” سياحة مصر و تنمية البيئة ” تناضل فى جنوب سيناء
نويبع تلك البقعة المنسية فى جنوب سيناء الحائر بين غياب السياحة عقب اندلاع ثورات الربيع العربى و بين جهود التنمية المبذولة لخدمة السكان المحليين هناك .. و الذين يصل تعدداهم الى حوالى خمسة الاف من البدو موزعين بين القبائل البدوية مثل ” الترابين ” و ” المزينة ” و ” السواركة ” و غيرها من القبائل .. و خمسة الاف من اهالى الحضر الذين استوطنوا المكان بحكم عملهم ..و لان نويبع مدينة وميناء مصري يقع على الضفة المقابلة لميناء العقبة الأردني، وبرتبط بها خط بحري يمر عبره الحُجاج في موسم الحج .. و لكونها مدينة حدودية تقع على بعد ٤٦٥ كم من القاهرة,
وعلى بعد ساعة من العقبة صارت بعيدة عن الاهتمام الحكومى على كافة المستويات الامر الذى لم يؤثر فى حياة البدو و الحضر بشكل حاد الا بعد انهيار السياحة .
حينما تتجول فى الاسواق لا تجد اى نوع من الرواج .. الكساد الاقتصادى يكسو الاسواق و الوجوه و النفوس .. و بالرغم من ان مثلث نويبع – طابا – دهب هو الاكثر جمالا فى سيناء الا انه سقط سهوا او عمدا من ملفات الحكومة .. و يجنى المواطن نتائج هذا السقوط سواء فى خدمات التعليم او الصحة او الثقافة و غيرها من الحقوق الاساسية الغائبة التى يضيف غيابها مزيد من العبء على كاهل السيناوى فى الجنوب الذى يحمل فى الاصل عبء العادات و التقاليد القاسية هناك .
التقطت جمعية سياحة مصر وتنمية البيئة – التى يرأس مجلس ادراتها الصحفى السيد الدمرداش – طرف الخيط .. لتقوم بدور وطنى بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة .. لتنفيذ برنامج التواصل المجتمعي مع البدو .. و الذى بدأ منذ ما يقرب من عام و نصف العام و يستمر حتى نهاية عام 2017… تنفذ الجميعة قوافل شهرية تزور المدينة و تقوم خلالها بتقديم الخدمات الطبية و الثقافية و الحرفية للبدو بغرض تقريب وجهات النظر بين اهالى جنوب المدينة و بين المجتمع المصرى بشكل عام .. و تسد فجوات الثقافة بينهما و تنقل الخبرات و الخدمات الى نويبع عبر نشطاء اجتماعيين .تابعت ” وطنى “
القافلة الشهرية لمايو الجارى و التى بدات بعقد ورش عمل ثقافية لشباب البدو.
يقول السيد دمرداش رئيس مجلس ادارة جمعية سياحة مصر و تنمية البيئة : ” شهد قصر ثقافة نويبع ورش عمل لتعليم التلاميذ فنون الرسم والمسرح بهدف تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب والفتيات وتكوين فريق مسرحي وتشكيل فريق لكرة القدم واكتشاف المواهب لدى هذه الأعمار.. فنحن نهدف الى تغيير المفاهيم الثقافية لدى النشىء للدفع نحو مزيد من التنوير ايمانا منا بان تغيير العقول هو اساس التنمية السياحية و اى تنمية .. و لان تغيير العقول مرتبط بالتنمية البشرية كان عملنا على عدة محاور اهمها تزويج الثقافات البدوية و الحضرية مع الحفاظ على الهوية الاساسية
لاهالى المدينة .. بتطوير مهاراتهم فى الفنون و التعليم و الابداع .
و يضيف الدمرداش :” قمنا ايضا بعمل مشاغل للحرف اليدوية التى تتميز بها المدينة فيما يخص صناعة المشغولات الخرذية و الخيطية و المشغولات اليدوية التى تعتمد على البيئة المحيطة من جمع ” الودع ” و عمل حلى للنساء قضلا عن تعليمهم استخدامه قى تصميم اللوحات الجدارية و تعليمهم فن الرسم .. هذا بالاضافة الى ما يتم الاعداد له حاليا من مشروع تدريبى على استخدام مواقع التواصل الاجتماعى و الميديا الجديدة بتوفير 45 جهاز كمبيوتر و هو العدد المستهدف لم يتوفر منه حتى الان سوى خمسة اجهزة فقط .. بحيث يتم انشاء مركز متخصص للتدريب فى هذا الصدد توزع فيه ساعات
التدريب بواقع 8 ساعات يوميا على مدار ستة ايام بالاسبوع ثلاث منها تخصص للفتيات و ثلاث للشباب .
و على مستوى الخدمات الصحية قام فريق مؤسسة ” حياة ” المتخصص فى مجال تصنيع الاجهزة التعويضية بزيارة مستشفى نويبع فى هذا الصدد يقول المهندس شريف شاهين احد مؤسسى مؤسسة ” حياة “:” نقوم منذ اربعة اشهر بالمشاركة فى القوافل الطبية التى تنظمها جمعية سياحة مصر و تنمية البيئة .. ساهمنا فى حل العديد من المشكلات التى تواجه اهالى نويبع فيما يخص تصنيع الاطراف الصناعية و مشاكل الحركة مثل الام الظهر و خشونة الركبة .. كما ساهمنا فى تنظيم تدريب للتاهيل النفسى لاصحاب الاطراف المبتورة .. اما عن نشاطنا فى القافلة الحالية لشهر مايو الجارى فقمنا بتوزيع
الأجهزة التعويضية و الأطراف الصناعية للمرضى المستحقين والذين تم حصر حالاتهم الشهر الماضي وتم عمل توصيف فنى لهم من قبل .. كما تم اجراء التوصيف الفنى لعدد من الحالات لتحديد احتياجاتها من هذه الأجهزة .
كما قام فريق من الأطباء المتعاونين مع الجميعة ايضا بالكشف على المرضى في بعض التخصصات الأخرى خاصة الرمد و هو التخصص الذى تعانى المستشفى من نقص حاد فى الاطباء به .
و على مستوى النوع الاجتماعى تقول الدكتورة ناهد نصر الدين استاذة علم الجمال التطبيقى بجامعة القاهرة و التى تشارك بانتظام فى القوافل الشهرية لنويبع :” نخاطب النساء و الفتيات بشكل مبسط حتى نستطيع تطوير مهاراتهم عن طريق عقد ورش عمل مع السيدات والفتيات والشباب من البدو لرفع الوعي البيئي والسياحي و الاهتمام بالنظافة والجمال المحيط بالمنطقة لجذب السائحين.
و تضيف د / ناهد :” ناقشت ورش العمل المشكلات التي تواجه السيدات والفتيات والشباب في هذه السن ووسائل حلها والتعامل معها.. و كيفية تطوير منتجاتهن حتى تناسب كافة الاذواق و الاحتياجات للسائحين من الداخل و الخارج .. فضلا عن الاهتمام بموضوعات النظافة و النظام و عرض المنتج البدوى الذى يتميز بالتفرد و الخصوصية دون غيره .
اما على المستوى الميدانى فقد قامت قوافل الجمعية بجولات ميدانية بالوديان للتواصل المجتمعي مع بدو نويبع وتوزيع ماكينات جديدة للمشاغل التي أقامتها للجمعية مؤخرًا بهدف تحويل المرأة البدوية إلى طاقة منتجة. بزيارة المستشفى العام بنويبع
الجدير بالذكر انه ضمن الوديان المتميزة فى نويبع يأتى الوادي الملون أو الأخدود الملون هو أحد العجائب الطبيعية بالمدينة. وهو عبارة عن متاهة من الصخور الرملية الملونة التي يصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى 40 متر. ويشكل هذا الوادي الذي يمتد في أعماق جبال الصحراء .. بفعل مياه الأمطار والسيول الشتوية التي حفرت لها قنوات وسط الجبال بعد أن ظلت تتدفق لمئات السنين.. واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه وعروق الأملاح المعدنية التي ترسم خطوطا على أحجاره الرملية والجيرية وتضفي عليها ألوانا قرمزية وبرتقالية وفضية
وذهبية وأرجوانية وحمراء وصفراء.