فشلت الجولة العاشرة من المفاوضات فى الاجتماعات السداسية لسد النهضة بمشاركة وزراء الخارجية والمياه، والتى عقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم، فى التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة بين مصر وإثيوبيا، وأبرزها الخلافات بين المكتبين الفرنسى والهولندى المعنيين بإجراء الدراسات الفنية للسد
ويعوّل كثيرون على جولة المفاوضات الجديدة يومي ٢٧ و٢٨ ديسمبر الجارى بالخرطوم، بين الوزراء الستة (الخارجية والمياه من الدول الثلاث)، في الوصول لتفاهم بعد ما يقرب من عامين في المفاوضات دون جديد.
لكنّ كثيرًا من الخبراء يرون أن إثيوبيا تستهلك الوقت في المفاوضات، مع تسارع وتيرة الإنشاءات في السد الذي تشير تقارير إعلامية إلى وصول حجم الإنشاءات فيها لـ50%.
واكد المستشار احمد ابو زيد المتحدث باسم الخارجية انه من الصعوبة الحديث ان يكون الاجتماع القادم الخاص بسد النهضة الفرصة الاخيرة للمفاوضات فما زالت هناك العديد من البدائل وباب النقاش مازال مفتوحا فهناك العديد ايضا من الاطروحات طرحت خلال الاجتماع السابق وعدت كل من السودان واثيوبيا بدراستها والنظر فيها فالعملية التفاوضية بين الاطراف الثلالثة متاحة ولايغلق باب الحوار و امكانية التفاهم والوصول الى حلول ترضى جميع الاطراف مشيرا انه من المهم عقد اجتماع سياسي فنى يشارك فيه وزراء الخارجية والرى للدول الثلاث للنظر فى البدائل المتاحة لاطلاق الدراسات فى اسرع وقت ممكن فى ضوء عدم تمكن الشركتين اللتين تم الاتفاق عليهما علي القيام بتلك الدراسات مضيفا ان الهدف الثانى المهم من عقد الاجتماع السداسي القادم نهاية ديسمبر الجارى هو مراجعة الموقف بشان تنفيذ اتفاق المبادئ الموقع عليها مارس الماضى.
وقال الدكتورحسام المغازى، وزير الموارد المائية والرى، إن مصر انتهجت طريق المفاوضات الودية منذ بداية أزمة سد النهضة، وأنها لن تتخلى عن إلزام الجانب الإثيوبى بنتائج الدراسات الفنية الصادرة عن المكتب الاستشارى، مؤكدًا أن الجانب الإثيوبى أوضح خلال الاجتماع حقيقة تسارع وتيرة البناء فى جسم السد بأنها لم تتجاوز 20% من حجمه، كما وعد الجانب بتنفيذ كل الدراسات والتوصيات الخاصة بأضرار السد الصادرة عن المكتب الاستشارى مع الالتزام بحصص دول المصب.
وأضاف مغازى، أنه من السابق لأوانه تحديد وجهة مصر فى حالة فشل المفاوضات سواء بالتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن أو اللجوء إلى التحكيم الدولى، وتابع: “لن تلجأ مصر للتصعيد قبل استلام رد رسمى من الجانب الإثيوبى خلال أسبوعين من الآن.
وأوضح أن الجانب الإثيوبى تفهم تماما المخاوف المصرية السودانية، ووعد بأرسال ردود مكتوبة بشكل رسمى خلال أسبوعين من انعقاد الاجتماع.
وعلق الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، قائلًا أن المفاوضات الحالية كانت ” صعبة” و”شاقة”، مشيرًا إلى أن الجولة القادمة ستستكمل التوصل لاتفاق ثلاثى حول آليات عمل المكتبين الاستشارين الفرنسى والهولندى، فيما يتعلق بإجراء الدراسات الفنية سواء الهيدروليكية أو البيئية والاقتصادية والاجتماعية طبقا للشواغل المصرية
علينا الانتظار
ومن جانبه يقول السفير رخا احمد مساعد وزير الخارجية سابقا: انا لست من الذين يوصفون الاجتماع السداسي الاخير الذى عقد بالخرطوم بالفاشل فالمؤتمر هدفه المناقشات بين الاطراف الثلالثة فهى قضايا حساسة بالنسبة لمصر ومن الصعب وصفه بالفشل فمصر اثارت كافة المخاوف التى تشغلها قبالة الجانب الاثيوبى بصراحة وشفافية كاملة مؤكدة احتفاظها الكامل بحقها التاريخى للمياه ولا تفريط فى حصتها المتفق عليها من المياه وكان عليها ان تقدم هذه الاطروحات بوضوح علي وعد ان تجد اجابات واضحة وصريحة من الجانب الاثيوبى فى الاجتماع القادم الذى تم تحديده نهاية الشهر الجارى حتى لايكون هناك اهدارا مزيدا من الوقت مشيرا ولا يجب ان نسبق الاحداث ونتوقع فشل المفاوضات فى المرة القادمة ونحكم علي الامور قبل ان تتكشف لنا ففى الجولة القادمة علي الجانب الاثيوبي ان يوضح ويعلن بصراحة تامة عن ارتفاع السد وكمية المياه التى سوف يتم احتجازها والوقت الذى سوف يستغرق لتخزين المياه والاثار المترتبة علي مصر جراء ذلك كما سوف يتم مناقشة الوثيقة التى تم التوقيع عليها فبراير الماضى والذى ارى انه كان من الافضل ان يتم التأجيل للتوقيع عليها لحين اتمام الدراسات الدولية مصدر الخلاف حاليا فنحن علينا الانتظار حتى الاجتماع القادم والذى فى حالة عدم وصوله الى نتائج مرضية ارى انه من المهم ان يتم التصعيد إلى مستوى قمة ثلاثية لاتخاذ خطوات وقرارات عاجلة
ويتفق السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، في أن كل السيناريوهات مطروحة أمام مصر، مشددًا على أنه لا يمكن التفريط في الحقوق التاريخة والقانونية لمصر.وأكد بدر على أن ملف سد النهضة لا يحتمل المغامرة، “فهذا مستقبل الشعب المصري”، مشيرًا إلى أنه لا يريد أن يستبق الأحداث ويحكم بفشل المفاوضات “هناك جولة أخر ديسمبر ستحدد ماذا سيحدث بعد ذلك”.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أنه ما جعلنا نتظر كل هذه الفترة، يجعلنا ننتظر نتائج هذه الجولة .
الفرصة الاخيرة
ويقول السفير امين شلبي عضو بالمجلس المصرى للشئون الخارجية اتصور ان الاجتماع القادم بالخرطوم يجب ان يكون حاسما ولابد الجانب الاثيوبي ان يطمئن الجانب المصرى علي ارض الواقع ويعي تماما المطالب المصرية واحتياجات مصر المائية فمصر من جانبها لاتقف علي وجه الاطلاق امام عملية التنمية باثيوبيا فهى لديها الحق فى اقامة المشروعات التنموية التى تخدم بلدها ولكن فى حدود عدم التعدى علي حقوق مصر التاريخية من المياه ومراعاة مصالح مصر المتعلقة باسلوب حياة شعبها وما نشهده حاليا يدل علي تجاهلها من الجانب الاثيوبي مؤكدا انه فى حالة انه لم تسفر المفاوضات القادمة مع اثيوبيا والسودان عن نتائج حاسمة علي مصر ان تلجا فورالخيار التحكيم الدولى وتفعيل كل الخيارات التى تحمى مصالح مصر وحياة شعبها مشيرا ان مصر تملك اوراقا ومستندات مهمة يعطيها الحق للجوء للتحكيم الدولى ولا تسمح باجراء جولات اخرى فلا جدوى من اجتماعات لاحقة فمصر اظهرت اكثر من مرة حسن النوايا ولم تجد المقابل فلايجب اللعب بها واضاعة الوقت الذى قد يكون فى صالح الجانب الاثيوبي.