خبير بالبنك الدولي: الإلتزام بهدف قومي متوافق عليه اول خطوات النجاح
الدكتورة عبلة عبد اللطيف: 2030 نقطة بداية يجب البناء عليها، والنقد النزيه مفتاح تحقيق إصلاح مستدام
قال الدكتور أسعد عالم -المدير الإقليمي للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي – إن التأمل في تجربة جنوب افريقيا في اصلاح الاقتصاد والمجتمع والمؤسسات يمكن أن يقدم الكثير من الفائدة لمصر وغيرها ، وأكد عالم الذى عمل من قبل في جنوب افريقيا ثلاث سنوات، أن ذلك البلد الذى عانى في الماضي من التفرقة العنصرية والإغراب الأهلي والفوارق الطبقية الأعلى في العالم يمتلك اليوم قصص نجاح مذهله ، مشيرا إلى أن أول عنصر للنجاح في جنوب افريقيا كان الإلتزام بهدف قومي متوافق عليه والشعور بأهمية العدالة وعدم النظر إلى الوراء كما أن القيادة والشعب كانا شغوفين بالمستقبل وحريصين على أن تكون الدولة لجميع أبنائها.
وأضاف – خلال الندوة التى نضمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية وأدارها عمر مهنا رئيس مجلس إدارة المركز – أن البلد الذي كان متشرذما أعاد تقديم نفسه للعالم واستطاع في مجال اللامركزية أن يقدم نموذجا رائدا، حتى أن نصف الإنفاق يتم بقرارات من المحليات، وفى مجال شفافية الموازنة العامة بما جعل جنوب إفريقيا في المقدمة على المؤشر العالمي الخاص بذلك.
وذكر المدير الإقليمي للبنك الدولي أن عدد دافعي الضرائب هناك يبلغ 16.8 مليون مواطن من بين ٥٠ مليونا هم عدد السكان ما يدل على تطور كبير في الالتزام المجتمعي وإيمان بعدالة القانون وأهمية الإصلاح المالي، وزاد أنه يتم نشر البيانات المالية على أوسع نطاق وتحفيز الطلبة في الثانوي والجامعات على مناقشتها، كما تم تطوير النظم الإحصائية بطريقة راقية للغاية لتخدم عمل المسوح المطلوبة على كل المستويات وتدعم اتخاذ القرار السليم.
من جانبها قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف -التي تحدثت كرئيس للمجلس الاستشاري التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، أن من الأهمية بمكان أن نبحث بعمق في مصر عن الذى نفتقده وما الذي يجب أن نقوم به لتحسين الأوضاع وكيف يمكن أن تتم المتابعة والمراقبة وأكدت أن ما يضمن النجاح هو وجود هدف قومي واضح ويلتزم به الجميع وإذا كان الدستور قد حدد لنا معالم الهدف أو الطريق لكنه يترجم بعد إلى تفاصيل وأضافت أن رؤية مصر ٢٠٣٠ هي نقطة بداية يجب البناء عليها وتطويرها وهناك اتفاق على ذلك مع وزير التخطيط ومساع للمضي إلى الخطوة التالية وهى إقامة أوسع حوار وطني ومجتمعي حولها حتى يشعر الجميع أنهم شركاء في صناعتها وبالتالي مسئولين عن إنجاحها .