* صديقنا اليوم باسم فاروق موريس شاب من أسيوط -28عاما- مأساته أصعب من أن تحكي أو تكتب علي الورق.. لهذا وبقدر ما سنستطيع أدعوكم لتتخيلوا كل موقف تحكيه الكلمات.. جاء باسم إلي الدكتور فتحي فوزي حسبما أرشده الرب.. في الصرح الطبي الذي يحمل اسم المستشفي الوطني كان اللقاء.. وكانت كل الشواهد تؤكد أنه يسير في الطريق الذي اختاره له الرب.. كان يتخوف من الوصول إلي المستشفي وسط زحام العاصمة الذي يسمع عنه وهو لا يحمل إلا ورقة صغيرة مكتوب عليها عنوان المستشفي الذي قيل له أيضا إنه في أحد الأطراف البعيدة للقاهرة.. بمجرد أن نزل من القطار وسأل شابا كان يسير إلي جواره وسط الزحام أخذ بيده وعبر به الطريق.. مصادفة ركب معه نفس الأتوبيس الذي مازال يحفظ رقمه حتي الآن (112) من كثرة ما استقله فيما بعد كلما عاود زيارة المستشفي لإجراء كشف جديد أو للمتابعة..
داخل المستشفي شعر بالاطمئنان.. كل شئ يمضي وفق نظام دقيق.. كل خطوة يقطعها تأخذه إلي الخطوة التالية في سلاسة لا تشعره بكثرة الخطوات التي يقطعها والفحوصات التي أجريت له إلي أن وجد نفسه أمام الدكتور فتحي فوزي.. لم يكن في حاجة إلي أن يحكي له شكواه فأمامه ملف كامل يحمل كل متاعب عينيه كما سجلتها كل نتائج الأشعات ومشاهدات الأطباء الذين فحصوا عينيه واستمعوا له كثيرا قبل أن يصل إلي الدكتور فتحي فوزي..
أوراق الملف تقول إن حدة إبصاره بالعينين 6/6 بالنظارة, والنظر في تدهور مستمر, وصورة القرنية للعينين كما صورتها الكاميرا الخماسية لقياس مدي انتظامها شخصتها علي أنها قرنية مخروطية ومع كل النتائج وتقارير الفحوصات التي يحملها الملف عاود الدكتور فتحي فوزي فحص عينيه, وبكل ما حبه الله به من خبرة قال له علي الفور إنه محتاج إلي ترقيع القرنية.. وبدأت سلسلة طويلة من الإعداد.
* في لقائي مع الدكتور فتحي فوزي سألته عن ماهية القرنية المخروطية.. وعن ترقيع القرنية أو كما هو شائع تسميتها زرع القرنية.. قال لي:
** القرنية هي ذلك الجزء الدائري الشفاف الذي يقع في مقدمة العين ويغطي القزحية وفيها يتركز الضوء ليمر من إنسان العين في منتصف القزحية ومن هنا تكون الرؤية, ولهذا لابد أن تكون القرنية دائما في حالة طبيعية حتي تحتفظ بشفافيتها.. والقرنية الخروطية مرض يصيب الشباب فيما بين نهاية فترة المراهقة وبداية الثلاثينيات من العمر نتيجة ضعف في أنسجة القرنية وعدم تماسكها مما يؤدي لبروزها شيئا فشيئا حتي تأخذ الشكل المخروطي وعندئذ تصعب الرؤية نتيجة زيادة نسبة الاستجماتيزم إلي درجات كبيرة يصعب معها إصلاحها بالنظارات أو العدسات اللاصقة ويؤدي إلي ضعف مستمر في النظر.. وللقرنية المخروطية طرق عدة للعلاج تبدأ في المراحل المتأخرة جدا.. وكانت حالة عين باسم تجمع بين هذا وذاك فالعين اليمني لم تكن متأخرة كالعين اليسري, وحتي هذه لم يكن ينجح معها العلاج بالعدسات الصلبة ومن هنا تم التعامل معها بعدة إجراءات بدأت في أكتوبر 2013 بعملية تركيب دعامات وتثبيت للقرنية مع تعرضها للأشعة فوق البنفسجية بعد وضع قطرات فيتامين ب في عين المريض إذ أثبتت الأبحاث العلمية أن تفاعل الأشعة مع الفيتامين في القرنية تؤدي إلي تقوية أليافها الضعيفة وتعيد لها صلابتها وهو ما يعد نقلة كبيرة في علاج القرنية المخروطية لم يكن الطب يعرفها حتي سنوات قليلة وقد أجريت هذه العملية لشباب في العشرينيات ولأطفال صغار, ونجحنا بهذه العملية في تحسن حالة المريض باسم وهو ما لمسه من وضوح في الرؤية بعد العملية حيث وصلت درجة الإبصار بها إلي 6/12 بدون نظارة, بالإضافة إلي -ما وضع من خلال المتابعات المستمرة بعد- العملية توقف زيادة تحدب القرنية.. وفيما كنا نتابع العين اليمني كنا نسير في إجراءات تدبير قرنية جديدة للعين اليسري التي كانت تعاني من قرنية مخروطة متأخرة ونشكر الله أننا استطعنا توفير القرنية المناسبة له, وفي 13 أكتوبر من العام الماضي -2015- دخل باسم حجرة العمليات لنزرع القرنية الجديدة في عينه اليسري.
* توقفت عند هذا فالمسافة بين العمليتين قاربت العام.. أبديت ملاحظتي هذه للدكتور فتحي فوزي.. فأجابني:
** طوال هذه المدة لم نترك باسم كنا نتابعه ونطمئن علي سلامة عينه اليمني بعد جراحة تركيب الدعامات وتثبيت القرنية والتي أتاحت له رؤية أفضل, وكان هو أيضا علي اتصال مباشر ودائم معنا حتي أمكن تدبير القرنية المناسبة له, فهذا أمر ليس سهلا فتدبير قرنية لمريض في مصر أصبح أمرا صعبا للغاية بعد غلق بنك العيون الذي كان يوفر القرنيات لكل من في حاجة إلي قرنية وما أكثرهم, وبعد أن تجمد قانون حرية زرع الأعضاء في مصر -في حين أن أطباء العيون في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يجرون نحو 40 ألف جراحة لزرع القرنية كل عام, وتعد زراعة القرنية هي أكثر الجراحات انتشارا ونجاحا من بين كل أنواع جراحات زرع الأعضاء- القلب والرئة والكلي- لم يعد أمامنا من منفذ لإنقاذ عيون المصريين إلا استيراد القرنيات.. ومع كل الإجراءات الطويلة والمعقدة فنحن نحرص علي توفيرها من أكبر المراكز في أمريكا ضمانا لشفافيتها وسلامتها ومن شخص سليم لا يعاني أية أمراض معدية مثل الالتهاب الكبدي أو الإيدز أو الزهري, فضلا عن معالجتها وحفظها وفقا لأعلي التقنيات.
** وكانت يد الله معنا.. واطمأنينا إلي تثبيت القرنية الجديدة, وبالمتابعة رأينا حدة إبصار العين اليسري تتحسن وهو ما كان يلمسه باسم إلا أنه عاودنا بعدما يقرب من شهرين -في 18 ديسمبر 2014- يشكو مرة أخري من ضعف بالبصر بالعين اليسري, بعد التحسن الذي كان قد بدأ يلمسه, وبقياس حدة الإبصار بالعينين تأكد لنا أن الإبصار بالعين اليمني ثابت عند 6/12 أما بالعين اليسري فقد بدأ يتذبذب ووصل إلي 6/36 وكانت المفاجأة عند الفحص أن جديدا طرأ علي العين اليسري فقد أصابتها المياه البيضاء.
* * *
* عن هذه الواقعة كان صديقنا باسم قد حكي لي بإيمان كامل لمشيئة الله أن الرب أراد أن يختبره مرة أخري.. فبعد أن واصل رحلة طويلة للتخلص من القرنية المخروطية بالعلاج بالأشعة فوق البنفسجية وتركيب دعامات للعين اليمني, وزرع قرنية جديدة بالعين اليسري, فاجأته المياه البيضاء في العين اليسري.. وربما لولا هذا الجديد الذي ظهر ما كنا عرفنا باسم وما كان جاء إلي المحطة ومن هنا بدأ رحلتنا معه بعد أن أعيته الحيل وصرف كل ما يملك بل واستدان.
رغم المعاملة الحانية للدكتور فتحي فوزي بكل ما يعرف عنه من مشاعر إنسانية رقيقة وتعاطف مع الضعفاء, إلا أن تكلفة القرنية وحدها وصلت بسعر استيرادها عشرة آلاف جنيه.. وعلي باب المحطة وجد باسم الرجاء والطريق لنور عينيه.. احتضناه في حب.. ووجدنا في الدكتور فتحي فوزي ما هو أكثر.. رأينا التعاطف والتواضع والنبوغ والمثابرة وكل ما هو أكثر في الطبيب الإنسان.
* عن هذه الرحلة القصيرة التي كنا فيها مع الصديق باسم قال الدكتور فتحي فوزي:
** لاشك أن ظهور المياه البيضاء بعد زرع القرنية كانت السبب وراء الحد من قوة الإبصار.. ولأنه ليس من المستحسن التخلص من المياه البيضاء قبل أن تستقر القرنية الجديدة, ولمساعدته علي استعادة جزء من حدة الإبصار مرة أخري بالعين اليسري, ولتقليل نسبة الاستجماتيزم الناتجة عن زرع القرنية وتثبيتها بغرز, فقد دخلنا مع باسم حجرة العمليات مرة أخري -أكتوبر 2015- لإزالة بعض الغرز من العين اليسري وأبقينا علي البعض الآخر وحددنا له موعد في 16 يناير 2016 لإجراء عملية إزالة المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية (فاكو) مع زرع عدسات.
* في هذا اليوم كنا مع باسم وأصارحكم أنه مرات عديدة اصطحبنا فيها أصدقاء لإزالة مياه بيضاء وتركيب عدسات حتي صار الأمر عاديا فلا يمضي شهر إلا ونصطحب صديقا أو أكثر لهذا الإجراء الذي يعيد إليهم بنجاح حدة إبصارهم ويحفظ لهم الرؤية بعيونهم.. لكن هذه المرة كان الموقف مختلفا.. كان القلق يسيطر علينا, وعلي عكس حالة القلق التي كانت تنتابنا رأيت الصديق باسم مبتسما فقلت لنفسي:
هذا واحد من الذين تنطق وجوههم بأسمائهم.. الأكثر أني رأيت فيه تسليم كامل لمشيئة الرب.. عن سر هذا وعن رحلته الطويلة التي لمس فيها سحب النور من عينيه, ولمس معها أيضا يد الله وهي تقترب منه وتسنده.. عن هذا السر وتلك الرحلة أو المأساة كما أسميتها حدثني باسم بكل بشاشة وفرح قلب فهي عنده ليست مأساة كما رأيتها.. هي عنده تجربة أختبره بها الله فزاد اقترابه منه..
* * *
** قال باسم: ما حدث معي بكل تأكيد دعوة لي من الرب ولا أذكر أنني يوما اشتكيت من ضعف في الرؤية بل علي العكس تؤكد كل الشواهد في سجل حياتي أنني كنت أتمتع بحدة إبصار, الأكثر عندما تقدمت للخدمة بالقوات المسلحة في أكتوبر 2008 كانت نتائج الكشف الطبي كلها سليمة ودرجة إبصاري 6/6 بالعينين, وبعد أن قضيت 20 شهرا في الخدمة بالتل الكبير وعدت إلي أسيوط والتحقت بالعمل في إحدي شركات الأدوية لم أشكك أبدا بل كنت أعمل يوميا ساعات أمام الكمبيوتر دون أي شكوي.. وكانت الدنيا تبدو لي جميلة بلا متاعب, وأحلم بـعيش يجمعني بزوجة حنونة بعد أن فقدت والدتي التي كانت تملأ كل حياتي.. وتحقق حلمي منذ ثلاث سنوات -يوليو 2013- ولكن سعادتي لم تطل.. بعد شهر واحد بدأ النور ينسحب من عيني.. الأطباء في أسيوط قالوا لي الاستيجماتيزم عال, وبدأت ألبس نظارة وراء نظارة وكل المقاسات تتغير ولكن رؤيتي أبدا لم تتحسن.. وكانت الشركة التي أعمل قاسية معي فرفضتني.. وفقدت النظر, وفقدت العمل.. لأن عملي يعتمد علي الرؤية وأنا لم أعد أبصر الحروف علي شاشة الكمبيوتر.. أظلمت الدنيا كلها من حولي ولكني رأيت بصيص نور في دعوة الرب لي.. ذهبت إلي دير الأنبا كاراس السائح بديروط التي تبعد عنا عدة كيلومترات.. ارتميت في أحضانه وصرخت إلي الرب.. واستجاب الرب وجاءتني الإجابة علي فم أبونا بافلوس أمين الدير.. قال لي نظرك راح يتحسن خلال فترة العلاج, خليك مع الدكتور فتحي فوزي وأنت راح تخف وأشكر ربنا.
* * *
* قصة باسم كما رواها كشفت لي عن جانب كنت أراه في الدكتور فتحي فوزي ولكني لم أفصح عنه.. فخلال زياراتي له مع عشرات المرضي المهددين بفقدان الرؤية وضعف الإبصار في رحلاتنا علي طريق الخير كنت أري فيه رجل الله.. في كل مرة كان يتعامل مع مرضانا بإنسانية غامرة.. ويبعث في نفوسهم الأمل.. يفحص بعناية.. يشخص بدقة وإلمام.. تمتد يده إلي عيونهم بما يشبه المعجزات.. حباه الله بنبوغ ومهارة تسجل له في طب العيون ما سجله تاريخ مصر لإيمحوتب إله الطب, وللدكتور نجيب محفوظ بأننا رائد أمراض النساء, وللدكتور مجدي يعقوب في أمراض القلب.. هي حلقات لعناية الله بشعب مصر.
صندوق الخير
100 جنيه فيبي فريد
200 جنيه من يدك وأعطيناك
750 جنيها من يدك وأعطيناك
1500 جنيه طالبة شفاعة مارمينا والبابا كيرلس
250 جنيها هاني منير
100 جنيه طالبة شفاعة أنبا ميخائيل بأسيوط
200 جنيه س.ف.ح. أسيوط
600 جنيه فاعلة خير من الجيزة
200 جنيه صديق من العريش
250 جنيها من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة برقوقة فهمي
——-
4350 أربعة آلاف وثلاثمائة وخمسون جنيها لا غير
=================
تليفون الخير
تسهيلا للتواصل مع أصدقائنا صناع الخير وأحبائنا المرضي والمتألمين خصصنا تليفون برقم مميز 01010017244
=================
أصدقاءنا المرضي والمتعبين.. وأصدقاءنا صناع الخير.. مرحبا بكم وندعوكم للتواصل معنا عبر المحمول رقم 01010017244 أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
100 جنيه فيبي فريد
200 جنيه من يدك وأعطيناك
750 جنيها من يدك وأعطيناك
1500 جنيه طالبة شفاعة مارمينا والبابا كيرلس
250 جنيها هاني منير
100 جنيه طالبة شفاعة أنبا ميخائيل بأسيوط
200 جنيه س.ف.ح. أسيوط
600 جنيه فاعلة خير من الجيزة
200 جنيه صديق من العريش
250 جنيها من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة برقوقة فهمي
——-
4350 أربعة آلاف وثلاثمائة وخمسون جنيها لا غير
=================
تليفون الخير
تسهيلا للتواصل مع أصدقائنا صناع الخير وأحبائنا المرضي والمتألمين خصصنا تليفون برقم مميز 01010017244
=================
أصدقاءنا المرضي والمتعبين.. وأصدقاءنا صناع الخير.. مرحبا بكم وندعوكم للتواصل معنا عبر المحمول رقم 01010017244 أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]