في حوار مع الدكتور أرمين مظلوميان – عضو لجنة ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية ورئيس لجنة القضية الأرمنية، استطاعت وطني أن تجيب على هذا التساؤل:
هل الأرمن لديهم أي دليل على أن الإبادة الجماعية حدثت بالفعل؟ هل لدى الحكومة التركية أي دليل لنفي ذلك ؟
بالطبع لدينا أدلة لدعم قضيتنا. الصحف نشرت في البلدان التي شاركت في الحرب العالمية الأولى مثل فرنسا، وكتبت الولايات المتحدة ومصر حول الإبادة الجماعية للأرمن. إضافة إلى أن الوثائق الرسمية التي بعث بها سفراء هذه الدول الذين تم تعيينهم للإمبراطورية العثمانية، وخاصة سفراء ألمانيا والولايات المتحدة، الذين قدموا عرضاً مفصلاً للوضع.
كيف كنتم قادرين على جمع الأرمن من جميع أنحاء العالم، وإنشاء الجمعيات والصحف؟
الأرمن في كل أنحاء العالم، أنشأوا الكنائس والمدارس والنوادي الخاصة بهم. وأنشأت المنظمات الدينية والمدنية التي تساعدهم في الحفاظ على الإيمان والعادات والتقاليد. يكون لهذه المجتمعات أيضا الصحف الخاصة التي تعمل على الحفاظ على الهوية الأرمنية.
البطريركية الرسولية للأرمن توحد كل من الانتماءات السياسية المختلفة والطوائف الدينية. وقد ساعد كل ذلك على الحفاظ على الهوية الأرمنية في أنحاء متفرقة من العالم، وإحياء الشعور القومي الأرمني والوحدة بالرغم من كل المصاعب. ويسأل الأرمن استعادة الحقوق المغتصبة منهم ووطنهم.
ما هي مطالب الأرمن بعد 100 سنوات من الإبادة الجماعية؟
يتضمن تقرير يستند إلى مبدأ العدالة الانتقالية، خمسة جوانب رئيسية من مطالبنا.
أولاً: يطالب باتخاذ أولئك الذين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية إلى المحكمة، ولكن بما أن المجرم المباشر لم يعد موجودا، وولذلك لن يكون هناك أحد لإدانته مباشرتاً.
ثانيا: مطالبة تركيا أن تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وتعتذر عن ارتكاب هذه الفظائع. ويجب أن يغطي الاعتذار كل التفاصيل من الإبادة الجماعية ووالإعتراف بمسئولية تركيا فيما يتعلق بالأرمن.
يجب أن لا يكون التعويض مالي فقط، بل نطالب أيضا أن الحكومة التركية تغير المناهج الدراسية لتشمل تاريخ الإبادة الجماعية، وإنشاء متاحف لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم، وأنه يعيد أسماء الأرمنية الأصلية من المناطق التركية.
ثالثاً: يجب على الحكومة التركية دعم الأرمن والدولة الأرمنية من خلال منحهم التعويض المادي وإعادة فتح الحدود التركية الأرمنية التي كانت مغلقة في عام 1993م.
رابعاً: يجب على تركيا وقف الدعاية السلبية التي تم الترويج لها عن الإبادة الجماعية ويجب تصحيح الأفكار الخاطئة التي تم زرعها في المجتمع التركي بأكمله. والجانب الأكثر أهمية هو التغيير في المشاعر المعادية للأرمن الذي كان يُجري الترويج له لعدة عقود.
وأخيراً: يتعين على تركيا التخلي عن أو رد الممتلكات التي صودرت من الأرمن خلال سنوات الإبادة الجماعية. وهذا يشمل الأراضي والمباني، وجميع أنواع الممتلكات المتحركة وغير المتحركة. يجب أيضا أن تدفع تعويضات مادية عادلة للدولة الأرمينية والمنظمات الأرمنية. تركيا يجب أن يدفعوا ثمن ما التزمت به؛ وهذا سيساعد على منع الإبادة الجماعية المحتملة.