تحتفل الكنسية القبطية اليوم بتذكار إستشهاد القديس كولوتوس الشهيربـ أبو قُلته الطبيب أوبـ الأنبا قُلته الطبيب .
ففي مثل هذا اليوم “اليوم الخامس والعشرون من شهر بشنس ” من سنة 22 للشهداء الموافق سنة 306م ، إستشهد القديس كولوتوس، وُلِدَ في أنصنا من والدين خائفين الله. كان والده هرقلاون والياً على أنصنا. اشتهي أن يُرزق ولداً فصلى طويلاً حتى رزقه الله بقلتة. أدبه بالآداب المسيحية وعلَّمه الكتابة فحفظ كثيراً من كتب وتعاليم الكنيسة. وكان طاهراً منذ صغره. أراد أبوه أن يزوجه فلم يقبل. أما أخته فأنها تزوجت بأريانوس الذي تسلم الولاية بعد والدها، وذلك أنه لما شاخ طلب من الملك أن يعفيه من الولاية فسلمها لأريانا صهره. ولما توفي والد هذا القديس بنى فندقاً للفقراء والغرباء. ودرس طب العيون حتى أتقنه وكان يداوى المرضى بلا أجر، ثم بنى مستشفى لمعالجة المرضى فيها مجاناً، ولما أنكر دقلديانوس الإيمان وافقه أريانا حفظاً لمركزه، وصار يعذِّب الشهداء. تقدم إليه الأنبا قلتة وصار يوبخه على تركه عبادة الإله الحقيقي. ولم يرد أريانا أن يمسه بأذى إكراماً لأخته، بل أرسله إلى والي البهنسا حيث أودعه السجن ثلاث سنوات حتى توسطت له أخته في إخراجه.
وكان قد تولى على أنصنا والٍ آخر بعد أن إستشهد الوالي أريانوس على إسم السيد المسيح، ولما عرف خبره إستحضره وهدده فلم يلتفت إلى تهديده، فغضب وأمر بتعذيبه، وكان ملاك الرب يأتي إليه ويعزيه، وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. فكفنوه ووضعوه في مكان إلى إنقضاء زمن الإضطهاد حيث بنوا له كنيسة على إسمه. وكانت آيات عظيمة تظهر من جسده.
ولهذا القديس كنيسة أثرية منحوتة في الجبل الشرقي بأنصنا وكنيسة في ريفا مركز أسيوط وكنيسة أخرى في شندويل البلد مركز المراغة محافظة سوهاج، وتوجد مدينة على اسمه بمحافظة سوهاج إسمها ” ساقُلتة “، وهي كلمة قبطية تعنى ” ناحية قُلتة ” بجوار أخميم . كما توجد قرية بملوي على إسمه وهي قرية ” أبو قُلتة ” بالقرب من أبشادات غرب ملوي ، وأماكن أخري عديدة .