استعداداً لدخول المدارس في جميع أنحاء الجمهورية والعمل على تخفيض أعباء شراء المستلزمات المدرسية بالنسبة للأسر الغير قادرة على تلك التكاليف في قرى ونجوع مصر الفقيرة ، قامت كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف بالتعاون مع مؤسسة يوسف النجار للتنمية، بالعمل على تجميع كراتين، تشمل الواحدة على مجموعة من الأدوات المدرسية منها “شنطة مدرسة وعلبة ألوان وكراسات وأقلام وغيرها ، بالإضافة إلى عدة أدوات للنظافة تشمل معجون أسنان وفرشة وفوطة وصابون … “وذلك من أجل مشاركة الأسرة مسلمين ومسيحين الغير قادرين على تحمل هذه الأشياء البسيطة ، خاصة مع قدوم فترة بدء الدراسة ، والعمل على رسم البسمة لدى الأطفال وتشجيعهم على حب المدرسة والتعلم .. وتأتى هذه الخدمة جنباً إلى جنب العديد من الأنشطة الخدمية الأخرى الموجه للقرى والعشوائيات المحرومة ، حيث تتعاون مؤسسة يوسف النجار للتنمية وكنيسة العذراء مريم بأرض الجولف.
في هذا اليوم اشترك الصغير والكبير، الآباء والأمهات ، الأولاد والبنات بفرحة ارتسمت على أوجه الجميع مقرونة بحالة من الإنهماك في العمل، وأعتقد أن ذلك ينبع من يقين بأن هذه الخدمة التى يتم إعدادها بمحبة، هى تعبير بسيط عن شعورهم تجاه أخوة الرب وفرصة فى نفس الوقت لنوال بركة الخدمة … وهذا يتضح من خلال حديث “وطنى” مع مجموعة من المشاركين ومعايشتها لهذا اليوم مع شعب الكنيسة .
تشجيع الأسر على إرسال أولادهم للمدرسة
في البداية أوضح القس يوسف قزمان راعى الكنيسة أن هذه المرة تُعد الثانية لتنفيذ خدمة تجميع الأدوات المدرسية لأبناء الأسر الغير قادرة والتى توفر على هذه الأسر تكاليف شراء الأدوات المدرسية ، أضاف : فالخدمة تساهم بشكل فعال فى تشجيع هولاء الأسر على إرسال أولادهم للمدرسة بعد علمهم أن الكنيسة ستوفر لهم هذه الإحتياجات، مشيرأ إلى أن الخدمة موجه للغير قادرين فى القرى الأكثر فقراً للمسلمين والمسيحين على السواء ، ومن خلال شيخ مسجد القرية أو كاهن كنيسة القرية .
وبسؤال أبونا يوسف عن إمكانية إعطاء مبالغ نقدية للأسر كمكمل لهذه الخدمة في المستقبل، حيث أوضح أن توفير الأدوات المدرسية وغيرها أفضل كثيراً من تقديم النقود وذلك لتحقيق أهداف الخدمة. مشيراً إلى أن الكرتونة الواحدة تكلف الكنيسة 70 جنيهاً فى حين لو أراد رب الأسرة شراء محتويات هذه الكرتونة من السوق ستتكلف 150 جنيه للواحد ، وبالتالى فإن الكنيسة توفر حوالى نصف التكلفة وتتيحها للأسر المحتاجة ، وفيما يتعلق بتنظيم العمل لهذا اليوم أشار أبونا يوسف انه تم اشراك الأطفال مع الكبار فى خط التعبئة الرئيسى المُعد لتجميع “الكراتين”.
وبسؤال أبونا يوسف عن إمكانية إعطاء مبالغ نقدية للأسر كمكمل لهذه الخدمة في المستقبل، حيث أوضح أن توفير الأدوات المدرسية وغيرها أفضل كثيراً من تقديم النقود وذلك لتحقيق أهداف الخدمة. مشيراً إلى أن الكرتونة الواحدة تكلف الكنيسة 70 جنيهاً فى حين لو أراد رب الأسرة شراء محتويات هذه الكرتونة من السوق ستتكلف 150 جنيه للواحد ، وبالتالى فإن الكنيسة توفر حوالى نصف التكلفة وتتيحها للأسر المحتاجة ، وفيما يتعلق بتنظيم العمل لهذا اليوم أشار أبونا يوسف انه تم اشراك الأطفال مع الكبار فى خط التعبئة الرئيسى المُعد لتجميع “الكراتين”.
بركة المساهمة في إسعاد أخرين
وقال مراد هارون مدير فرع بشركة مصر للتأمين: اليوم لدينا شعور جميل ، فليس هناك أفضل من أن يُساهم الشخص في إسعاده غيره من البسطاء ، وهذا العمل سوف يضفى الفرحة على أوجه الأولاد من خلال هذه الأدوات البسيطة مع بداية العام الدراسى الجديد ، فسعادة هؤلاء الأطفال تجعلنا جميعاً سعداء .
وأشارت منى سمير أنها تشارك تشارك لأول مرة فى هذه الخدمة ، مؤكدة أنها تشعر بروح جميلة تملىء مكان العمل بأكملة ، وأنها لمست ارتياحاً نفسياً كبيراً رغم شعورها بروح بالإرهاق ، وقالت : نشكر ربنا على نوال بركة المساهمة فى إسعاد أخرين ، فالله محبة ، ولا ينسى إحتياجات أولاده . مؤكدة أن مشاركة جميع الأعمار فى هذا العمل شىئ رائع خاصة الأطفال التى تعمل بكل حماس ، وأضافت : تمنيت أن أشارك فى مثل هذه الخدمات قبل سنوات مضت ، فعندما كان أولادى صغار لم تكن هناك مثل هذه الأنشطة الخدمية متوفرة كما هو الحال الآن ، فكُنت أتمنى أن ينال أولادى بركة الخدمة . ويرى مارك شكرى أن مصر لديها مشكلة فيما يتعلق بالتعليم ، وجزء من هذه المشكلة يكمن فى ضعف الإمكانيات بالنسبة لأسر كثيرة ، وهذا يجعل بعضهم يحجمون عن إرسال أولادهم للمدرسة ، لكن عندما يتوفر جزء من هذه المصاريف فقد يكون الأمر أكثر تشجيعاً لهم ، منوهاً إلى فرحة الأطفال بأدواتهم المدرسية الجديدة ، هذا بجانب توفير بعضاً من أدوات النظافة . وقال اللواء طيار مدحت وهيب : أنا جئت مع زوجتى وأولادى وأحفادى لنشارك فى هذا اليوم الجميل ونوال بركته ، مؤكداً أنه بمثابة التعليم العملى الحقيقى للأولاد الصغار على حُب مساعدة الأخر المحتاج ، حيث نقول لهم ” هذا الشىئ يذهب لأخواتنا الفقراء ” ، مشيراً أن هذا العمل البسيط قد يُساهم كثيراً فى تشجيع التعليم ومحو الأمية .
وأتفق كل من بيشوى ملاك وجورج كمال وكامى رمسيس على أن هذه العطايا هى فى الأصل من يد الله ، ونحن القائمين عليها مجرد وسطاء بين عطايا المسيح وأخواته ، مؤكدين أن استمرار هذه الخدمة سوف يدوم ، وسوف يتسلم جيل بعد جيل القيام بمثل هذه الخدمات ، منوهين أن أنتشار خدمات مُماثلة فى كنائس أخرى يوم بعد يوم سيُزيد من الأسر المستفيدة ويُضاعفها وبالتالى تصبح الإستفادة أوسع وأعم .
حوار مع مؤسسة يوسف النجار للتنمية
و حول كواليس خدمة اليوم وغيرها من الخدمات المرتبطة التى تركز على القرى الأكثر فقراً والعشوائيات التى تقوم بها المؤسسة والكنيسة ، كانت لـ”وطنى” حديثاً مع الدكتور نادر إميل سليمان رئيس مجلس أمناء مؤسسة يوسف النجار للتنمية ، فقال : كان حُلماً لمؤسسة يوسف النجار كمؤسسة مدنية ولدت من رحم الكنيسة ، نعتمد فيها على أنفسنا فى النشاط والتمويل ، أن نركز فى المجتمعات التى ندخلها على مبادىء الحب والإهتمام والرعاية ، ونتمنى أن تفوم الدولة بدور المنسق فى عمل منظمات المجتمع المدنى ، حيث يـتعبرالتعليم هو الأداة التى تخلق الثقافة والإنتماء والجب للمجتمع . وأشار فأهدافنا تتمور حول :
(1) محو الأمية وتحسين التعليم من خلال آلية “الكوتشنج” للأولاد على مختلف أعمارهم .
(2) التدريب والمشروعات من خلال برتوكولات مع الحكومة للتدريب فى كل المحافظات التى نقدم لهم الخدمة ، لإكسابهم مهارات جديدة .
(3) مساعدة الدولة فى قضية التوظيف ، كتقديم القروض فى حدود ما تسمح به الدولة ، حيث نساعدهم فى إجراء دراسات الجدوى وتمويل المشروعات .
وأوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة يوسف النجار للتنمية أن التمويل الذاتى يُعد مشكلة كل مؤسسات المجتمع المدني ، لذلك نريد أن تساهم الدولة فى ذلك ، مشيراً إلى أن المحور الإدارى يُعد فى غاية الأهمية نظراً لتكوين قاعدة معلومات عن المناطق العشوائية والقرى الفقيرة التى نخدمها ، فنقوم بتوثيق المعلومات ، لمساعدة الجهات الحكومية فى معرفة إحتياجات هذه المناطق الحقيقية ،حيث أن المعلومات لدى الحكومة بها الكثير من المفارقات والتى تبتعداً كثيراً عن الأرقام الحقيقية ، ومن ناحية أخرى نساعد الأسر على ألتحاقهم ببرامج الدولة المختلفة كالخدمات الطبية مثلاً .
أما عن بعض المُعطلات فأوضح أن نقص المعلومات يُعد هو أكثرها ، وتليها المصداقية فيما يتعلق بالبيانات الحكومية ، حيث نجد المفارقات السلبية ، كذلك موضع التمويل ، وهنا تعتمد مؤسسة يوسف النجار للتنمية على التبرعات والدعم الذاتى ، ويمكن للدولة فى هذه الجزئية أن تنسق مع الجمعيات الجادة ، منوهاً أن هناك جهات ننظر فى التعامل معها كالصندوق الإجتماعى للتنمية ومؤسسة ساويرس للخدمات الإجتماعية .. مشيراً إلى أن الجمعيات الأهلية باتت تحاول سد الخدمة فى الأنشطة التى تركتها الدولة ، كالأنشطة والثقافية والرياضية فضلاً عن الأنشطة التعليمية وفصول محو الأمية .. وهذه الأنشطة تتعلق بإندماج النشىء فى المجتمع وجعلهم أكثر إيجابية . وأستطرد د. نادر سليمان قائلاً : ويعتبر موضوع الوحدة الوطنية فى غاية الأهمية بالنسبة لنا ، لذلك نعقد اللقاءات فى الجوامع والكنائس .
تعاون مع شعب العذراء أرض الجولف
وقال لواء مهندس أشرف وهيب إن مؤسسة يوسف النجار للتنمية تأسست عام 2011 ، حيث تهدف إلى معاونة الأسر الأكثر إحتياجاً فى القرى والعشوائيات كفترة الأعياد و بداية العام الدراسى ، لتخفيف الأعباء المادية عنهم ، مشيراً إلى أن خدمة توفير الأدوات المدرسية بالتعاون مع جميع شعب كنيسة العذراء مريم بأرض الجولف لتدبير تلك الإحتياجات وتعبئتها بمشاركة كافة الأعمار ، فضلاً عن المشاركة فى الدورات التدريبية . منوهاً أن المؤسسة تخدم حالياً المناطق العشوائية فى القليوبية وبالتحديد وفى “الآلج” و”أشيش” و”بلتان” و”أبوزعبل” و”طوخ” .. وفى مناطق بالصعيد فى مركز مالاوى ، حيق يتم تقديم قروض حسنة بدون فائدة ، وتقديم التوعية فى مجالات عديدة منها المجال الطبى من خلال مجموعة من الأطباء وإجراء التحاليل الطبية على حساب المؤسسة ، لأكتشاف الإصابات بشكل مبكر ، والعمل على توجيهم للمشروعات الحكومية كمشروع علاج فيرس سى وخدمات الكوافل التى تتماشى مع توجهات المجتمع ، وبالتالى نصبح همزة وصل بين مؤسسات المجتمع المدنى الأخرى ذات التخصص والجهات الحكومية . كذلك فتح فصول محو الأمية والإستفادة من الخريجين الذين لم يلتحقوا بأى فرصة عمل ، ليقوموا بالتدريس نظير مقابل مدى للتحفيز .. وتعتبر خدمة اليوم تشجيعاً لطلبة المدارس من خلال المستلزمات المدرسية التى تخفف من العبىء المُلقى على كاهل هذه الأسر .
التشجيع والحب والأهتمام
وتحدثت سوزان الفريد مسئولة التوعية والتعليم بالمؤسسة عن ألية العمل الخاصة بالمنظومة التعليمية فى برنامج البراعم الصغيرة والتى تقوم على التقسيم طبقاً لمستوى الأطفال من حيث التعليم فى القرى والعشوائيات ، مؤكداً أن البرنامج يقوم على مبادىء “التشجيع والحب والأهتمام” ، وقالت : نربط الأحرف بالأسماء والألوان وأسماء الحيوانات ، ونستخدم وسائل تحفيزية كاللعب وممارسة التمارين الرياضية ، فالطفل بعد ربع ساعة يفقد تركيزه ، فنكون الـ”بازل” ونرنم .. حيث يفتقد هؤلاء الأطفال للأهتمام الكافى من قبل الأسرة نظراً لأعداهم الكبيرة داخل الأسرة الواحدة ، أكثر أسئلتهم غير مجاب عنها .. لذلك نحاول تنمية قوة الملاحظة لديهم ، أيضاً فإن جزء من البرنامج يتضمن النظافة ، والإهتمام بأسنانهم ، نكلمهم عن السوسة وكيف أنها تدر الأسنان ، نعودهم على غسل أيديهم ، ونسائلهم غسلتم أيديكم كام مرة اليوم ..