بحضور البطريرك ابراهيم اسحق بطرك الاقباط الكاثوليك، وسفير البانيا في مصر ادوار سولو والسيده حرمة، وحضور لفيف من قساوسة الكنائس الكاثوليكية في مصر.. احتفلت راهبات دار المحبة للمسنين بشبرا باعلان الأم تريزا قديسة.
وتضمن الحفل سيره الام تريزا وحياتها وخدمتها ثم قراءات خاصة بأيام الفرح لاعلان الام تريزا قديسة ثم القداس الالهي الذي بدأ بقيام الاطفال بحضور الشمع والورود وصوره للام تريزا وتقديمها للبطريرك ثم وضعها في مكان مضئ بالشموع.
وكانت عظة البطريرك ابرهيم اسحق التي بدأها بالتهنئة لاعلان الام تريزا قديسة موضحا أنه رغم الاحتفالات العديدة التي اقيمت في اكثر من مكان الا ان راهبات دار الام تريزا حرصن على ان يحتفلن في دارها الذي يخدم بنفس خدمتها المسنيين الذين ليس احد يخدمهم.. ثم بدا قداسته العظة موضحا ان اعلان قداسة شخص هو طقس انجيلي حيث ان الاية تقول “كونوا قديسين كما ان اباكم الذي في السموات هو قدوس” واكمل قداستة ان الام تريزا علمتنا حياه الخدمة الحقيقية ان تكون بلا تفرقة كلا حسب ديانته، وان تكون حياه الخدمة خاصة المتمثلة في بذل الذات وخدمة من لا احد يخدمهم، هي كانت رسالة الام تريز التي تركت بلدها وظلت تبحث عن الفقراء لتخدمهم.. ليتنا نقتاد بها في خدمة الفقراء والمحتاجين، فإعلان قداستها هو يوم فرح للجميع ان الله يتمجد في اولاده على بذلهم حياتهم لخدمته المتمثلة في الفقراء قائلا:” جعت فاطعمتموني كنت عريانا فكسينموني كنت غريبا فاويتموني” فالله لابد ان يتمجد في أولاده وهذا الاعلان هو تكريم للام تريزا علي مابذلته في حياتها
ثم اكمل القداس وقيام الاباء بمناولة المسنيين بالدار ثم القت الاخت كاترين رئيسة الراهبات كلمة شكرت فيها جميع الحضور
وفي تصريح خاص لوطني اوضح الانبا انطونيوس عزيز مطران الاقباط الكاثوليك بالجيزة، ان الام تريزا اظهرت حبها واحترامها وتركت كل شئ لخدمة يسوع في شخص الفقير، وهذا يعلمنا ان ننظر الي الاشخاص التي لا يعرفها احدا والمحتاجين وان نخدمهم.. واصبح في كل مكان في العالم يوجد نفس تلك الخدمة باسم الأم تريزا
نبذة عن دار الام تريز بشبرا
دار الام تريزا للراهبات بشبرا هو دار للمسنين الذين ليس لهم احدا ويضم المسنيين من الجنسين السيدات والنساء وتقوم الراهبات بخدمة المسنيين بانفسهم.
قامت وطني بجولة في بيت الام تريزا اصطحبنا فيها الاب أنطونيوس اسكندر راعي كنيسة سانت تريز بشبرا، وتقابلنا مع راهبات الديرحيث شاهدنا كم اعمال الرحمة والرفق بالفقراء والمحتاجين، حيث يخدم البيت الحالات التي ليس لها احد يعولها من المسنين من الرجال والسيدات، بل ويسير حتي الان على نهج الام تريزا في القيام باعمال النظافة اليدوية مثل غسيل الملابس على الايدي حتي الان ولم يتم غسل الملابس في الغسالات وكذلك اواني الطهي.. فهذه الخدمة هي تقليد الام تريزا وهن متوارثين ذلك ويحرصون عليه حتي الان.
كما اوضح راهبات الدير الذي يضم العديد من الراهبات من كافة انحاء العالم، عن سعادتهم بهذا الاحتفال واعلان الام تريزا قديسة.
الجدير بالذكر ان البابا فرنسيس قد حرص علي اعلان الام تريز قديسة في اعلان هذا العام اليوبيل الاستثنائي للرحمة
يوبيل الرحمة : تاريخه، ثماره وشعاره
اليوبيل، تعبير باللغة العبريّة عند الشعب اليهودي في العهد القديم، يُقصد به: فرح الإعلان بالبوق أو قرن الخروف، عن بدء سنة الراحة للبشر، للأرض وللحيوانات بحسب شريعة الله، كما ورد في سفر الأحبار 25/9-12: “تنفخون بوق الهتاف…وقدّسوا سنة الخمسين ونادوا بإعتاقٍ في الأرض لجميع أهلها، فتكون لكم يوبيلاً.” نفهم من هذا الكلام بأنّ اليوبيل هو أولاًّ بوق الإعلان وثانياً الإحتفال به كل خمسين سنة. وقول الرب: لتكن هذه السنة يوبيلاً، أي لتكن هذه السنة مميّزة وخاصة، يعيش فيها الناس بالفرح والتوبة والمصالحة وتُمنح الراحة لكل مخلوق على وجه الأرض. إنّها السنة التي تحمل في طيّاتها إمكانيّة أن يرجع كل شيء الى أصله، أي قبل السقوط في الخطيئة، حسب مخطط الله. سنة اليوبيل، هي عودة الأنسان الى الشركة التامة مع الله والآخرين.في الكنيسة، احتُفل لأوّل مرّة باليوبيل، في نهاية الجيل الثالث عشر. فدعا البابا بونيفسيوس الثامن المسيحيين، عام 1299، الى أن تكون سنة 1300، سنة يوبيل مقدسة، للإستعداد بطريقة روحية عميقة، بالتوبة والصلاة، للإنتقال من جيل الى جيل جديد. وهكذا توالت دعوات الباباوات للإحتفال بسنوات اليوبيل المقدسة كل خمس وعشرين سنة لليوبيل العادي، واستثنائيّاً عندما تدعو الحاجة. فكان أوّل يوبيل استثنائي مع البابا القديس يوحنا بولس الثاني، عندما دعى عام 1983 الى سنة يوبيل مقدسة اسثنائية، يوبيل سنة الفداء، لمرور 1950 عام على موت الرب وقيامته.
واليوبيل الحالي للرحمة هو الثاني الاستثنائي. بعد أن رأى قداسة البابا فرنسيس إنتشارالحروب بكثرة في أقطار العالم، وسيطرة أنانيات الإنسان على فعل الخير، وقهر مجتمعات لخدمة مجتمعات أخرى، دعانا الى يوبيل الرحمة. إنّه يوبيل الرجوع بالذات الى ينابيع الرحمة الأصليّة المتدفقة من قلب الله الى قلوبنا جميعاً وإعادة الإعتبار الصحيح لكل إنسان وكل الإنسان ثمار يوبيل الرحمة،
بعد التوبة والإعتراف والدخول من الباب المقدس، نيل الغفرانات العامة المتعلقة بإنعامات سنة اليوبيل. وقد أوصى البابا فرنسيس، وهي المرة الأولى في تاريخ الكنيسة، بتحديد باب مقدس في كل أبرشيّة، ليتسنّى لكل المؤمنين في العالم الدخول من الباب المقدس وعيش إختبار التوبة والتجديد وإداء الشكر لمراحم الرب اللامتناهية. لأنّ سمة يوبيل الرحمة هو الغفران. وأهمّ شيء في غفران اليوبيل، أن يعود الرب أولويّاً في حياتي وأن تكون علاقاتي البشرية على اختلافها وبكل المواقع مبنيّة على هذا الأسأس المتين. فيصبح التعاطي مع بعضنا البعض، نحن البشر، قائماً، ليس على المصالح الفتّاكة للنسيج الإجتماعي، بل على الرحمة الصادقة المثبتّة مداميك بنياننا الحياتيّ.
أما شعار اليوبيل،
فقد صمّمه “الأب اليسوعيّ ماركو روبنيك”، حيث يجسّد “الخلاصة اللاهوتيّة” للرحمة. المسيح، الراعي الصالح، يحمل على كتفيه، آدم-الإنسان وكاتباً حول الشعار: “رحماء كالآب”، مستوحياً ذلك من إنجيل لوقا 6/36:” كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم”. والشعار هو بمثابة دعوة لكي نحذوَ مثال رحمة الآب، الذي يطلب منّا عدم الإدانة والحكم. بل أن نغفر، وأن نقدّم المغفرة والمحبة من دون حساب. والملفت في صورة الشعار، أنّ المسيح ينظر بعيون آدم، وآدم ينظر بعيون المسيح.في سنة يوبيل الرحمة، كل شخص منّا مدعو لأن يكتشف من خلال المسيح، آدم الجديد، إنسانيّته ودرب حياته. كما سيرسل البابا فرنسيس في كل العالم، خلال زمن الصوم، كهنة “رسل رحمة” ليحملوا الرحمة الإلهيّة الى كل البشر، هكذا نحن بدورنا، حيثما نحن، فلنجتهد لأن نكون رسل رحمة لبعضنا البعض، فيتغيّر وجه الكون
الام تريز في سطور
الأم تيريزا قد أسست مؤسسة خيرية يعمل بها راهبات تدير 19 منزلا. وحصلت الراحلة على جائزة نوبل للسلام.تنيحت عام 1997 عن عمر ناهز 87 عاما، وتم تطويبها عام 2003 وهي الخطوة الأولى للقداسة.وفي عام 2002، كشف الفاتيكان عن معجزة طبية للام تيريزا بعد أن شُفيت سيدة هندية من ورم في المعدة بعد صلاة الأم تيريزا من أجلها.ومهد البابا فرانسيس، العام الماضي، لإعلانها قديسة عندما اعترف بمعجزة ثانية منسوبة لها.ويحقق عمل الأم الراحلة رؤية البابا فرنسيس للكنيسة باعتبارها مؤسسة تخدم المحرومين.ويمثل إعلان تيريزا قديسة أحد محاور احتفال بابا روما بهذا العام كيوبيل للرحمة.
ولدت الأم تيريزا عام 1910 لأبوين من أصل ألباني. اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو، ونشأت فيما يعرف الآن بسكوبي، العاصمة الحالية لجمهورية مقدونيا التي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية العثمانية.وفي عمر 19 عاما ذهبت لأيرلندا للدراسة والتأهيل الديني، وفي عام 1929 تم إرسالها إلى الهند، حيث درست في مدرسة في دارجيلنج باسم تيريزا.في عام 1946، انتقلت إلى كولكاتا لمساعدة الفقراء، وبعد عشر سنوات أنشأت المستشفيات ودارا للأطفال المهملين.
وأسست الإرساليات الخيرية في عام 1950. ويعمل في هذه المؤسسة حاليا 4500 راهبة في جميع أنحاء العالم.وحققت شهرة عالمية لعملها في الأحياء الفقيرة كولكاتا، وعادة ما يستغرق الأمر عقودا للناس للوصول إلى القداسة بعد وفاتهم، ولكن ساعدها في بلوغ تلك المرتبة تطويبها من جانب البابا يوحنا بولس الثاني.وكان من المعروف حرص البابا فرانسيس على إتمام هذه العملية خلال عام الحرمة المقدس للكنيسة، والذي يمتد حتى نوفمبر 2016