وصار الاحتكار وطنا للموت.. احتكار الله في دين أو طائفة أو مذهب يقتل الرحمة في نفوس البشر.. فيموت الواقفون علي أبواب الرحمة.. فالرحماء حقا لا يبحثون عن الله في مذاهبهم.. أنما الرحمة لا تعرف إلا العون دينا.. الله لا يتحدث لغة التمزيق والتفريق.. الله غير قابل للاحتكار.. وبينما يظن البعض أن عطاياهم يجب أن تذهب لشركائهم في العقيدة تطلق السماء سحابات الحب علي الجميع.. فشمسه تسطع للمؤمنين والجاحدين علي حد سواء.. والدفء في نهاره ولا يعرف بقعة الغائبين عنه من الموجودين في حضرته.. هكذا يتعامل الله معنا.
سيدة في الثلاثينيات من عمرها جاءت تشكو خواء الجيوب والقلوب من حولها.. قالت في تعاسة بالغة: أبويا عنده 54 سنة كاهن في كنيسة رسولية في قرية في المنيا.. مرتبه من الكنيسة ألف جنيه شهريا.. أمي عيانة وعندي خمس أخوات بنات تلاتة اتجوزوا واتنين لسه.. طول عمرنا علي أدنا بس مستورين.. لكن المرض يكشف أي ستر.. أبويا دايما كان عنده حصاوي في الكلي.. الدكاترة قرروا يعملوا له جراحة علشان الحصوة الأخيرة كانت كبيرة جدا.. وفعلا عمل الجراحة.. وبعدها ركبوا له دعامة علشان التبول.. لكن تعب جدا منها.. ولفينا بيه علي الدكاترة وكانت النتيجة أنه أصابه ميكروب شديد دخل في الكلي وسبب فشلا كلويا.. ومن دكتور لدكتور ومن غسيل مرة لتعب ووقف جلسات الغسيل.. وما بين التوقف والاستمرار الدكاترة قالوا لازم زراعة كلية وإلا يموت.
لفينا علي متبرع نفس الفصيلة فترة طويلة ولما لقيناه طلب 60 ألف جنيه والمستشفي والدكاترة 100 ألف جنيه يعني المجموع 160 ألفا.. للأسف الدنيا أسودت في وشنا نجيب منين المبلغ ده والبديل إننا نسيب أبويا يموت.. لجأنا للكنيسة الرسولية للأسف فقيرة جدا ومافيهاش فلوس.. ساعدت بمبلغ قليل مش مكفي حتي تمن التحاليل.. فلجأنا للكنيسة الأرثوذكسية.. إحدي كنائس منطقة الجيزة.. وهناك الكاهن المسئول قال إنه ما يقدرش يساعد علشان المبلغ ضخم.. وبالضغط عليه قال ممكن يدفع ألفين جنيه.. طيب الباقي نجيبه منين الوقت بيعدي ومافيش أمل.. العملية يوم 5 نوفمبر.. أقنعنا المستشفي بواسطة أهل الخير فوافقت يدخل المستشفي بعد وضع تلاتين ألف جنيه في الحساب.. وفعلا لمينا تلاتين ألف من العيلة والقرايب والحابيب.. والمستشفي اشترطت استكمال المبلغ كله قبل ما يخرج منها.. والمفروض أنه يقعد في المستشفي 10 أيام يعني لغاية يوم 15 نوفمبر.. ونسدد المبلغ وكتبنا علي نفسنا تعهد.. وعندنا أمل كبير ربنا يشتغل في قلوب محبي الخير ويروحوا يحطو في المستشفي الجوي أي مبلغ في حساب أبويا إللي للأسف ما قدرش أعلن علي الملا اسمه ولا كنيسته حفاظا علي كرامته!.
نداء عاجل تطلقه هذه السيدة التي لا يوجد في منزلها حتي حجرة نوم كي يرقد فيها والدها خلال فترة نقاهته.. لكن إيمانها عميق أن الله سيرسل له ما يحتاج لإنقاذ حياته.. ونحن معها نطلق نداء للكنيسة الأرثوذكسية أن تشمل هذا الرجل برعايته.. وأن تتولي ولو جزء من تكلفة الجراحة.. نداء لكل الرحماء لإنقاذ هذا الرجل لأن أي عمل صالح تعملون أن كنتم تساعدون من تتفقون معهم فقط.. أي عمل صالح ذلك الذي يقتصر علي من يعجبوننا أو يوافقون علي آرائنا ومعتقداتنا؟.