفاتح بمعنى أننا فى أول طبقة من الالوان نضع اللون الغامق، وبعد كدة نبتدى فى كل مرة نضع طبقة من اللون تكون أفتح حتى نصل لافتح درجة ممكنة، وهذا لة ايضا معنى روحى وهو انة نقلنا من الظلمة الى الضوء.
قالت أمل فومية المعيدة بقسم الفن بمعهد الدرسات القبطية أيقونات رحلة العائلة المقدسة هى عمل فنى يسجل حدث مذكور فى الكتاب المقدس ونحن فى المعهد أثناء ما نقوم بتجسيد هذة الرحلة فى صورة أيقونة نقوم بكتابة الايقونة ليعبر كل خط ولون فيها عن ماجاء بالنص فى كلام الكتاب المقدس، فانا أرى اننا نقوم بكتابة الايقونة وليس برسم الايقونة ومن هنا وقع اختيار الرئاسة على معهد الدرسات القبطية فى تنفيذ هذة الايقونات للامانة الشديدة فى تنفيذ النصوص الكتابية فى صورة أيقونات، مما كان لة صدى كبير فى نفوسنا جميعا.
هذا العمل جعل منا كلنا يد واحدة كما أذاب أشياء كثيرة بيننا كنا كلنا مستعدين أن نقدم أى شئ ليخرج العمل على أكمل وجة وفى الفترة المحددة ليكون عمل مشرف كلنا سعداء باتمامة بتوجيهات الدكتور سامى صبرى عميد المعهد، والذى كان يجلس معنا للساعة الثالثة بعد منتصف الليل لكى مايقوم بتشطيب الخطوط للجمل والايات المكتوبة على الايقونات بكل دقة ومهارة شديدة، والاستاذ جلال رمزى رئيس قسم الفن والدكتورة هند فؤاد وكيل القسم.
Discussion about this post