* قسوة الحياة جعلت رحلتنا مع عممنصورصعبة…لكن عمل الله ونبوغ الطبيب جعلتها أقصر رحلة
*دخل حجرة العمليات لاستئصال المرارة بالمنظار…لكن مع كثرة الالتصاقات وشدة الالتهابات كان لابد من التدخل الجراحي
بعد4شهور من العذاب والألم جاءنا عممنصور مسنودا علي ذراع أخيه يحمل خطابا من القمص صموئيل البحيري كاهن كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس بطموه…هالني خطوط التجاعيد التي تغطي وجهه تحكي قسوة الزمن ومتاعب الحياة التي عاشها دون أن يحكيها…ولو جاءنا لايحمل تقارير الأشعات ونتائج التحاليل المتعددة التي أجراها علي امتداد الشهور الماضية لظننت أن الأمر أكبر بكثير منحصوة بالمرارة كما جاء بالتقارير الطبية التي وضعها شقيقه بعناية داخل ملف متضخم بروشتات العلاجات وصور الأشعات….تركت كل الأوراق وتوقفت عند كلمات الأب الكاهن التي كتبها لمحبة فياضة وثقة كبيرة في عمل الله معنا…في سطور قليلة أختتم رسالتي التي قدم فيها عم منصور قائلا: نلتمس أن يستخدمكم الطبيب الشافي في مساعدته لإجراء العملية ولربنا الساكن فيكم والعامل معكم قادرا أن يملأ قلوبكم بمحبته ويعوضكم بكل خير…لم تكن مجرد كلمات مرصوصة في رسالة….كانت دعاء مرفوعا إلي السماء…لمست هذا في أول اتصال تليفوني بحثا عن طبيب جراح ينقذ عممنصور ويخلصه من الألم…من أول اتصال جاءني صوت الدكتور طلعت حلمي مرحبا…لم يكن بالمستشفي ولكنه بكل ماحباه الله من مشاعر إنسانية فياضة قال لي:سأنتظره…سأذهب إلي المستشفي فورا وفي انتظار قدومه…حقيقي لم يكن هذا غريبا علي الدكتور طلعت حلمي استشاري الجراحة ومدير مستشفي مارمرقس بشبرا, فموافقة في خدمة أحبائنا المرضي مرصودة ومسجلة في قلوبنا قبل أن نسطرها علي صفحات وطني منذ أن عرفناه من بدايات رحلاتنا علي طريق الخير…اصطحبت عممنصور إلي مستشفي مارمرقس…لم تعد تشغلني الآن التجاعيد التي تخطي وجهه,فبقدر ما قسا عليه الزمن دبر له الرب الطبيب النابغة ليخلصه من الألم…وأدعوكم إلي السطور القادمة لتعيشوا معنا ساعات من عمل الرب ليريح الرجل العجوز-70سنة- من عذابات حصوة في المرارة تركتهيتمرغ في الأرض أربعين يوما.
*بقدر ماكنت رحلتنا مع عم منصور صعبة كانت أيضا قصيرة…صعبة لأن الرجل الذي بلغ السبعين من عمره أنهكته الحياة…جاء إلي الدنيا في21أكتوبر 1947, وتفتحت عيناه علي أب حنون وأم حنونة يعيشان في بيت صغير منالطوب الني في قرية الدناوية إحدي قري مركز العياط…البيت الصغير الذي كان مجردساتر يحميهم من برد الشتاء وحر الصيف كان يضم 7إخوة حقيقي أن المساحات الخضراء الشاسعة علي امتداد بصره كانت تعطيه إحساسا بالجمال والوفرة والخير,لكن لأن والده كان لايملك شبرا واحدا في هذه الأرض الواسعة,فقد كان يعمل أجيرا عند أصحابها,وكان هذا في ذاك الزمان يعني الذل والعذاب والفقر ومايتبعهم من جهل ومرض,فلم يذهبمنصور الطفل البرئ إلي مدرسة,ولم يتعلم حرفا,وعندما اشتد عوده انضم إلي طابور إخوته الذين يعملون في ظل والدهم بالأجر في حقول يمتلكها أغنياء القرية…لكن الله أعطاه كما أعطي والده وإخوته نعمة القناعة…كان سعيدا بحياته رغم قسوتها…فالقسوة في عينيه كانت البساطة والرضا…وتتواصل الأجيال في حياتهم البسيطة فيتزوج,ويعطيه الله من الأولاد خمسة…وكما انضم منصور في صغره إلي طابور والده يعمل أجيرا خرج أولاده معه إلي حقول قريتهم يعملون بالأجر…لكن عندما كبروا كانت الأرض قد ضافت بهم,فاستقلوا بحياتهم وذهبوا إلي أرض جديدة مستصلحة بالقرب منهم وهناك تزوجوا وصارت لهم حياتهم وتركوا الأب والأم في أرضالدناوية بعد رحلة شقاء طولها في عمر الأيام سبعون عاما قسي فيها القدر عليهم فمرضت الأم,ولم يبق للأب إلاالهم الذي رسم خطوطه علي وجهه ولم يستطع أن يقاوم أول إصابة تهاجمه وسقط مع نوبة الألم التي هاجمته, من التهاب بالمرارة…لهذا كانت رحلتنا معه صعبة.
*بقدر ماكانت رحلتنا مع عممنصور صعبة…كانت أيضا قصيرة فمجموعات التحاليل وأشعة السونار التي أجراهم طوال أيام مرضه أوضحت للدكتور طلعت حلمي كل الأمور من أول زيارة.
* الدكتور طلعت بثقة الطبيب النابغ والرجل المحب طمأننا وهو يطالع كل تقارير التحاليل وصور الأشعات التي حملها شقيقه فرج الذي رافقنا في رحلتنا إلي مستشفي مارمرقس…ما كان يبدو صعبا ومخيفا من كثرة شكوي عم منصور وصوت صرخات الألم التي لم يستطع كتمانها طوال الطريق…ماكان يبدو صعبا ومخيفا صار أمام الدكتور طلعت سهلا وبسيطا بتواضع الطبيب الإنسان قال:
**ماحدث مع عممنصور ليس منزعجا ونحن نشاهد يوميا عشرات المرضي يشكون من حصوات المرارة في انزعاج مع أن التخلص منها أصبح الآن سهلا وبسيطا بعد ظهور المنظار الطبي الذي يسمح لنا باستئصال المرارة في دقائق, لكن مازال مرضي حصوات المرارة ينزعجون ربما لأن أعراض الألم الفجائي لحصوات المرارة تشبه إلي حد كبير جدا أعراض الألم المفاجئ عند الإصابة بنوبة قلبية أو أعراض العديد من الأمراض الخطيرة الأخري…وربما لإدراكهم لخطورة أي خلل في المرارة فالمرارة, ببساطة هي كيس علي شكلحويصلة أسفل الكبد تخزن عصارة الصفراء وتنقلها إلي الأمعاء عبر القناة المرارية فتساعد علي الهضم وهو أمر حيوي لصحة الإنسان, فانسداد المرارة بحصوة يؤدي إلي ارتجاع العصارة للكبد ومنه إلي الدم, ومن هنا تصبغ كل أنسجة الجسم باللون الأصفر وهو التشخيص الشائع لالتهاب المرارة عندما تأخذ العين والجلد اللون الأصفر ويصبح البول في لون الشاي, لكن التخلص من كل هذه الآلام وما يصاحبها من مخاطر تنتهي باستئصال,وهو أمر صار سهلا الآن بالمنظار لاستئصالها.
*انتهت الزيارة بتحديد صباح الأربعاء قبل الماضي موعدا لاستئصال المرارة ورأيت الارتياح علي وجه عممنصور خطوط التجاعيد بدأت تتراجع وتنبسط وإن كانت لم تختف.
***في الموعد المحده دخل عممنصور حجرة الجراحة بمستشفي مارمرقس كان الدكتور طلعت قد نجح في أن يدخل الطمأنينة إلي قلب عم منصور وشقيقه, لكنه كان قد صارحني أن الأمر ليس بهذه البساطة فصورة الأشعة بالموجات فوق الصوتية علي المرارة تظهر كثيرا من الالتهابات الأكثر صعوبة-والكلام مازال للدكتور طلعت-أن مريضنا مسن, وماعاناه من شقاء طوال حياته كان له تأثيراته الواضحة علي وظائف الأعضاء, كما أظهرتها التحاليل…ومن هنا فقد قام بعرضه علي طبييب القلب بالمستشفي ليطمئن علي سلامة قلبه وتحمله للتخدير لفترة قد تمتد لأكثر من ساعة, وماطمأنني أن الدكتور طلعت كان مستعدا لمواجهة أية مفاجآت خلال العملية يزامله الدكتور سمير زكريا استشاري التخذير وفريق الأطباء المساعدين.
*ماتوقعه الدكتور طلعت قد حدث تحت التخدير العام قام في البداية بإدخال المنظار الجراحي من خلال ثقب عندالسرة أعقبه ثقب ثان أعلي البطن وثقبان في الجانب الأيمن عند البطن لاستئصال المرارة بالكامل مع الحصي الموجودة بداخلها, لكن فشلت كل محاولات الخروج بالمرارة من أحد الثقوب.. المنظار التيليسكوبي أظهر انتشار الالتهابات والجدار صار صلبا لطول فترات الالتهاب, ولم يكن هناك مفر من التدخل الجراحي وهو ما استغرق جهدا ووقتا فلم يكن الأمر استئصال المرارة فقط, ولكن استئصالها بحذر والاطمئنان علي سلامة الكبد والقنوات الصفراوية التي تمتد من الكبد إلي الأمعاء الدقيقة.
* لحظات صعبة حكي لي عنها الدكتور طلعت بعد أن خرج من حجرة العمليات ..كانت يد الله معه, فحتي بعد الجراحة لم يحتج عممنصور إلي دخول حجرة الرعاية المركزية, ولم يقم بالمستشفي إلا ليلة واحدة…قصة لايصدقها إلا من يثق أن الله معنا في كل رحلاتنا.
صندوق الخير
750 جنيها من يدك وأعطيناك
600 جنيه من يدك وأعطيناك
800 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من الرب وإلي الرب
200 جنيه صديق من العريش
1000 جنيه م.كريمة زكي
3000 جنيه من يدك وأعطينك بالزيتون
1000 جنيه طالبين شفاع العذراء
5000 جنيه الصديق نشأت بأسيوط
5000 جنيه علي روح المرحومة ثريا ملك بأسيوط
600 جنيه طالب رحمة وبركة بأسيوط
100 جنيه صلوات الأنبا كاراس بأسيوط
200 جنيه طالبة صلوات العذراء بأسيوط
1000 جنيه علي روح المرحومة إيفون نجيب
300 جنيه س.ف.ح بأسيوط- سوهاج
700 جنيه فاعلة خير من أمريكا
1000 جنيه من الحقير
600 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
1700 جنيه طالب شفاعة القديس أباسخيرون والبابا كيرلس
5000 جنيه يا ماح العطايا وغافر الخطايا
—-
29250 تسعة وعشرون ألف ومائتان وخمسون جنيها