تبادلا قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية، و البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسائل أخوية بمناسبة العيد الثانى لعيد المحبة الاخوية، الذى جمعهما بالقصر الرسولى بالفاتيكان فى 10 مايو عام 2013.
فقال قداسة البابا تواضروس فى نص رسالته:
أنتهز فرصة السنة الثانية على “يوم المحبة الاخوية” بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية و الكنيسة الكاثوليكية، و الذى يوافق العاشر من مايو نود قبل اى شئ ان نبعث الى قداستكم بتحية بلادنا كنيسة و شعبا راجين من الله ان رسالتنا هذه تجدكم فى اتم الصحة و ملء النعمة.
بالاصالة عن نفسى و باسم المجمع المقدس و اهالى العشرين شهيداً – شهداء الوطن و الكنيسة – الذين سفكت دماؤهم الزكية على الاراضى الليبية فى الخامس عشر من فبراير الماضى، نود أن نتقدم لقداستكم بعميق الشكر على مكالمتك التليفونية الرقيقة لتقديم العزاء و مشاعركم المرهفة و مشاطراتكم الطيبة لنا، الامر الذى يؤكد أواصر المحبة الاخوية بيننا، بل و التضامن بين الكنيستين.
فعلى مدى عام كامل منذ اخر مرة تبادلنا فيها الرسائل خلال مايو الماضى، وقعت الكثير من الاحداث بل و تم تنظيم العديد من الانشطة الهامة سواء على مستوى الوطن أو على مستوى الكنيسة و العمل الرعوى.
نحن على ثقة أن الله ضابط الكل لن يدع جهودنا ضد ظاهرة الارهاب تذهب سدى. حيث اننا نتثق فى القيادة الحكيمة و الواعية بل و القوية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبلادنا الحبيبة مصر، و الذى يبذل قصارى جهده لنشر بل و لترسيخ و اعلاء مبادئ المواطنة. كما جاءت زيارة فخامة الرئيس لنا فى قداس ليلة عيد الميلاد المجيد فى السادس من يناير الماضى 2015 مفاجأة سعيدة، كما سبق و اجتمع فخامته مع رؤساء الكنائس المسيحية فى مصر.
كذلك شاركنا فى الاحتفال بافتتاح أعمال ترميم أقدم الكنائس فى العالم الشهيرة بالمعلقة لاحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر.
و الاحتفال بمرور 150 عاماً على اصدار الترجمة العربية للكتاب المقدس فى العالم.
و استقبال أبونا متياس بطريرك الكنيسة الاثيوبية.
و استضافة اجتماع بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية و الكنيسة الارمنية الارثوذكسية مع الكنيسة القبطية.
و المشاركة فى الاسبوع العالمى للصلاة.
و الاحتفال بالذكرى الثانية على تأسيس مجلس كنائس مصر.
فى اطار دعم اواصر المحبة و الاخاء و الصداقة بين الكنيستين الارثوذكسية و الكاثوليكية قامت الكنيسة القبطية الارثوذكسية بالمشاركة فى لقاءات عديدة من بينها الاحتفال باليوبيل الذهبى على تأسيس هيئة Pro-Orienta بفيينا.
و المشاركة فى اجتماع اللجنة المسكونية العالمية للحوار بمكتب وحدة الكنائس التابع للفاتيكان.
و المقابلات المتعددة مع بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية ابراهيم اسحق.
كما قمنا بسلسلة من الزيارات الرعوية و التى يشرفنا ان نذكر بعضها:
الزيارة الرعوية لدولة الامارات العربية
الزيارة الرعوية لكندا و التى حظينا خلالها ايضا بسلسة من اللقاءات المثمرة مع ممثلى الكنيسة الكاثوليكية.
زيارة روسيا و لقاء قداسة بطريرك موسكو و كل روسيا كيريل.
هنا لا يسعنا سوى ان نصلى الى ربنا يسوع المسيح كيما يمنحنا القوة لنتمم عمله و خدمته بأمانة الى المنتهى.
نختتم رسالتنا هذه متوجهين بجزيل الشكر للكنيسة الكاثوليكية على ما تقدمة من دعم و تعضيد لابناء كنيستنا القبطية الارثوذكسية فى العديد من دول العالم. كما نصلى الى مخلصنا يسوع كيما يعينكم و يعين الكرادلة بالمجلس الكنسي بالفاتيكان و يتوج مهمتكم الرعوية بكل نجاح.
هذا و بعث قداسة البابا فرنسيس برسالة مماثلة لقداسة البابا تواضروس الثاني لمناسبة الذكرى السنوية الثانية للقاء الذي جمعهما في الفاتياكان عام 2013.
عبر البابا فرنسيس في الرسالة عن أطيب تمنياته لرأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لافتا إلى مسكونية الدم التي توحد الكنيستين اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهذا الأمر يشجع الطرفين على السير قدما في درب السلام والمصالحة.
وأكد البابا أنه يصلي من أجل الجماعات المسيحية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط متذكرا المسيحيين الأقباط الذين استشهدوا مؤخرا بسبب إيمانهم المسيحي.
وكتب البابا فرنسيس في الرسالة أنه يشكر الرب على الانجازات التي تحققت على طريق الصداقة لافتا إلى أن ما يجمع الكنيستين أكثر مما يفرقهما ومتمنيا أن تتواصل المسيرة المؤدية إلى الشركة التامة وأن ينمو الطرفان بالمحبة والتفاهم.
بعدها أشاد البابا بالوثيقة التي صدرت مؤخرا عن اللجنة الدولية المختلطة للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية معربا عن ثقته بأن البابا تواضروس الثاني يشاطره أمله بأن يستمر هذا الحوار الحيوي ويحمل ثمارا وافرة. كما أكد البابا فرنسيس أن المسيحيين حول العالم يواجهون التحديات نفسها وهذا يتطلب منا أن نعمل معا في مواجهة هذه المسائل، معربا عن امتنانه لتعيين البابا تواضروس موفدا عنه شارك في سينودس الأساقفة حول العائلة، آملا أن يستمر التعاون على هذا الصعيد بين الكنيستين.