قام البابا تاوضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرسية بتكريم شهداء ليبيا الذين ذبحوا بسيف تنظيم داعش الارهابي ، فى ذكرى مرور أربعين يوم على إستشهاد هؤلاء الأبطال ، والاعتراف بجهود الجيش المصرى الباسل ودوره فى رد كرامة الوطن ، بتكريم أحد رموزه الشجاعة صاحب فكرة مضخات المياه لفتح ثغرات بخط برليف وبطل من ابطال حرب اكتوبر المجيدة (اللواء / باقى زكى يوسف) . حيث نظمت أسقفية الشباب إحتفالية تحت تحت عنوان/ (ملحمة الخلود) ، تحت إشراف نيافة الحبر الجليل “الانبا موسى ” أسقف الشباب ، و نيافة الحبر الجليل “الأنبا روفائيل ” أسقف عام لكنائس وسط القاهرة وبمشاركة مجموعة من الخدام والمكراسات ، وذلك بقاعة القديس أثاناسيوس بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى تمام الساعة السادسة مساء أمس الخميس الموافق 26 مارس2015 ، ، حضر الحفل مجموعة من الأباء الأساقفة الاجلاء (الانبا بسنتى) اسقف حلوان والمعصرة ، (الأنبا يوحنا) أسقف شمال الجيزة ،(الأنبا أرميا) الاسقف العام، الأب( بطرس دانيال) رئيس المركز الكاثوليكى ، وعدد من الاباء الكهنة ، وعدد من الوزراء الحاليين والسابقيين ، ومجموعة من الفنانين والمثقفين.
كما حضر( الدكتور/ جلال السعيد ) محافظ القاهرة نائباً عن رئيس مجلس الوزراء (المهندس/إبراهيم محلب) ، (الدكتور/ إبراهيم يسرى) وزير الإنتاج الحربى ،ووجه نيافة (الأنبا موسى) الاعتزار عن حضور الانبا (بفنوتيوس) أسقف سمالوط والمنيا وذلك لإنشغاله بأخذ واجب العزاء فى ابناؤه الشهداء بالمنيا من كافة الطوائف والبلاد ، كما قدم الشكر لكل من الوزراء الذين قدموا العزاء قبل بدء الحفل وهم (المهندس/ خالد عبد العزيز) وزير الشباب والرياضة ، (الدكتورة غادة والى ) وزيرة التضامن الإجتماعى .
كما شرف الحفل أيضا بحضور أهالى الشهداء الكرام ومجموعة من الشعب القبطى .
بدأ الاحتفال بالسلام الجمهورى ، ثم قام بتقديم فقرات الحفل الاعلامى (جورج رشاد) ،كما شارك مجموعة كبيرة من فرق اسقفية الشباب بعرض” ملحمة الخلود ” ، منهم فريق كورال ثمر الروح بقيادة ( سامح عطا )، فريق كرمال الصليب بقياده (مايكل يوسف)،فريق قيثارة لأسقفية الشباب بالإضافة إلى فريق قيثارة للإطفال، كما تضمن العرض مجموعة من القصائد ،وفقرة الرسم بالرمل للفنان (مايكل رومانى) وقام بإخراج هذا العرض الفنان الشاب (ضياء شفيق).
ونقل الإحتفال مباشرا على شاشة التليفزيون المصرى والقنوات الدينية المسيحية ( قناة سى تى فى ـ قناة اغابى ـ قناة مارمرقس ) .
وأختتم الحفل بتكريم الشهداء الابرار وتسليم درع أهداه ( البابا الانبا تواضوس الثانى )لأهالى الشهداء ومن جانب اخر من الاحتفالية كرم (اللواء باقى زكى يوسف) قاهر السد رمزاً للجيش المصرى الباسل الذى تجل اليه الكنيسة الاورثوذكسية لدور الجيش فى رد كرامة الوطن والثأر من الارهاب الغادر أعتراضاً على عنف والارهاب ، وكانت فكرته العبقرية لها الفضل فى هدم خط برليف ، ففي مايو 1969 صدرت للفرقة تعليمات بالاستعداد للحرب والعبور، وكانت أكبر مشكلة أمام الفرقة هي التغلب علي الساتر الترابي وفتح ثغرات فيه، واقترحت الفرقة العديد من التجارب والدراسات تركز معظمها علي استخدام المفرقعات إلا أن نتائج هذه التجارب لم تحقق ما استهدفته الفرقة، وأثناء اجتماع القادة برئاسة اللواء “سعد زغلول عبد الكريم” لدراسة الأفكار المقترحة للعبور شرح قائد الفرقة المهمة ونشأة الساتر وتكوينه وأبعاده، ووجدت أن كل الاقتراحات التي تم عرضها كان زمن فتح الثغرة فيها كبير يتراوح بين 12 و15 ساعة والخسائر البشرية المتوقعة لا تقل عن 20% من القوات ، كما جذب انتباهه أثناء سماعه لشرح خواص ذلك الساتر أن قاعدته مكونة من الرمال فطلب من قائد الفرقة السماح له بالتحدث وقرر للقادة هذه الرمال بني عليها خراسانات، وطالما أن قاعدة الساتر مازالت رملية فإنه من السهل فتح ثغرات بها عن طريق دفع المياه، واقترحت استخدام طلمبات قوية تسحب المياه من القناة وتوجهها علي الأساس الرملي فيسقط ، ونجحت بالفعل وكان له الفضل فى انتصار حرب اكتوبر المجيد ة وقد حصل اللواء “باقى زكى يوسف” على نوط الجمهورية من الطبقة الأولى على أعمال قتال استثنائية فى حرب 1973، وخرج على المعاش فى عام 1984 برتبة لواء .
من جانب آخر للإحتفال أعلن الاعلامى (جورج رشاد ) خبراً بإصدار للكنيسة الاورثوذكسية أيقونة مرسومة بالفن القبطى رسمها الفنان الشاب المصرى الأمريكى ( طونى رزق).
وأختتمت الأحتفالية بكلمة “قداسة البابا تواضروس الثانى “، حيث قال إننا فى هذة الليلة المباركة نحى الشهداء الذين أمتعونا بالصفات التى ظهرت فيهم كشهداء للوطن وللإيمان ، ونحى أسرهم ، ونحى أرض مصر التى أنجبتهم ، والنيل الذى شربوا منه.
كما أعرب قداسته بأعجابه بالعرض (الشهداء الشامخون) الذى قدمه مجموعة من الشباب والشابات والأطفال ، وما تميز به من أداء الترانيم والأستعراضات.
كما وجه قداسته الشكر لكل الوزراء والمحافظين والفنانين والمثقفين ورجال الدين الأسلامى الذين تشرفوا بالحضور الى هذا الاحتفال ، وقال : أننا ننادى مع الكورال كما نادوا على القديس يوليوس العروف بكاتب سير الشهداء بأن يكتب لنا سير هؤلاء الشهداء الذين سفكوا دماؤهم دون ذنب اكتنفوا ولكن دماؤهم لا تزال تصرخ امام الله ، وتدين الذين ارتكبوا هذا الأثم .
وفى حوار اجرته جريده وطنى مع اهالى الشهداء :
قال (أنيس نجاتى) اخاً للشهيد (لوقا نجاتى) : أنه لم يكن يفرح بأخيه مثلما يفرح به اليوم شهيداً على اسم المسيح ، وأن ذلك فكر فكثير من الناس تتمنى أن يكون لها اخ شهيد او تصاحب اخو الشهيد، او تربطه بأى علاقة بشهيد، كما شكر قداسة البابا على رعايته واهتمامه بذلك الاحتفال وان الكنيسة الاورثوذكسية كنيسة ايمانها قوى من أول اسطفانوس الى شهداء ليبيا ، كما شكر الرئيس عبد الفتاح السيسى كأب قيادى برد كرامة الشهدا والشعب المصرى.
وقال (عاطف بشرى) أخوا الشهيد عزت بشرى : بأنه يشعر أن اخوه الشهيد ليس فقط اخوه بل أنه أخ لكل افراد الشعب المصرى ، بينما قال كلماته الممزوجة بالدموع ملاك فايز الذى لم يتجاوز عمره الخمسة عشر اعواماً وهو أخو الشهيد مينا فايز: بأنه فرحان جداً أنه له اخ شهيد وبطل ايمان ويتمنى أن يسير على نفس طريق أخيه .
وفى كلمات قوية صرح بها رومانى بدار اخو الشهيد عصام بدار: بأنه يشعر الآن بعظمة السيد المسيح وقوة المسحيين وان المسيحية هى دين السلام .
وعبر ملاك منير اخو الشهيد جابر منير : بإنه يشعر بالفخر لان صار له أخ شهيد مثل شهداء الكنيسة العظماء ،كما أنه شكر البابا تواضروس الذى زار مدينه المنيا وتقديمة لواجب العزاء مما اعطاهم كثير من التعزية الكبيرة لزيارتهم.
ستظل الكنيسة تنجب ابناء وتربيهم على الايمان ، لكى يستطيعوا ان يقفوا شامخين امام وجه الموت تحت اى ظرف ..لن تموتوا ايها الابطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين.