ثلاثون عاما مع الأصدقاء تحت مظلة المحطة ومنها كانت البداية لرحلات الخير علي طريق الشفاء والراحة.. مصادفة هو أيضا خمسون عاما صحافة في بلاط صاحبة الجلالة.. وهو أيضا سبعون عاما عمر بحساب السنين في الحياة الأرضية.. وكانت احتفالية ثلاثية.. تجمع فيها الأهل والزملاء والزميلات في مشوار الحياة.. لكن الأهم عندي كان تجمع الأصدقاء في رحلات الخير.. كان الأهم عندي أصدقاء ثلاثين عاما من المرضي والمتعبين.. لهم معي ذكريات لن تمحوها الأيام فهي في قلبي أذكرهم بكل الخير وهم يذكرونني بكل الحب.. تغلف مكتبي ملفات كثيرة تحمل أسماءهم وقصصهم لكن الأهم أنهم محفورون في قلبي.. وجاء اليوم -العيد الثلاثون- لنتجمع ونلتقي ونحتفل بعيد البداية.. ازدحمت قاعة الاحتفال بالأحباء.. وكم كانت فرحتي كلما دخل صديق صحبته يوما في رحلة شفاء.. ابتهجت نفسي وتهللت فرحا بإطلالهم.. تمنيت لو جاء كل الأصدقاء الذين وقفوا تحت مظلة المحطة معي علي امتداد ثلاثين عاما واصطحبتهم في رحلات الشفاء, لكن يبدو أن منظم الاحتفالية كان يري أن القاعة لن تتسع لهم.. له عذره لكن قلبي يسعهم جميعا..
من بين أصدقاء المحطة أعطيت الكلمة لثلاث.. إيمانويل.. جميانة زوجة ممدوح.. عم زكريا..
** عن إيمانويل قال مقدم الحفل: مانو.. اسم معناه الله معنا.. واتجسد معانا.. فباب المحطة.. مانو.. مش حالة عادية.. مانو.. علامة فارقة في تاريخ الـ30سنة.. تعرفنا عليه كلنا من كتابات ناظر المحطة.. كلنا كنا منتظرين نشوف مانو.. الشاب إللي دخل كل القلوب.. النهاردة حقيقي يوم عيد.. علشان مانو ظهر لكل العيون إللي كانت مشتاقة له.
** وعن ممدوح صاحب القلب المفتوح, قال مقدم الحفل وهو يقدم زوجته جميانة: كل أسبوع نقرأ المحطة.. ماقريناش ولا مرة عن عملية قلب مفتوح.. مش لأنها مكلفة.. لكن لأنه زي ما قال سليمان الحكيم.. لكل شئ.. زمان ولكل أمر تحت السموات وقت.. ولما جه الوقت واليوم (20مايو) إللي فات.. كانت رحلة المحطة مع ممدوح.. وعملية القلب المفتوح.. الرحلة ما تتكتبش.. الرحلة تتحكي.. شريكتنا في الرحلة جميانة زوجة ممدوح.. هي إللي راح تحكي لينا الحكاية..
** وعن عم زكريا, قال مقدم الحفل: عم زكريا.. فلاح بسيط من عزبة الأقباط.. البداري.. محافظة أسيوط.. من 13 سنة وقف عم زكريا لأول مرة علي المحطة.. وبدأت رحلته.. علي طريق الخير.. وكانت أطول رحلة.. رحلة عم زكريا لحد النهاردة ما انتهيتش.. من أسيوط عم زكريا جه يبارك.. ويحكيلنا عن رحلته.. فاكر كل خطوة خطاها علي الطريق.. تسأله عن البداية يقولك 29 مايو 2002 وكأنه تاريخ ميلاده.. اتفضل يا عم زكريا احكيلنا الحكاية.. من البداية..
وفاضت ألسنتهم بكلمات الحب والوفاء.. وتجددت الذكريات.. بدايتنا كانت تعب ومرض وأنين واليوم رأيناهم في فرح وشكر وتهليل.. لن أستعيد هنا الذكريات معهم.. ولن أنقل كلماتهم.. فما سمعناه لم يكن مجرد كلمات.. كانت مشاعر فياضة بالوفاء.. رأيت يومها لوحة معبرة عن عمق الحب.. عفوا لن أستطيع أن أنقل اللوحة علي الورق.. ولهذا أيضا كم تمنيت لو كنتم معنا يا أصدقائي القراء, ويا أحبائي صناع الخير.. فلو لم تكن عطاياكم ما استمرت رحلاتنا ثلاثين عاما.. من وسط الاحتفالية أقول لكم: شكرا.. شكرا.. شكرا..
فيكتور…..