بعد 10 سنوات تأجيل جاء وقت زرع الكلي.. ولكن!!
جلطة مفاجئة في القلب أوقفت كل الإجراءات
أنبا يوأنس تعهد ابن أسيوط بحنو.. ومركز الرجاء استقبله بترحاب
نور الأمل يطل من علاج لتقوية عضلة القلب.. والصلاة رجاؤنا
* ويل لمن هو وحده إن سقط إذ ليس له ثان معين
عشرون عاما قضيناها مع صديقنا متي صابر المولود بعيب خلقي في الحالبين دمر كليتيه, وعاش كل هذه السنوات بنصف كلي واحدة.. خلال رحلاتنا معه سقط كثيرا في عذابات والآلام قاسية, وفي كل مرة رأيناه يقوم ويقف لأنه لم يكن وحده.. كان الله معه.. يشركه في كل ألم, وفي كل ضيق, وفي كل فرح أيضا.. وفي كل مرة كتبت عن رحلاتنا مع متي كنت أدعو كل الأصدقاء للصلاة من أجله لأنني كنت مدركا أن أحدا لن يقيمه إلا رب المجدد. ولو عدتم إلي كتاباتي عن رحلاتنا مع متي لقد أتم مرة أخري كلمات الرجاء من القداس الباسيلي إننا لا نعرف آخر سواك نطلب معونته ومساندته.. وبقدر الصلوات التي رقدت من أجل متي عاش بربع كليتيه لأن إله يعقوب معينه.. واليوم أراه في حاجة إلي صلوات أكثر.. صلوا بلجاجة وحرارة ودموع وثقوا أن كل صرخاتكم مسموعة.
** أذكر – ولعلكم تذكرون معي – آخر مرة حدثتكم عن صديقنا متي كانت في ديسمبر من العام الماضي.. يومها كان قد مضي 18 عاما في رحلات علاج مستمرة معه لتجنبه الوصول إلي الفشل الكلوي.. وكنا ندخل معه حجرة العمليات لاستبدال دعامات الحالب للمرة العاشرة.. وكانت المرة الأخيرة.. ليس لأنه شفي تماما.. وليس لأننا تخلينا عنه.. لكن لأن الطب استنفذ كل محاولات تجنبه حدوث فشل كلوي, ولم تعد الدعامات التي ترجئ وتأخر زراعة كلي له ذات فائدة, وأنه بعد الدعامة العاشرة سيدخل لا محالة في مشوار جديد لزرع كلي.. لكن ما اطمأننا بعض الشيء أنه هو جراحة استبدال دعامات الحالب للمرة العاشرة اصطحبناه لعمل مسح ذري لكليتيه, وبتحديد أدق لنصف الكلي التي يعيش بها.
طلبت منكم الصلاة ليمد الرب يده حتي لا يضعه التقييم علي أعتاب الفشل الكلوي والذي سيقوده إلي الغسيل الكلوي والذي سيقوده إلي الغسيل الكلوي ومن بعده إلي زراع كلي.. واستجاب الرب إلي صلواتكم, وجاء تقييم المسح الذري مؤكدا أن كفاءة الكلي مازالت ثابتة لم تتغير بالمقارنة بالمسح الأخير.
وتنكرنا الرب وعاد متي إلي بلدته أسيوط, وإلي أسرته الصغيرة – زوجته وأولاده الثلاثة – وإلي عمله البسيط قدر ما تعطيه صحته في أحد مطاعم المدينة.
عاد ولكنه كان مثقلا بتحذيرات الدكتور هاني يسي من ضرورة المتابعة الدقيقة والمستمرة, وضرورة الإكثار من شرب المياه, وتجنب حدوث أي التهابات تعرضه لتعاطي مضادات حيوية, وإلي نهاية قائمة طويلة من التحذيرات.
***
** مضت الأيام هادئة منذ أن عاد متي إلي بلدته في ديسمبر من العام الماضي.. نحن نطمئن عليه من حين إلي آخر, وكان أجمل ما في متي الحب الصافي الذي يملأ قلبه في وفاء نادر.. إذا تأخرنا في السؤال عنه كنا نفاجأ باتصاله بنا ليطمئن علينا, وهو المحتاج إلي السؤال وليس نحن!!
إلي أن وقع المحظور في 8 فبراير الماضي.. جاء المحظور, بعيدا عن الجزء الصغير من الكلي الذي يعيش به متي ونحوطه بكل الرعاية والاهتمام والحذر.. جاء المحظور هذه المرة من الرئة.. أيام ثقيلة عاشها متي لا يري فيها النوم, ويلتقط أنفاسه بصعوبة حتي صار حضوره صعبا إلي القاهرة لمباشرة علاجه.. وأمام تدهور الحالة دخل أحد المستشفيات الخاصة بأسيوط, وجاء التشخيص مزعجا للغاية.. جلطة في القلب.. وبحثنا عن أسباب هذه المفاجأة المزعجة أوضح التشخيص الطبي أنه نتيجة القصور في وظائف الكلي تجمعت المياه علي الرئة وأحدثت بالتبعية فشل رئوي مما كان له تأثيره السلبي علي القلب فكانت الجلطة وانتهي الأمر في تدهور سريع إلي ضعف عضلة القلب!!.. وعاش متي عشرة أيام داخل العناية المركزة, وعشنا معه في قلق إلي أن خرج من الرعاية في 19 فبراير الماضي, وتحوطه عناية الله التي أنقذته بالعلاج بمدرات البول التي أزاحت كميات المياه الكثيرة المتجمعة علي رئته إلي أن تحسنت وظائف الكلي.
** خرج متي بسلام من العناية المركزة ولكنه هذه المرة كان يحمل مؤشرا آخر ينذر بالخطر علي حياته, وليس أقل في خطورته من الفشل الكلوي الذي بدأ يطل ليهدد حياته.. المؤشر الجديد في ضعف عضلة القلب.. وكانت نصيحة الطبيب المعالج بأسيوط أنه إلي جانب مواصلة الاهتمام بعلاجات القلب حتي لا تتدهور عضلة القلب أكثر من هذا الذي وصلت إليه, وعلي أقل تقدير نحافظ علي نسبة الضعف التي وصلت إليها.. كانت نصحيتي الاهتمام بعلاجات الكلي التي قادته في غفلة إلي كل هذا.
ومرة أخري عاودنا الاتصال بالدكتور هاني يسي, استشاري المسالك البولية, والمشرف علي علاج متي منذ فبرير 2005, وهو الذي وضع له من البداية خطة العلاج وتابعها أكثر من عشرة أعوام بكل دقة, فضلا عن أنه ينبوع الطبيب البارع يحفظ عن ظهر قلبه المملوء بالرحمة كل خطوات علاج متي لإنقاذ حياته والمحافظة علي البقية الباقية من كليتيه.. خلال هذه السنوات دخل الدكتور هاني مع متي حجرة العمليات عشر مرات كان آخرها في 19 نوفمبر من العام الماضي.. وفي كل مرة كان يستبدل دعامات الحالب التي بدأ في تركيبها في .2005
** عدنا إلي الدكتور هاني يسي, لكن رأي الطب وهذه المرة كان قاطعا وقاسيا.. لقد استنفذ الطب كل مراحل الحفاظ علي الجزء الباقي من الكلية وليس أمامه الآن إلا زرع كلي!!.. هكذا وجدنا أنفسنا مع متي أمام حلقة جديدة من حلقات عذاباته.. رحلاتنا معه علي امتداد ما يقرب من عشرين عاما منذ أن جاءنا في عام 1997 وهو شاب صغير – 26 عاما – يعاني من ارتفاع عال جدا في نسبة الكرباتينين والبولينا تشير إلي قرب فشل كليتيه.. من يومها ورحلاتنا معه علي امتداد هذه السنوات نجحت في تجنبه الوصول إلي الفشل الكلوي.. لكنها استنفذت الآن كل دورها, وعلينا أن نعترف أن القدر لن يجهلنا أكثر من هذا, ولابد من الدخول إلي طريق آخر لا خيار لنا فيه, بعد أن استنفذنا كل محاولات التأجيل للوصول إلي هذا الطريق.. لا مجال أمامنا الآن إلا زرع كلي.
***
** جاء اليوم الذي ظللنا نؤجله كثيرا.. متي الذي جاء إلي الدنيا في فبراير 1973, جاء بعيب خلقي في كليتيه فكانت تفرز صديدا بغزارة نيتجة ضيق شديد عند الحالب الأيمن والأيسر أدي مع السنوات الأولي لطفولته إلي ضمور نسيج الكلي.. الكلي اليمني تلفت تماما.. والكلية اليسري أصابها تضخما وانتفاخا, وعندما حاول أطباء المستشفي الجامعي بأسيوط إصلاح العيب الخلقي للأسف أفسدوه, واستمر انسداد الحالب حتي إنه بعد أن فشلت كل محاولات المناظير السبعة الي أجريت علي الحالب في طفولته, أجروا له جراحة ترقيع بالحالب الأيمن وحتي هذه أيضا فشلت.. وبعدها جاءنا وكان قد تجاوز العشرين من عمره التي عاشها في سلسلة طويلة وقاسية من العذابات.
** نذكر أن أول رحلة لنا معه كانت إلي مركز الحياة بمصر الجديدة.. وأجريت له جراحة كبيرة كللت بالنجاح, بدأت بتوسيع ضيق الحالب وتصليح التلفيات بالمنظار, تلتها جراحة أخري لتوصيل أعلي الحالب الأيمن بحوض الكلية اليمني.. ولم تقف رحلاتنا مع متي عند إجراء الجراحات وكفي.. كنا نتابعه بسلسلة من الفحوصات المتتالية إلي أن جاء عام 2005 وكشف المسح الذري علي كليتيه عن وجود خطورة كبيرة علي حياته.. ويومها رأي الدكتور هاني يسي ألا نعمل بزراعة كلي للشباب الصغير مادام الطب أعطانا الفرصة للحفاظ علي البقية الباقية من كليته.. وكانت خطته تقوم علي وضع دعامات بالحالبين.. وهكذا إلي أن كانت المرة العاشرة, وهنا رأي الدكتور هاني يسي أننا قد استنفذنا كل المحاولات, وأرجأنا زرع الكلي إلي أقصي حد.. وكان القرار البدء في إجراءات زرع كلي.
***
** أصارحكم.. ولعل الكثيرين منكم يعرفون هذا.. أننا لا نصطحب في رحلاتنا مرضي الفشل الكلوي, ولا الفشل الكبدي ولا مرضي السرطان, وهي الأمراض التي يطلقون عليها أمراض مستعصية تحتاج إلي عناية خاصة, وتكاليف علاج حالة واحدة قد يغطي علاج عشرات الحالات.. وكان ما يريحنا أن مركز الرجاء الملحق بكنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف والذي كان تحت إشراف نيافة الأنبا يوأنس عندما كان أسقفا للخدمات تخصص في علاج حالات هذه الأمراض الثلاث.. واعتبرنا أننا نكمل بعضنا البعض في خدمة كل المتألمين والمتعبين والمعذبين أيا كانت أمراضهم.. وكان من حنو الرب أن جلس نيافة الأنبا يوأنس علي كرسي إيبارشية أسيوط وعلم بقصة متي ابن أسيوط المقرر له زرع كلي, فأوفده برسالة محبة إلي مركز الرجاء.
***
** صديقنا لأكثر من عشرين عاما لم ننساه ولن نتركه.. هو دائما في ذاكرتنا وعلي قائمة رحلاتنا علي طريق الشفاء.. في مركز الرجاء استقبله الأستاذ أشرف صبحي, المشرف علي المركز بترحاب, وبدأ في إجراءات زرع الكلي لصديقنا متي.. كانت الخطوة الأولي إجراء سلسلة من الفحوصات لتمديد الأنسجة والفصيلة ووضع تقييم لكل وظائف الجسم, وهي فحوصات دقيقة لها معاملها ومراكزها المتخصصة, لهذا أحالته الدكتورة منال مهني المشرفة علي حالة متي مركز القاهرة للكلي.. أحالته إلي معامل الدكتورة مني الأنصاري بالجيزة وإلي مركز مصر للأشعة.. كل هذا ونحن نتابعه.
وكانت الصدمة عندما ظهرت النتائج.. حقيقي أننا وخلال سلسلة رحلاتنا مع متي كنا نري قسوة القدر تترصده ولكن هذه المرة كانت أكثر قسوة.. حتي عندما ارتضينا زرع كلي رفض الطب أمام نتائج الفحوصات التي أظهرت أن ما أصاب عضلة القلب من ضعف منذ أيام قليلة لن يسمح لزرع كلي!!.. ولكن ولأننا اعتدنا مع متي أن نري دائما يد الله تمتد كلما قسي عليه القدر وغدر به, فإننا نثق أن يد الله ستمتد هذه المرة.. وبدا نور الأمل يطل علينا عندما أحالته الدكتورة منال إلي الدكتور أمير أنور, استشاري القلب بمستشفي السلام, حقيقي إنه قرر في تقريره استحالة إجراء زرع كلي في ظل ضعف عضلة القلب, ولكنه قرر علاجا لمدة أسبوعين لتقوية عضلة القلب يعاود بعدها عمل أشعة علي القلب – إيكو – وقدم صندوق الخير العلاج الجديد للصديق القديم.
** كان هذا الأسبوع الماضي – 28 مايو – ولأننا نري أن الأمر لا يتوقف علي مجموعة أدوية لمدة أسبوعين.. الأمر يتوقف علي عمل الله.. لهذا أدعوكم يا كل الأصدقاء للصلاة من أجل صديقنا متي.
صندوق الخير
المبلغ
500 جنيه طالب شفاعة القديس مارمرقس الرسولي
50 جنيها ماريا بأسيوط
50 جنيها مذبح صلاة مينا وماريان بأسيوط
200 جنيه علي روح المرحومة لندا إسحق
500 جنيه من يدك وأعطيناك ل.أ
1000 جنيه بنت المسيح
100 جنيه طالبة شفاعة الأنبا ميخائيل بأسيوط
200 جنيه صديق من العريش
600 جنيه طالبة شفاعة البابا شنودة بأسيوط
900 جنيه بيشوي بأسيوط طالب صلواتكم وشفاعة القديسين
1000 جنيه صديق من فاقوس
500 جنيه من يدك وأعطيناك
2000 جنيه فاعل خير من المنيل
1000 طالبة بركة أسيوط
———-
8600 ثمانية آلاف وستمائة جنيها لاغير
————–
لعلاج أندرو وبطرس
المبلغ
1000 جنيه بنت المسيح
11200 جنيه مغبوط هو العطاء-أبناء يسوع بأسيوط
12200 جنيه اثني عشر ألفا ومائتا جنيه لاغير