صدر عن دار نشر الكتب خان مؤخرا ترجمة للمصرية لرسالة الغفران عن المترجمة والروائية ناريمان الشاملي. وتقول نريمان حول الهدف من تلك الترجمة هو سد الفجوة الكبيرة بين لغة المصريين الحالية وبين لغة أمهات الكتب، والسبب الثاني إنه ليس من المنطقي أن يدرس الفرد اللغة العربية طوال عمره حتى يتمكن قراءة تلك الأعمال، السبب الثالث هو حتى يتمكن ممن هم في عمر الثاثة عشر من قراءة تلك الكتب.
وتشير ناريمان إلى أن اللغة المستخدمة في ترجمة رسالة الغفران هو عامية المتنورين والتي يستخدمها –بحسب قولها- الناس في معاملاتهم العادية، هذا وقد صاغت ناريمان الرسالة بأسلوب بسيط سهل للقاريء كما حاولت الإلتزام بالقافية في معظم الأشعار المذكورة في الرسالة.
الكتاب الذي تقدمه الكتب خانة يحتوي على رسالتي القارح والمعري، حيث يطلب القارح من المعري أن يكون احد مريدينه وأصحابه ويشكو له همومه بسبب ما تعرض له من سرقة كل مايملك بما فيهم رسالتين قد أعطاهم له أبو الفرج الزهرجي “سكرتير علي المفام الباشا أحمد بن مروان”، فيما يرد عليه المعري برسالة يتخيل فيها إن إبن القارح ذهب إلى الجنة. هذا وقد قامت ناريمان إلى تقسيمه تسهيلا في القراءة والبحث فيه.
وتعتقد دكتورة ناريمان أن اللغة المصرية الحديثة منفصلة عن اللغة العربية الحديثة واللغة العربية القديمة، فاللغة المصرية ليها قواعدها، وأصواتها وتركيباتها الخاصة. مشيرة إلى أنها واجهت معارضة قوية وصلت إلى حد السب في بعض الأحيان. اما عن ردود الفعل بشكل عام فتقول ناريمان أن العارفين بعلوم اللغويات كان معظمهم يؤيد الفكرة أما من يجهلون بعلومها فكانوا من المعارضين.
وتضيف أن الترجمة كانت عملية مرهقة جدا،وهي حاليا تعمل على عدة مشاريع أخرى، ولذلك فهي لا تعتقد أنها قد تقوم بترجمة أي نصوص من اللغة العربية ألى اللغة المصرية الحديثة. لكن في حال عودتها للترجمة فإنها ستقوم بترجمة أعمال أخرى للمعري. كما قالت أنها تريد العمل على إثبات أن لسان المصريين الحالي هو لغة مستقلة بذاتها عن اللغة العربية، لكنه أمر يحتاج إلى كثير من البحث.