أحيا الأرمن المصريين مساء أمس الجمعة 24 ابريل الذكرى المئوية لبداية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية، بين 1915 و1917، في احتفال رسمي أقيم في كاتدرائية الأرمن الارثوذكس بمصر، حيث ترأس الاحتفالية نيافة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، و رفع صلوات القداس الالهى كاهن الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية بمصر بالنيابة عن نيافة المطران أشود مناتسكانيان مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر و ذلك لمشاركة نيافته فى احتفاليات ارمينيا بالمئوية.
بدأت الاحتفالية بالقداس الألهى الأحتفالى في السادسة مساءً، بحضور السيد الدكتور أرمين ملكونيان، سفير أرمينيا بمصر، و المونسنيور كوريان ماثيو القائم بأعمال سفير الفاتيكان بمصر، و السيد سفير اليونان بمصر، و السيد قنصل جمهورية أرمينيا بمصر، و بمشاركة عدد كبير من القيادات و المسؤلين و وفود ممثلين عن الاحزاب السياسية بمصر.
هذا و قد حضر الاحتفال الرسمى القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام بطريركية الاقباط الارثوذكس و لفيف من الاباء الكهنة ممثلين عن الكنيسة القبطية الارثوذكسية، كما شارك بالقداس نيافة المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر و القرن الإفريقى، و الارشيمندريت بولس قريط راعى كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك بمصر.
و بعد صلوات القداس الألهى أقيم حفل تأبين حيث القيت الكلمات حول الابادة الجماعية للارمن و الذى راح ضحيتها مليون و النصف مليون شهيد من أجل التمسك بايمانهم المستقيم، و حرص مئات الشعب المتوافد على الكاتدرائية ان يحمل علم أرمينيا ولافتات كتب عليها “أتذكر وأطالب”، كما وضعوا أكاليل من الزهور على نصب الإبادة الجماعية في ساحة الكاتدرائية.
و قال نيافة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك في كلمته خلال الأحتفال الرسمى بذكرى الإبادة 24 ابريل هو ذكرى اول ابادة من نوعها تشهدها البشرية فى مطلع القرن العشرين.. المجازر التى ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الشعب الارمنى و اودت بحياة مليون و النصف مليون شهيد، و التذكير بهذا التاريخ يرجع لان المجتمع الدولى للاسف لم يجرؤ حتى اليوم ان يكشف حقيقة ما حدث في 24 ابريل عام 1915، هذا اليوم الأسود من تاريخ الإنسانية.
و طالب نيافة المطران كريكور خلال كلمته التى لاقت تأثيراً كبيراً عند جميع الحضور و المشاركين، ان الحل المناسب للقضية الارمنية هو اعتراف الدولة التركيه بالمجازر التى ارتكبها اسلفهم بالشعب الارمنى فى عام 1915، و تعويض الارمن عن الخسائر المعنوية و المادية التى كانت السبب الرئيسى في تهجير بيوتهم و كنائسهم…
و في الختام شكر نيافته الشعوب العربية خاصاً الشعب المصري الذى فتح أبوابه لإستقبال الأرمن و حمايتهم من شر الإبادة و عاشوا الأرمن مع المصريين في محبة و تعاون حتى يومنا هذا.يذكر أن الارمن بمصر يبلغ عددهم 12 الف، نصفهم ارمن أرثوذكس، و النصف الآخر أرمن كاثولي.